صندوق لدعم الغابات
٧ أكتوبر ٢٠١٣أفكار عالمية:السيد بروستلار، لديك خبرة واسعة في مجالات مختلفة، فأنت مهندس بحكم دراستك الأكاديمية، وقد عملت مديرا لمعهد أوكو Ökoفي فرايبورغ . ثم أسست في عام 1987 شركة Waschbär للشحن البيئي، وأخيرا قمت بتاسيس شركة BaumInvest. كيف سارت الأمور بهذا الشكل؟
ليوبروستلر:ترجع بدايات الفكرة إلى عام 1994، فقد كان استهلاك الورق ضخما في شركة الشحن، وكان يصل إلى عدة شاحنات سنويا. وقدأردت أن أحقق نوعا من التعويض أو التوازن من الناحية البيئية.ولكني قررت ألا أفعل ذلك عبر التبرع، وإنما عن طريق منح قروض ضمن مشروع بيئي في كوستاريكا، وكانت تلك البداية.في وقت لاحق أسست شركة Querdenkerالمحدودة وتم عبرها في عام 2007 منح أول قرض لمشروع الاستثمار لزراعة الأشجار المدارية.
كيف يتم منح هذه القروض؟
يستثمر الأفرادوالشركات المال لمدة 24 عاما، ونحن نشتري بالمال أراض في شمال كوستاريكا كانت في السابق مراع أو مزارع لزراعة جوز الهند، ونقوم باستزراعها، نحن نزرع هناك الأشجار الاستوائية كالساج والمهوغني مثلا، وعندما تنمو الأشجار نستفيد من أخشابها. ومن ريع الأموال التي تدرها الأخشاب، يستعيد المستثمرون أموالهم وفوقها الأرباح.
لكن هذه الأخشاب من الأشجار المداريةوهي تنمو في مزارع.كيف يمكنكم الدفاع عن هذا المشروع كاستثمار بيئي؟
في الماضي كنت أفهم الاستدامة على أنها تعني بقاء كل شيء على حاله، وهو فهم غير سليم تماما. ما نقوم به نحن يساهم في تحسين وضع الأراضي التي نشتريها، فالتربة هناك منهكة بسبب إدارتها بأسلوب خاطئ، والجداول في حالة سيئةنتيجة لاستخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية. نشاطنا لا يمت بصلة لمزارع الأشجار المعتادة، فنحن هنا نستزرع غابة مختلطة، وبالتالي نساهم عبر ذلك في تحسين حالة التربة والمياه الجوفية. وانطلاقا من هذه الفكرة قد صغت مصطلحا جديدا وهو مصطلح" Plustainability" لأن النتيجة تتعدى فكرة الاستدامة المجردة وهي أفضل منها بكثير.
ومع ذلك، أنتم في نهاية المطاف تبيعون الأخشاب الاستوائية،ما قد يعني إطلاق صافرات الإنذار البيئية عاليا.
نعم، كمستهلكين نحن نفضل دائما أن نرى كل شيء أسودا أو أبيضا.لكن غالبا ما يكون الأمر أكثر تعقيدا. يمكن لي أن أزرع الأناناس في ريف أمريكا الوسطى، وذلك سيفسد الأرضأو يمكن لي أن زرع شجرة ومن المعروف أن لا شئ يضاهي قدرة الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربونمن الهواء، مع ملاحظة أن الأشجار تقوم بذلك على أفضل وجه في المناطق المدارية حيث تنمو النباتات بشكل سريع للغاية.
كيف توضحون فكرة الأثاث المنتج من الأخشاب الاستوائية لزبائنكم المحتملين؟
في الواقع اعترضتنا بالفعل مشاكل في هذا السياق، على سبيل المثال في مدينة فرايبورغ، حيث مقر شركتنا Querdenker،كنت أرغب في إهداء أخشاب الساج لتجديد ممر خشبي، ولم تقبل إدارة المدينة لأن لديها قرار قديم يحظر استخدام الأخشاب الاستوائية.ولكن لا بد من إعادة التفكير في هذا الحظر اليوم. إعادة التحريج أمر أساسي بالنسبة لصحة المناخ، هذا أمر توافق عليه الجميع.لكن من سيدفع تكاليف إعادة التحريج؟ الاستثمار هو الإمكانية الأمثل.
لا بد بالطبع من دفع مقابل مادي مجز مقابل هذه الأخشاب، وصحيح أن هناك كراسي مصنوعة من أخشاب الساج بسعر 40 يورو للكرسي الواحد، لكن لا يمكن أن يكون الإنتاج قد تم بالأساليب السليمة.
وماذا عن المستثمرين، هل تجذبهم العوائد والأرباح التي تبلغ حوالي 6.3 في المئة سنويا؟ أم هم يقدمون على الاستثمار لأنهم يؤمنون بالنتائج؟
هؤلاء المستثمرين يأتون لأن لديهم ثقة فيما نفعل، وجميعهم تقريبا يضعون شروطا بيئية واجتماعية لاستثماراتهم. الكثير منهم يريدون أن يوضحوا لأطفالهم أن المال يمكن أن يحدث فرقا وأن له تأثير، ولكن الأمر يتطلب الصبر. المشروع سيستمر على مدى أجيال،ابني شتيفان يتولى تنسيق عمليات التشجير، وهو يعرف أن آفاق ما يقوم به ستظهر على مدى السنوات الـ 30 المقبلة. وهو الآن نفسه أصبح أبا، وابنه يكبر هناك.