موقف الفرق العربية في كاس العالم لكرة اليد بقطر
١٤ يناير ٢٠١٥تنطلق مساء الخميس (15 يناير/ كانون الثاني 2015) بطولة كأس العالم الرابعة والعشرون لكرة اليد التي تستضيفها قطر وتستمر مبارياتها حتى الأول من شباط/ فبراير. يشارك في هذه البطولة 24 فريقا قسمت إلى أربع مجموعات بواقع ستة فرق في كل مجموعة. وتشهد هذه البطولة مشاركة خمسة فرق عربية هي منتخب قطر مستضيف البطولة ويلعب في المجموعة الأولى إلى جانب البرازيل وإسبانيا، بطلة العالم، وبيلاروسيا، وسلوفينيا وتشيلي. وفي المجموعة الثانية يتواجد منتخب تونس مع البوسنة وإيران ومقدونيا وكرواتيا والنمسا. أما المجموعة الثالثة فتضم فريقين عربيين هما الجزائر ومصر إضافة إلى السويد وأيسلندا وفرنسا وتشيكيا. بينما تلعب السعودية في المجموعة الرابعة بجانب روسيا وبولندا، وألمانيا والدنمارك والأرجنتين. وتتاهل المنتخبات التي تحتل المراكز الأربعة الأولى في كل مجموعة الى الدور التالي.
تغطية إعلامية كبيرة
استعدت قطر لهذا الحدث بثلاث صالات تستقبل مباريات البطولة، وهي صالة لوسيل متعددة الاستخدامات وتتسع لـ 15 ألف متفرج، وصالة دحيل الرياضية التي تتسع لأكثر من خمسة آلاف متفرج، وصالة علي بن حمد العطية التي تتسع لحوالي ثمانية آلاف متفرج. وتحتضن صالة لوسيل فعاليات حفل الافتتاح الذي يتوقع أن يكون مبهرا بحسب تأكيدات اللجنة المنظمة للبطولة، بالإضافة إلى المباراة الأولى في المونديال والتي ستجمع منتخب قطر صاحب الأرض والجمهور بنظيره البرازيلي ضمن منافسات الجولة الأولى بالمجموعة الأولى.
وقطر هي أول دولة خليجية تحظى بشرف استضافة كأس العالم لكرة اليد، وثالث دولة عربية بعد مصر عام 1999 وتونس عام 2003. وتحظى هذه النسخة من بطولة العالم لليد بتغطية إعلامية كبيرة حيث تقدم ما يزيد عن ألف إعلامي من مختلف دول العالم بطلبات الحصول على بطاقات الاعتماد من اللجنة المنظمة بالإضافة إلى عشرات القنوات الفضائية التي نالت حقوق البث عبر القارات الخمس. ويكتمل اليوم الأربعاء (14 يناير/ كانون الثاني) وصول جميع المنتخبات المشاركة في المونديال فيما عدا بيلاروسيا الذي سيصل مع الساعات الأولى لفجر الخميس. وقامت اللجنة المنظمة بتوزيع المنتخبات المشاركة في بطولة العالم على أربعة فنادق متقاربة المسافة وذلك بقلب العاصمة القطرية الدوحة واتبعت تعليمات الإتحاد الدولي للعبة في ترتيب وتوزيع ساعات التدريبات والتنقل من وإلى ملاعب التمارين.
المنتخبات العربية
تخوض قطر غمار البطولة بمعنويات عالية بقيادة مدربها الاسباني الشهير فاليرو ريفيرا لوبيز الذي قاد منتخب بلاده إلى إحراز اللقب العالمي قبل سنتين. وأحرزت قطر تحت قيادته بطولة آسيا، ثم ذهبية دورة الألعاب الآسيوية. وخاض المنتخب القطري 20 مباراة استعدادا لبطولة العالم ولم يخسر سوى اثنتين بينها واحدة بفارق ضئيل امام فرنسا.
وسيكون منتخبا تونس ومصر الأوفر حظا بين المنتخبات العربية للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة وذلك بالنظر إلى تاريخ مشاركاتهما بالبطولة الدولية حيث يعتبران الأفضل عربيا وأفريقيا وآسيويا مقارنة بباقي المنتخبات العربية.
وكان نسور قرطاج قد حصلوا على المركز الرابع في نسخة 2005 التي أقيمت على أرضهم. وبالتالي فإن كل الآمال العربية ستكون معلقة على تونس ومصر ومن بعدهما المنتخب القطري الذي كان أقصى إنجاز حققه بالبطولة هو بلوغ الدور الثاني. واستعد منتخب تونس للبطولة بمباراتين وديتين مع منتخب روسيا فاز في الأولى وتعادل في الثانية بعدما كان متقدما على روسيا. وتعد مجموعة تونس معقولة مقارنة مع مجموعة مصر والجزائر وكذلك المجموعة الرابعة.
وبالنسبة لمنتخب مصر الذي أحرز المركز الرابع في نسخة عام 2001 في فرنسا، فإن طموحاته هذه المرة متواضعة حيث اعترف رئيس الاتحاد المحلي خالد حمودة بان احتلال فريقه المركز الثاني عشر يعتبر انجازا في ظل الوضع الحالي. ويرى مدرب المنتخب المصري مروان رجب أن المجموعة التي تقع فيها مصر هي الأقوى في البطولة، ومعها المجموعة الرابعة وأوضح رجب أنه يسعى لتحسين الترتيب عن آخر مشاركة لمصر في إسبانيا 2013، حينما حصلت على المركز السابع عشر. أما كابتن المنتخب وحارس مرماه المخضرم، حمادة النقيب، فقال إن المباراة الأولى أمام الجزائر ستكون بمثابة بطولة منفصلة، فالفوز بها يعني بشكل كبير اقتراب الفراعنة من التأهل للدور الثاني " وكان من المفترض أن تشارك في هذه المجموعة الإمارات لكنها اعتذرت بسبب مشاكل سياسية مع قطر وحلت أيسلندا محلها.
وفي نفس المجموعة تلعب الجزائر بطلة إفريقيا لعام 2014. ومنتخب الجزائر هو صاحب أفضل تصنيف عربي في فرق البطولة حيث وضع في الترتيب الثالث، بينما كانت مصر وتونس في الترتيب الخامس عند إجراء قرعة بطولة قطر 2015. ويسعى منتخب الجزائر لمواصلة إثبات جدارته في السنوات الأخيرة. لكن المجموعة صعبة بالنسبة له أيضا. وقد استعد منتخب الجزائر للبطولة بالمشاركة في دورة الأمم الأربع بمدينة نانت بفرنسا واحتل فيها المركز الرابع (الأخير) خلف الأرجنتين ومقدونيا وفرنسا. ونفدت تذاكر المباراة التي ستجمع بين منتخبي مصر والجزائر يوم الجمعة المقبل على صالة علي بن حمد العطية بنادي السد.
أما خامس المنتخبات العربية المشاركة في قطر 2015 فهو المنتخب السعودي، الذي حل بديلا لمنتخب البحرين الذي انسحب هو أيضا بسبب خلافات بلاده السياسية مع قطر. ووقع المنتخب السعودي في المجموعة النارية التي تضم الدنمارك (20 مشاركة) وبولندا (11 مشاركة) وروسيا (17 مشاركة و5 ذهبيات) والأرجنتين (9 مشاركات) وألمانيا (21 مشاركة). وعن مشاركة المنتخب السعودي في مونديال قطر أكد قائد المنتخب حسن الجنبي أن اللاعبين "عازمون على تقديم ستويات مميزة تعكس مدى تطور كرة اليد السعودية."
المنافسة بين الأربعة الأوروبيين الكبار
التطلعات كبيرة في الدنمارك للفوز بالبطولة فشعبها مهووس بلعبة كرة اليد، ويؤكد أسطورة الكرة الدنماركية لارس كريستيانسن المعتزل منذ ثلاث سنوات بأن اللقب محصور بين الرباعي الأوروبي أسبانيا وفرنسا الدنمارك وكرواتيا ويقول: "لا أرى منتخبا من خارج أوروبا قادرا على إحراز اللقب. نأمل في بلوغ المباراة النهائية، وفي مواجهة فرنسا أو اسبانيا في المباراة النهائية ونحاول الثأر منهما والتتويج باللقب العالمي للمرة الأولى في تاريخنا".
أما إسبانيا فهي حاملة اللقب ولابد أن تسعى للدفاع عنه. وبالنسبة لفرنسا فهي فرنسا حاملة الذهبية الاولمبية في لندن 2012. وسيطرت فرنسا على عرش اللعبة في الفترة من 2008 إلى 2012 تحديدا حيث فازت بجميع الألقاب الممكنة (الألعاب الاولمبية، بطولة العالم، بطولة أوروبا)ـ، بقيادة نجمها نيكولا كاراباتيتش الذي يؤكد نية فريقه حصد المزيد من الألقاب في الدوحة وقال "جئنا إلى الدوحة لإحراز اللقب. هدفنا كان ولا يزال في السنوات الأخيرة وحاليا، المنافسة بقوة على جميع الالقاب".
موقف ألمانيا
عند إجراء القرعة وضعت ألمانيا في الترتيب السادس للفرق أي الأخير، فهي لم تتأهل مباشرة للبطولة، وهذا يعني أن ألمانيا تدخل هذه البطولة وليس لها حظوظ كبيرة في نيل اللقب، ففريقها فريق شاب ومع هذا أعرب المدرب الألماني داغور سيغوردسون في مقابلة مع DW، عن تفاؤله وقال بإمكاننا الفوز على بولندا والدنمارك لكننا سنواجه مباريات صعبة أمام الأرجنتين وروسيا، غير أنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة.
وتعول قطر على نجاح هذه البطولة العالمية بشكل كبير بخاصة إن استضافتها تأتي في إطار العديد من الأحداث الرياضية الكبرى في الدوحة تمهيدا لجاهزيتها مستقبلا لاستضافة دورة للألعاب الاولمبية الصيفية. حسب ما أكد ثاني الكواري المدير العام للجنة المنظمة لكأس العالم "قطر 2015".