صورة الألماني تغيرت ومعها الكثير من عاداته
٣٠ يوليو ٢٠٠٥يشرب الألماني البيرة في احتفال أكتوبر/ تشرين الأول وهو يرتدي بالطبع سروالاً وقبعة من الجلد. السكان الأصليون لألمانيا شقر وعيونهم زرقاء وهم باردون ومتحفظون. أما أحب الأطعمة إليهم فهي السجق أو النقانق مع الكرنب أو الملفوف المخلل. أما الموسيقى الألمانية فهي تقتصر بالنسبة لهم على أعمال بيتهوفن وباخ.
قوالب وتصورات غير موضوعية عن الألمان. فهم يبذلون وفقاً لذلك جهداً متكرراً عندما يتعلق الأمر بالإجابة على سؤال، "ما هو الشيء الذي يميّز الألماني؟" ما هو المميز لبلد يعيش فيه أكثر من ثمانين مليوناً؟ ربما يتميز الألماني بأنه يصعب عليه أحياناً التحدّث عن نفسه بإيجابية. هل يخطر على ذهنك شيئاً آخر؟ ماذا عن حسن الضيافة والسخاء وحب مساعدة الآخرين؟ يحب الألماني دقة المواعيد ويعمل باندفاع ومثابرة. على كلٍّ اكتسب المجتمع الألماني في العقود الأخيرة لا سيما من خلال كثرة المهاجرين مزيداً من التنوع والتسامح والتنوع بحيث لم تعد الكثير من القوالب صحيحة.
إلا أن أسطورة "الألماني غير اللطيف" الذي يواجه صعوبات بسبب سمعته عالمياً لم يتمكن من تغييرها حتى بوريس بيكر Boris Becker وكلاوديا شيفر Claudia Schiffer. ولكن من يأتي اليوم إلى ألمانيا وينظر حوله سيفاجأ. فالألمان يلونون اليوم جدائل شعرهم "دريدلوكس Dreadlocks" ويأكلون الشاورما أو كما يسمونها هنا بالمصطلح التركي دونر Döner. كما أنهم يضحكون من قلوبهم ويتمتعون بحياتهم في مقاهٍ مريحة. وعقلية الناس في بعض المناطق الألمانية تشبه مثيلتها لدى جيرانهم الأوروبيين أكثر مما تشبه عقلية مواطنيهم. وألمانيا الحديثة متنوعة جداً ومتعددة الفئات بحيث يصعب وصفها بعبارات قليلة. فهنا يمكن يومياً اكتشاف شيء مميز. وهذا ما يميّز بالفعل "الألماني النمطي" هذه الأيام.