طرق صديقة للبيئة لاستخدام شبكة الانترنت
٧ فبراير ٢٠١٠لاشك في أن تصفح الانترنت بطريقة لا تضر بالبيئة يضفي شعورا بالارتياح لدى عشاق الشبكة الدولية المهتمين بحماية كوكب الأرض. ومن الأمثلة البسيطة على حماية البيئة بواسطة الانترنت التسوق عبر شبكة الانترنيت بدلا من قيادة السيارة إلى المتاجر والأسواق، وهو ما يعني توفير الوقود والحد من الغازات الضارة بالبيئة التي تنبعث من محرك السيارة.
ولكن كثيرون لا يدركون الكم الهائل من الطاقة الذي يستهلكونه في أثناء استخدام شبكة الانترنت. ففي سياق متصل يقول سيغفريد بريندت، من المعهد الألماني للأبحاث المستقبلية ودراسات تقييم التكنولوجيا (IZT)، إن شركات تقديم "خدمات الانترنت تدير مراكز كمبيوتر ضخمة، تستهلك كميات هائلة من الطاقة". ويوضح أن "نصف الطاقة المستهلكة تستخدم في تبريد هذه المراكز، مشيرا إلى أن غرفة مليئة "بأجهزة الكمبيوتر الرئيسية لابد وأن تنبعث منها كميات هائلة من الحرارة".
استخدام الانترنت بطريقة عشوائية يضر بالبيئة
وأضاف أن جميع أجهزة المعلومات والاتصالات في ألمانيا استهلكت 55 تيراوات في الساعة عام 2007 بما يوازي 10 في المائة من الاستهلاك الكلي للطاقة، وبالتالي فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتعلقة باستخدام الكمبيوتر تنافس في حجمها الانبعاثات الناجمة عن صناعة الطيران الداخلي في ألمانيا على سبيل المثال.
وشدد الخبير الألماني على أن هذه الكمية "تعتبر ضخمة للغاية وتنطوي على تداعيات على سياسات حماية المناخ". ويقول إن هذه المعلومات لا تعني "أن الانترنت أداة سيئة"، مؤكدا على أنها تظل وسيلة رائعة للبحث والمعرفة، ولكن المتصفح في المنزل يمكن أن يصبح "جزءا من المشكلة إذا بدأ في استخدام الانترنت بلا هدف ويدخل كل المواقع بشكل عشوائي". ومن جهته يشير المكتب الألماني لحماية البيئة (UBA) إن القيام مثلا بعمليات البحث بواسطة محرك البحث غوغل تستهلك هي الأخرى بعض الطاقة. وينصح الخبراء باستخدام عمليات البحث للوصول بشكل أسرع إلى المعلومة المطلوبة. فيما يقول بيرندت إن "المسألة تتعلق بكيفية استغلال الوقت".
طرق مختلفة لترشيد استهلاك الطاقة
وتوجد العديد من الوسائل التي يمكن اللجوء إليها للتقليل من كمية الطاقة التي تستهلكها شركات تقديم خدمات الانترنت. ويقول مارك شافرين من مؤسسة "إيكو" المعنية بحماية البيئة إن بعض الشركات تستخدم الحرارة المنبعثة من الأجهزة في التدفئة. وتلجأ بعض الشركات الأخرى إلى التقليل من درجة تشغيل أجهزة التكييف وهو ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار خمسة درجات مئوية في قاعات الكمبيوترات الرئيسية، وهو ارتفاع مقبول لا يضر بهذه الأجهزة. ولكن ما الذي يستطيع المتصفح العادي في المنزل أن يفعله للإسهام في علاج هذه المشكلة؟
من جهتهم، ينصح بعض الخبراء على تصفح الانترنت بسرعة بواسطة خدمة الانترنت فائقة السرعة (دي.إس.إل). ويوضح بريندت هذه المسألة قائلا إنه "كلما كانت سرعة التحميل أعلى، كان معدل استهلاك الطاقة أقل"، وبالتالي فإن السرعات الأعلى تساعد في حماية البيئة. فيما يحذر خبراء آخرون من مغبة نسخ البيانات، التي يقوم المستخدم بتحميلها على اسطوانات مدمجة لأن ذلك يؤدي إلى استهلاك مزيد من الطاقة والمواد الخام، كما يمكن أيضا الاكتفاء بطبع رسائل البريد الإليكتروني الضرورية وعدم طبع جميع الرسائل التي تصل إلى المتصفح.
(ش.ع / د.ب.أ)
مراجعة: هشام العدم