صواريخ من غزة صوب القدس ومقتل قيادي بـ"حركة الجهاد"
١٢ مايو ٢٠٢٣بينما تحاول مصر التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، تجدد القصف الإسرائيلي الجمعة (12 مايو/ أيار 2023) على قطاع غزة، ومثله إطلاق الصواريخ من جانب الفصائل الفلسطينية صوب مناطق إسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في أحدث إحصائية لها، عن مقتل 33 فلسطينيا من بينهم 6 أطفال و3 سيدات، وإصابة 111 آخرين بجراح مختلفة منذ بدء جولة التوتر فجر الثلاثاء الماضي. وفي المقابل قُتل شخص واحد في إسرائيل عندما أصاب صاروخ شقة سكنية في أحد ضواحي تل أبيب.
وقتل فلسطينيان وأصيب أخرون بجروح عصر اليوم الجمعة في غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية وسط مدينة غزة، بحسب ما أكدت وزارة الصحة. وتحدث مسعفون في البداية عن مقتل ثلاثة أشخاص قبل أن يتم إجراء عملية إنعاش لأحد المصابين حيث وصفت حالته بالحرجة.
مقتل قيادي كبير بـ"سرايا القدس"
وقالت مصادر محلية إن غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في بناية مكونة من 7 طوابق في حي النصر المكتظ وسط قطاع غزة، ما أدى إلى تدميرها واندلاع النيران بكثافة بداخلها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال مسؤول ملف العمليات في حركة "الجهاد الإسلامي" إياد الحسني في الاستهداف المذكور، وهو أمر لم تؤكده الحركة رسميا حتى الآن.
وقال مسؤول بحركة الجهاد الإسلامي إن قياديا كبيرا في الحركة قُتل في أحدث ضربة جوية إسرائيلية والتي استهدفت شقة في قطاع غزة اليوم الجمعة. وأضاف أن القيادي القتيل يُدعى إياد الحسني وهو عضو المجلس العسكري لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وسادس عضو في المجلس تقتله إسرائيل هذا الأسبوع. وقُتل مساعد الحسني في الضربة الجوية.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية المزيد من الغارات في الساعات الأخيرة مستهدفة مواقع وأراضي زراعية إلى جانب سبعة منازل على الأقل في مناطق متفرقة من قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف منذ بدء عمليته "الوقائية" 170 هدفاً لحركة "الجهاد".
لأول مرة .. "صورايخ صوب القدس"
وأطلقت فصائل فلسطينية من قطاع غزة اليوم الجمعة قذائف صاروخية باتجاه مدينة القدس لأول مرة منذ بدء جولة التوتر الحالية. وأعلنت "سرايا القدس" في بيان صحفي أن "المقاومة الفلسطينية وجهت ضربة صاروخية مركزة على مرحلتين تجاه القدس المحتلة وتل أبيب".
وسمعت أصوات انفجارات لفترة وجيزة في القدس، ومن المحتمل أن تكون ناجمة عن اعتراض الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية للصواريخ. وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أطلقا باتجاه منطقة القدس لكنه لم يؤكد اعتراضهما.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت الصاروخين. كما تعرضت بلدات إسرائيلية قرب قطاع غزة مجددا لنيران صواريخ. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وفي البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة التي يعيش سكانها في الملاجئ منذ ثلاثة أيام، أطلقت صفارات الإنذار مرات عدة منذ الصباح حتى الليل. وأكد مجلس مجمع مستوطنات غوش عتصيون أن صاروخاً سقط بالقرب من مستوطنة بات عين في جوار قرية عربية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 200 صاروخ حادت عن أهدافها مما تسبب في مقتل أربعة داخل غزة بينهم فتاة في العاشرة من عمرها. ونفت "حركة الجهاد الإسلامي" أن تكون الصواريخ التي أطلقتها أخطأت أهدافها أو أدت لسقوط قتلى في القطاع.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن 866 صاروخا على الأقل أطلقت من غزة على إسرائيل. ويؤكد الجيش أن 25 بالمئة منها سقطت في القطاع نفسه ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة قاصرين. ولم تتمكّن فرانس برس من الحصول على تعليق من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" على هذه المعلومات.
وحركة "حماس" هي مجموعة مسلحة إسلاموية فلسطينية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية. كما تصنف حركة "الجهاد الإسلامي" على أنها منظمة إرهابية أيضا، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.
محاولات مصرية للوساطة ودعوات دولية للتهدئة
وتعمل مصر، الوسيط التقليدي بين إسرائيل والفلسطينيين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بينما تتزايد الدعوات الدولية لإنهاء أخطر تصعيد منذ آب/أغسطس 2022 بين الجانبين.
وفي إطار المساعي المصرية للتوسط بين الجانبين، قال مسؤولان فلسطينيان مطلعان على مجريات المحادثات إن الجانبين يناقشان مسودة اقترحتها القاهرة. ومن بين شروط الهدنة، تريد "حركة الجهاد الإسلامي" من إسرائيل الالتزام بوقف الضربات الجوية التي تستهدف قادة الحركة لكن إسرائيل ترفض ذلك.
ويبدو أن إسرائيل تأمل في أن توقف الحركة الأعمال القتالية من جانب واحد إذا نجحت الضربات الجوية في تقليص عدد قياداتها ومخزونها من الصواريخ.
وأكد مصدر في المنظمة الفلسطينية أن الحركة تشترط أن "تتعهّد اسرائيل بوقف الاغتيالات بغزة والضفة الغربية بضمان الإخوة في مصر"، مشدداً على أن "هذا أهم شرط لوقف إطلاق النار".
وفي سياق متصل، دعا الاتحاد الأوروبي أمس الخميس إلى "وقف فوري لإطلاق النار يضع حداً للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وهو أمر غير مقبول"، بينما حضّت واشنطن جميع الأطراف على "ضمان تجنب قتل المدنيين و(...) خفض العنف".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه يتابع العنف "بقلق بالغ".
ع.ح./ص.ش./م.س (أ ف ب ، رويترز، د ب أ)