صراع أجيال داخل تنظيم الإخوان المسلمين
١٢ مارس ٢٠١٥"بدأ الحوار مع الأجيال الشابة وبدأت محاولات فهم أفكارها بعدما غرقت السفينة، وبعد أن تم الانقلاب والمذبحة". هكذا تصف هند موقف الأخوان المسلمين حاليا في مصر من موضوع الحوار مع الجيل الشاب في التنظيم. هند تبلغ من العمر 20 عاما وهي عضو في تنظيم الأخوان المسلمين وطلبت عدم ذكر اسمها الكامل في لقائها مع DW بسبب الملاحقات الحكومية لتنظيمها. وتوضح هند أن "أغلب الحركات الثورية ظهرت في الشارع، وأن الشباب لعب دورا مهما فيها، وهذه هي حرب الشباب"، كما تضيف.
شباب الأخوان المسلمين غاضب بعدما فقد قياداته التي ألقي بها في السجن أو انتقلت للعيش في المنفى أو تفرقت. ويصعب السيطرة على هؤلاء الشباب. فالاختلافات بين الأجيال في التنظيم أصبحت أكثر عمقا، وازدادت معها المخاوف من تصاعد أعداد الشباب المتطرف الداعي للعنف.
حمزة سراوي، البالغ من العمر 24 عاما وهو أحد العاملين السابقين مع الرئيس المخلوع محمد مرسي يلاحظ: "يقال بصورة عامة إن الأجيال الكبيرة في التنظيم تحاول تجنب المخاطر والثورة وعدم الاستقرار، وذلك على عكس ما يطالب به العديد من الأجيال الشابة. وللشباب في التنظيم اليوم موقف انتقادي في هذا الشأن. فالشباب أصبحوا منعزلين بسبب القيادة التي آثرت عزل مجموعة أثناء حكمها، بدلا من العمل سوية مع غير الإسلاميين. واختارت القيادة المواجهة المباشرة ولم تعمل على تقديم إصلاحات للمؤسسات الحكومية، مثل مؤسسة الشرطة التي كانت تعد أحد رموز القمع". وبدلا من البحث عن حلول جوهرية لجأوا إلى حلول جزئية، كما يضيف سراوي.
من يتحمل المسؤولية؟
الكثير من شباب التنظيم يتهم قيادته بتضييع فرصة الاحتفاظ بالحكم، فكانت نتائجها إجراءات القمع الدموي ضد أعضاء التنظيم. وبسبب ذلك قتل وسجن الآلاف، ناهيك عن الأحكام الجماعية اليومية ضد أعضاء التنظيم.
على صعيد متصل، حُكم على المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين محمد بديع، والبالغ من العمر 71 عاما، في ثلاث قضايا منفصلة بالسجن مدى الحياة في جميع القضايا الثلاث. ويترتب على محمد بديع أن يمتثل أيضا أمام محكمة عسكرية في قضية أخرى مع 198 متهما من أنصار الأخوان المسلمين. ويواجه بديع والمتهمون الآخرون تهما بالقيام بأعمال تخريب والدعوة للعنف والقتل واستهداف عناصر الشرطة والجيش وحرق كنيستان قبطيتان في السويس.
وأشار مقرب من أحد قيادات الأخوان القابعين حاليا في السجن في حديث خاص مع DW ، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أنه "منذ الانقلاب توسعت الفجوة بين الأجيال الشابة والأجيال المتقدمة في السن داخل التنظيم، ويجب الاعتراف بالخطأ يوما ما".
أما الوجوه القيادية في التنظيم التي تعيش خارج مصر فاعترفت ضمنيا بوجود خلافات بين الأجيال داخل التنظيم لكنها وصفته بخلاف الطبيعي. ووصف عبد الله الحداد من المكتب الصحفي لتنظيم الإخوان في لندن هذه الخلافات بأنها " فجوات تقع بين الأجيال في جميع المجتمعات". وأضاف الحداد: "الجيل الأكبر عمرا في تنظيم الإخوان هو أكثر حذرا ويعارض استخدام العنف كإستراتيجية، لكن الجميع يعمل في إطار نفس الإيديولوجية".
مواقف القيادة في المنفى
وكانت قيادات التنظيم في المنفى قد أكدت مرارا بأنها ضد العنف كما نددت بالعمليات الإرهابية. لكن أفرادا منها اعترفوا أيضا بوجود بعض المتعاطفين والمساندين الذين يتصرفون دون سيطرة. وتعتبر قيادة تنظيم الإخوان المسلمين أن القمع الحكومي هو السبب في تفشي العنف في البلد.
من جانبه أشار ميخائيل وحيد حنا، الخبير في مؤسسة "The Century Foundation" للأبحاث ومقرها نيويورك، في حوار مع DW أن "تنظيم الإخوان المسلمين لم يقم على الإطلاق على الدعوة إلى العنف بصورة علنية، لكنهم يعانون بصورة واضحة من أفكار العنف ويتعاملون بكرم مع أعمال العنف المنطلقة من قبل بعض المجاميع الصغيرة".