طرابلس انتخبت في أجواء احتفالية نغَّصتها ارتباكات شرق ليبيا
٧ يوليو ٢٠١٢منذ صباح اليوم السبت 7 يوليو/ تموز شهدت صناديق الاقتراع في العاصمة الليبية طرابلس إقبالا ملحوظا، في يوم تاريخي في الحياة السياسية في ليبيا سعيا للانتقال من الثورة إلى الدولة، وجرى الاقتراع في جو حار جدا مع ارتفاع كبير في نسبة الرطوبة. وشهدت معظم مكاتب الاقتراع ازدحاما شديدا واصطحب البعض اطفالهم لكي يروا العملية الانتخابية وفي احدى المراكز بمدرسة زاوية الدهماني أتت سيدة تحمل طفلها ذو الاربعة أشهر، وبمدرسة الصابرين دخلت سيدة بعكازين لكي تنتخب ورسم الموقف لوحات رائعة من النساء حيث يتواجد النساء المنقبات واللاتي يلبسن الفراشية الليبية الزى الشعبي إلى المتحجبات، ولبس الرجال الزي الشعبي الليبي في احتفال بهيج ووزعت الحلوى والمكسرات في مدرسة الصابرين على الناخبين.
كما تواجد بمدرسة على سيالة بقلب العاصمة الليبية عجائز وشيوخ كبار في السن ومعهم ابناؤهم يقودونهم إلى مراكز الاقتراع وشهد مركز مدرسة السلام إقبالا غير عادي حتى ان البعض اضطر للرجوع إلى البيت والعودة مجددا بعد العصر، ولوحظ تواجد كبير لسيارات الاسعاف في الميادين بالإضافة إلى المسعفين والمسعفات بمراكز الانتخابات .
وقالت المراقبة منية بن علي، من تونس، وهي عضو في مؤسسة الشاهد لمراقبة الانتخابات، قالت لـ DW بأن الجانب الايجابي يكمن في حماس الليبيين وبدرجة كبيرة لدى المرأة الليبية، وقالت السيدة منية شعرنا بأن عدد النساء أكبر من عدد الرجال في الاقبال على الانتخابات والتي كانت في جو احتفالي، موضحة بأن هناك بعض النواقص من طرف رؤساء المراكز وموظفي المفوضية العليا للانتخابات والتي من بينها الحديث مع الناخبين ووجود بعض الخلوات بجوار النوافذ .
اجراءات مراقبة الاقتراع
وانتخب رئيس الوزراء بالحكومة الانتقالية بمركز مدرسة على اوريت بقلب العاصمة الليبية والذي طمأن الليبيين وقال لهم "افرحوا" كما اكد ان الانتخابات تسير بشكل عادي باستثناء بعض الاشياء، وان الليبيين سيفاجئون العالم مبينا التواجد الفعلي لهذه الانتخابات، مشيرا إلى ان الأمن مستتب وتحت السيطرة .
وجرت الانتخابات في مكاتب الاقتراع في العاصمة في حضور المراقبين وعدد من الناخبين بعد ان تأكد من خلوها من أوراق الحملات الانتخابية، وقال التهامي عبد السلام طالب أنا هنا في هذا المركز بطرابلس اتحقق من هوية الناخبين وبالرجوع إلى السجلات السابقة والإثبات الشخصي لبطاقة الاثبات الشخصي للناخب مع مستند شخصي أخر للتأكد، وأضاف منير امحمد الجداري الذي يقوم بتوزيع الأوراق الانتخابية بالقول تعطى للناخب ورقتين احدهما برتقالية للأفراد والأخرى زرقاء للكيانات السياسية ليقوم الناخب بوضع علامة واحدة في كل ورقة.
وأضاف ابوبكر سالم أوحيدة المسؤول عن الحبر الذي يصبغ به أصبع الناخبين، قال نحن نقوم بالتدقيق في الاوراق وعلى أنها مختومة ونقوم من تم بتوجيه الناخب إلى صناديق الاقتراع. وأضاف مدير المحطة بمركز مدرسة الصابرين عبد العظيم الهادي حجاج بانه قام بافتتاح المحطة والمراقبة لسير الانتخاب داخلها وسيرعملية الاقتراع. ولوحظ تواجد مراقبة من قبل الشابة تهاني العكاري جمعية طرابلس لخريجي العلوم الاساسية للتنمية والتطوير والتي قامت بتسجيل ارقام الاقفال الاربعة لكل صندوق ومراقبة عملية الاقتراع والتي صاحبها في ذلك وكيل لأحد الناخبين .
أجواء احتفالية في طرابلس
ولم تخل الطرق في العاصمة من ازدحام السيارات والتي تطلق ابواقها وترفع الاعلام وهي متجهة إلى مراكز الاقتراع، رفعت أصوات التكبيرفي المساجد ومراكز الاقتراع تذكرك ببداية انطلاق الثورة بينما كانت تسمع من حين لآخر زغاريد النساء. وتواجدت اعداد كبيرة من عناصر الشرطة واللجنة الامنية العليا بمراكز الاقتراع، بينما انتشرت على الطرقات قوات الثوار المنظمة لسلطة الدولة وعناصر الجيش والشرطة حفاظا على الأمن والآمان وتأمين الانتخابات.
وقال رئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار في مؤتمره الصحفي الأول للحديث عن سير الانتخابات "انطلقت صباح اليوم السبت 7 يوليو عند الساعة الثامنة صباحا عملية الاقتراع في أول استحقاق وطني تشهده ليبيا منذ نصف قرن، في 1453 مركزا انتخابيا من بين 1554 مركز مما يمثل نسبة 94% من عدد مراكز الاقتراع"، وأشار إلى أن بعض المراكز لم تفتح لأسباب أمنية وعدم وصول المواد اللوجيستية، وقال إن الاقبال كان جيدا في البعض وممتازا بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة وخاصة في المناطق الجنوبية .
وتحدث العبار عن الانتخابات خارج ليبيا وقال بأنها تقام في 6 دول وصل عدد الناخبين فيها إلى 6445 ناخبا وينتظر اقفال مراكز الاقتراع، وقال نستطيع القول بأن عدد الدول غير كاف وكنا نتمنى ان يكون في كل دولة وفي كل مدينة ونتمنى في الانتخابات القادمة أن تتوسع أكثر .
مناطق مضطربة
وبخصوص المشاكل التي حصلت اليوم قال العبار بأن كل المواد اللوجيستية قد وصلت إلى المناطق البعيدة إلى الكفرة والواحات بعد تأخر أوراق الاقتراع حيث يتواجد في الكفرة 2 مركزين تابعين للتبو وتم الاتصال بالتبو من أجل فتح ممر امن للمركزين. وأن عملية الاقتراح قد فتحت في 17 مركزا انتخابيا في اجدابيا أما باقي المراكز فكان لأسباب أمنية ويتم التواصل مع الحكماء والقوى الوطنية لتامين سير العملية الانتخابية بعد أن تم اتلاف جزء من المواد بمراكز الاقتراع، وهناك لجنة من المفوضية وسيتم المعالجة، كما قال.
وأشار إلى استيلاء المسلحين على المواد في مدينة البريقة التابعة لدائرة اجدابيا وقال إن المواد قد وصلت إلى مطار راس لانوف ونحاول أن نوصلها إلى تلك المناطق، وبخصوص اغلاق 5 مراكز انتخابية بمدينة القبة بالجبل الاخضر قال بأن سببها الصراع قبلي وبين عائلتين بالمدينة.
وأوضح العبار بأنه تم تحديد 14 مركزا انتخابيا في اكثر من 11 مدينة لانتخاب النازحين وقد تم التسجيل ويتم الاقتراع لهم داخل الدائرة التي يتواجدون فيها والتصويت يتم للدائرة التي نزحوا منها , وأبرز بالقول بأن مدينة سلوق بالشرق الليبي لا تعاني من اي مشكلة الآن بعد أن كان هناك اشخاص يقطعون الطريق على الذاهبين لمراكز الانتخاب , وبدأ الانتخاب في مركز واحد من اثنين في مدينة قمينس بعد ان تم الاعتداء عليهما ليلة يوم الامس الجمعة . وأوضح العبار بأن الاقفال سيتم عند الساعة الثامنة مساءا الا لمن كان متواجدا داخل مركز الانتخاب سيكمل عملية الاقتراع .
وأوضح المقدم الدكتور عارف الخوجة الناطق الرسمي بوزارة الداخلية بأن الحالة الامنية شهدت اختراقا نتج عنه تعطيل التصويت في بعض المناطق، وقال بأن السلطات الامنية احكمت سيطرتهاعلى بعض المراكز الامنية، موضحا بأن المسألة الامنية متغيرة جدا حيث يتغير الوضع في ساعات .
وقالت نادية كريم المراقبة المحلية من حركة بداية 17 فبرايرلـ DW بأن الامور تسير بخير بالرغم من المشاكل التي حدثت في مدينتي اجدابيا و بنغازي، معتبرة بأن الخروقات كانت في الحملات الدعائية والتي تم رصدها من قبل حركة بداية وحسب نظرها لا تشكل تأثيرا كبيرا على العملية الانتخابية. واستدركت قائلة"أكيد بأن لها تأثير نفسي على المرشحين أنفسهم"، وأشارت بأن المفوضية كانت تستلم منهم التقارير فقط. ولاحظت كريم بأن المفوضية العليا للانتخابات ليس لها آلية لمعالجة الخروقات كوجود الاعلانات على جدران المساجد وعلى مراكز الامن الوطني وفي المطارات، ونقد الكيانات لبعضها على شاشات التلفزيون. وأشارت بأنهم يتابعون مراكز الانتخابات الآن ولهم شراكة مع المركز الاعلامي التابع للمجلس الانتقالي لمراقبة نزاهة العملية الانتخابية .
عصام الزبير – طرابلس
مراجعة: منصف السليمي