عائده يذهب لحرية الصحافة- DW تبيع عملاً فنياً رقمياً في مزاد
١٢ نوفمبر ٢٠٢١نعيش اليوم في زمن ليس مواتيا لحرية الصحافة. لهذا السبب ربما تم منح جائزة نوبل للسلامإلى صحفيين استقصائيين، هما ماريا ريسا من الفلبين وديميتري موراتوف من روسيا. لجنة الجائزة أشادت بعمل الصحفيين من أجل حرية الرأي، وهو ما اعتبرته شرطاً من شروط الديمقراطية والسلام الدائم.
حول العالم، يقبع حالياً 339 صحفية وصحفياً في السجون، بالإضافة إلى نحو مائة مدون ومواطن صحفي وعامل في القطاع الإعلامي، وذلك بحسب إحصائية لمنظمة "مراسلون بلا حدود". وهذا عدد أكبر بكثير من العام الماضي، والذي سجل آنذاك رقماً قياسياً في الاعتقالات. ناهيك عمن فقدوا حياتهم، الذين يقدر عددهم بأكثر من ثلاثين هذا العام.
مزاد من أجل حرية الصحافة
من أجل إظهار احترامنا لكافة زميلاتنا وزملائنا حول العالم، قمنا في مؤسسة DW الإعلامية بإنتاج فيديو يحمل عبارة "حرية الصحافة" باللغات الثلاثين التي تبث بهم DW محتوياتها. وهذا الفيديو سنقوم بعرضه للبيع في مزاد علني، على أن يذهب عائد البيع إلى منظمة "مراسلون بلا حدود".
والدافع من وراء هذا العمل هو الرغبة في التعرف على ظاهرة مثيرة للانتباه وواعدة، ولكنها غريبة للغاية هي تقنية: الرموز غير القابلة للاستبدال أو ما تعرف اختصارا بـ (NFT)؟ والفيديو الذي سنعرضه في المزاد سيكون ممهوراً بـ"رمز غير قابل للاستبدال".
والرموز غير القابلة للاستبدال هي بمثابة شهادة إثبات رقمية بأن العمل الفني هو نسخة أصلية. أي أنه من خلال هذه التقنية، يمكن التأكد من أن العمل الرقمي أصلي وليس منسوخاً عن الأصل، وهي مبنية على تقنية سلسلة الكتل، والتي تعمل من خلالها العملات الرقمية المشفرة، مثل بيتكوين وإيثريوم.
أسعار فلكية
خلال العام الحالي انتشرت موجة حماس كبيرة حول الرموز غير القابلة للاستبدال، وذلك بسبب بيع عدد من تلك الأعمال الفنية الرقمية مقابل مبالغ هائلة. ففي مارس/ آذار بيع عمل رقمي للفنان الأمريكي الشهير بـ"بيبل" بنحو 69 مليون دولار، وبهذا قفز الفنان الأمريكي المغمور نسبياً إلى ثالث أغلى فنان على قيد الحياة، بعد جيف كونز وديفيد هوكني. كانت هذه المرة الأولى التي تقوم فيها دار مرموقة للمزادات العلنية مثل كريستيز بعرض عمل فني بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال.
لكن أغلب الأعمال الفنية الرقمية تُعرض على مواقع إلكترونية متخصصة. هناك أيضاً يتم عرض الكثير من المال، بدءاً من لوحة شخصية لمسرّب البيانات إدوارد سنودن، مروراً بمقاطع فيديو من مباريات رياضية، ووصولاً إلى صور كوميدية ساخرة منتشرة على الإنترنت. بل حتى هناك صفحة من جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية تتضمن مقالاً حول ظاهرة الفن الرقمي بيعت في مزاد علني بمبلغ خيالي. لكن بالطبع هناك أيضاً أعمال فنية حقيقية.
"حرية الصحافة X30"
في مقالات لاحقة، سنتطرق إلى كيفية عمل تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال، ولماذا يعلق عليها كثيرون آمالاً كبيرة، بينما يعتبرها آخرون وسيلة غش وخداع وأداة إضافية لتدمير البيئة!
يحمل العمل الفني الرقمي الذي تعرضه DW للبيع اسم "PressFreedomX30" (حرية الصحافة في 30)، وهو بالنسبة لنا فرصة لمعرفة المزيد عن هذا التطور الشيق، والذي يمكن مقارنته ربما بأول عملية بيع على منصة "إيباي" في عام 1995، أو أول اختبار لقيادة سيارة "تسلا" عام 2008.
من يود دخول المزاد العلني، سيحتاج إلى محفظة رقمية يمكنها التعامل مع عملة "إيثر" ورابط المزاد هو:
https://foundation.app/@DW.com
سينطلق المزاد يوم الثلاثاء (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) في الساعة الخامسة مساءً بتوقيت وسط أوروبا. وينتهي المزاد بعد 24 ساعة من أول عرض.
عائد بيع العمل، بعد خصم عمولة منصة البيع، سيذهب إلى مكتب منظمة "مراسلون بلا حدود" في ألمانيا. هذه المنظمة غير الحكومية تقوم بتوثيق انتهاكات حرية الصحافة حول العالم، وتقدم الدعم للصحفيات والصحفيين الذين يتعرضون للاضطهاد.
أندرياس بيكر، نيكولاس مارتين/ ي.أ/ص.ش