صحفية ألمانية: الحريري في موقف صعب والاحتدام السياسي في لبنان يتصاعد
١٣ يناير ٢٠١١قدم وزراء المعارضة في حكومة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالتهم، بعد أن فشلت المبادرة السورية السعودية لحل الأزمة اللبنانية الناتجة عن المحكمة الدولية المعنية بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وتزامنت هذه الاستقالة التي تقدم بها 11 وزيرا مع لقاء سعد الحريري بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن.
وتصف الصحفية الألمانية بيرجيت كاسبر، المقيمة في العاصمة بيروت وذلك في حوار لدويتشه فيله ، وضع رئيس الوزراء رفيق الحريري بعد هذه الخطوة بأنه في "موقف صعب جدا" مستشهدة ببيان وزير الطاقة والموارد المائية جبران باسيل الذي أعلن استقالة الوزراء والذي أكد بالقول:"الخيار أمام رئيس الحكومة سعد الحريري وأمام اللبنانيين، وهو الاختيار بين بيروت وواشنطن" وترى الصحفية الألمانية أنه على سعد الحريري إما أن "يبدي تراجعا"، وهو ما قد يكون صعبا عليه، أو أن الساحة السياسية اللبنانية ستشهد احتدما نتيجة الفراغ السياسي، إذ أن تشكيل حكومة جديدة لن يكون من السهل.
"ليس من السهل نظريا وقف سير محكمة الحريري"
من جانبها أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاي كلينتون، التي تقوم بزيارة لمنطقة الخليج، أن محاولة حزب الله وقوى المعارضة الأخرى إسقاط حكومة الحريري لن "يجدي" وأنها محاولة "مفضوحة لتخريب سير العدالة"، وذلك في إشارة إلى المحكمة الدولية المعنية بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري، والتي من المتوقع أن تصدر لائحة اتهام خلال الشهر الجاري تشير فيها بأصابع الاتهام إلى عناصر من حزب الله قد يكونوا متورطين في هذا الحادث.
من جانبها ترى الصحفية الألمانية بيرجيت كاسبر أنه ليس "من السهل نظريا وقف سير المحكمة الدولية بشأن اغتيال رفيق الحريري، " إلا أن "توقف الجانب اللبناني عن التعاون مع المحكمة، وهو الأمر الذي يطالب به حزب الله منذ أشهر. فعدم وجود حكومة لبنانية يعني أن المحكمة أصبحت منعزلة أو أحادية الجانب وهو الأمر الذي سيلقي الضوء على مدى مصداقيتها وفاعليتها".
غموض يكتنف المبادرة السورية-السعودية
وجاءت استقالة الوزراء اللبنانيين بعد الإعلان عن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن المبادرة السورية-السعودية التي وصفت بأنها محاولة لإنقاذ الوضع المتأزم في البلاد إلا أن الصحفية الألمانية بيرجيت كاسبر ترى أن هذه المبادرة سادها نوع من "الغموض والتكهنات" حول فحواها. ومن ضمن هذه التكهنات، كما تشرح كاسبر، فإن جزء من المبادرة احتوى على أن "يبدي الحريري تحفظا واضحا تجاه المحكمة الدولية ولائحة الاتهام، كما طلب حزب الله، قبل أن يتم إصدارها وليس بعد صدورها. كما سرت شائعات بأن الحريري طلب مقابل ذلك أن يتمكن من إدارة حكومته بحرية دون تدخل المعارضة".
وقد توجه سعد الحريري، بعد لقائه باراك أوباما في واشنطن ،إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في محاولة لإيجاد حل للأزمة . أما الحكومة الأمريكية فقد أعلنت أنها لن توقف المساعدات الأمريكية المقدمة للجيش اللبناني، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن "ستنتظر لترى ما سيحدث وما نوع الحكومة التي ستتشكل في لبنان".
الشارع اللبناني توقع سقوط الحكومة
أما رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني فقد نفى أن تكون هناك "دوحة 2" ، وذلك في إشارة إلى اتفاق الدوحة الذي رعته قطر عام 2008 والذي وضع حدا لأزمة سياسية حادة واجهت لبنان آنذاك. فيما دعت السعودية وتركيا على لسان وزيرا خارجيتهما حزب الله إلى العودة إلى حكومة سعد الحريري لتفادي التوتر الطائفي في البلاد. وتقول الصحفية الألمانية بيرجيت كاسبر إن الشارع اللبناني كان يتوقع سقوط حكومة الحريري وإن المراقبين يتوقعون بشكل عام عدم حدوث حرب طائفية، فحزب الله أثيت عام 2008، حين سيطر لفترة قصيرة على الجزء الشرقي من بيروت، أنه لا يوجد من يقاومه ولا يوجد من يريد ذلك، على حد تعبير الصحفية الألمانية.
هبة الله إسماعيل
مراجعة: يوسف بوفيجلين