عرض شركة فيات الإيطالية للاستحواذ على أوبل يثير مخاوف الجانب الألماني

ما يزال الغموض يكتنف مصير شركة أوبل ألمانيا التابعة لشركة جنرال موتورز الأمريكية. ولم تسفر محادثات رئيس شركة فيات الإيطالية سيرجيو ماركيوني مع وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور تسو غوتينبيرغ في برلين يوم أمس الاثنين (4 مايو/ أيار 2009) عن تحديد مستقبل مصانع الشركة والوظائف فيها. وعلى ضوء ذلك أعرب الوزير عن أمله في أخذ قرار حاسم بهذا الشأن مشيرا إلى أن الأمر يتطلب وضع تصورات واضحة يمكن التعويل عليها، وشدّد تسوغوتينبيرغ على أن تصورات كهذه ستكون العنصر الحاسم في نجاح أية صفقة بهذا الشأن.

الإبقاء على مصانع الشركة لا يعني عدم شطب وظائف فيها

وعرض سيرجيو ماركيوني على الحكومة الألمانية في برلين خطة مجموعته للاستحواذ على أوبل لتكون ثاني أكبر شركة سيارات، بعد شركة تويوتا اليابانية. وسبق لشركة فيات أن استحوذت على 20 بالمائة من شركة كرايسلر الأمريكية. وأكد مركيوني أمس الاثنين (04 مايو/ايار) في حديث مع صحيفة "بيلد تسايتونغ" الألمانية على أن فيات تعتزم، في حال استحواذها على شركة أوبل، الإبقاء على جميع المصانع الألمانية للشركة، "لا نريد إغلاق أي مصنع من مصانع أوبل الأربعة في ألمانيا. لأننا نحتاج إلى هذه المصانع في المستقبل لصنع عدد كاف من السيارات". لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنّ فيات تعتزم أيضا شطب وظائف في مصانع أوبل لضمان البقاء في السوق، على حدّ قوله.

من جهته وصف وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ مقترحات الجانب الإيطالي بأنها تتضمّن "ضرورة الحفاظ على أوبل كعلامة تجارية في الأسواق والإبقاء على مقر رئاستها في ألمانيا، إضافة للحفاظ على مصانع التجميع النهائي فيها". وأضاف أن المقترحات تضمنت أيضا ضرورة إعادة هيكلة الشركة بما في ذلك تقليص حجمها. وبهذا الخصوص عبر عن قلقه بخصوص التأثيرات السلبية على الوظائف ومجمل المصانع على النطاق الأوروبي. مشيرا إلى أن أحد مصانع أوبل لإنتاج المحركات وقطع الغيار في مدينة كايزرسلاوترنKaiserslautern قد يتم إغلاقه في إطار خطّة إعادة الهيكلة.

"استحواذ فيات على أوبل قد يعني اختفاء الأخيرة"

كما أوضح وزير الاقتصاد الألماني أن فيات تريد إتمام صفقة الاستحواذ على أوبل، ولكن دون تحمّل ديونها، التي هي في جزء منها ديون على جنرال موتورز، وفي الجزء الآخر من مستحقّات صندوق التقاعد. وكان رئيس شركة فيات قد طالب الحكومة الألمانية بضمانات مالية لتسديد هذه الديون.

على صعيد آخر، انتقد فيردناند دودنهوفر، البروفسور في جامعة ديوسبورغ – إيسين الألمانية، خطط فيات للاستحواذ على أوبل. ففي حديث له مع وكالة الأنباء الألمانية/ د.ب.أ شكّك دودنهوفر في نجاح عمليّة الاستحواذ بإنقاذ أوبل من خطر الإفلاس على المدى البعيد، مؤكّدا على أن شراء فيات الإيطالية لأوبل ينطوي على مخاطر ملموسة، قد تعني إفلاس الأخيرة أو اندثار ماركة أوبل من السوق.

وأشار البروفسور الألماني إلى أن المحادثات المشتركة بين الوزير الألماني ورئيس شركة فيات أمس الاثنين لم تتطرق إلى مستقبل مركز التطوير التابع لأوبل في مدينة روسلسهايم/ Rüsselsheim، مركز الشركة. كما حذّر من أن عملية الاستحواذ قد تتسبب في فقدان أوبل بعض الأسواق على غرار سوق السيارات الروسي. وأضاف دودينهوفر أن فيات تركّز على موديلات مشابهة للماركات التي تنتجها أوبل، ذلك أن "كلا الشركتين تتنافسان على استقطاب نفس العملاء في السوق الأوروبية"، بحسب قوله.

(ش.ع / د.ب.أ)

تحرير: ابراهيم محمد