عشرات القتلى في سوريا والإبراهيمي يعول على "هدنة حقيقية"
١٨ أكتوبر ٢٠١٢وقع تفجير انتحاري قرب مبنى وزارة الداخلية السورية في دمشق، فيما يشن مقاتلو المعارضة "هجوما حاسما" على معسكر استراتيجي شمال غرب سوريا، ووصلت حصيلة الغارة على معرة النعمان في شمال غرب سوريا إلى 44 شخصا.
فجر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه الخميس على مقربة من مبنى وزارة الداخلية السورية وأجهزة أمنية في احد أحياء دمشق، بحسب ما أفاد مصدر امني وكالة فرانس برس. وقال المصدر "فجر رجل يقود دراجة نارية مفخخة نفسه على بعد 300 متر من مبنى وزارة الداخلية السورية في حي كفرسوسة في غرب العاصمة" والذي يضم أيضا فروعا لأجهزة أمنية سورية، بحسب المصدر نفسه الذي أكد أن التفجير لم يؤد إلى سقوط ضحايا. ويأتي هذا التفجير بعد يوم من تعزيز السلطات السورية إجراءاتها الأمنية في محيط المباني الحكومية في دمشق.
ومنذ بداية الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف آذار/مارس 2011، شهدت العاصمة السورية سلسلة تفجيرات بينها هجمات انتحارية، استهدفت في مجملها المباني الحكومية والمراكز الأمنية، وكان ابرز هذه الهجمات التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في 18 تموز/يوليو الماضي، وأدى إلى مقتل أربعة من القادة الأمنيين الكبار.
هجوم حاسم في عرة النعمان
يأتي ذلك، فيما بدأ مقاتلون معارضون "هجوما حاسما" على معسكر وادي الضيف الاستراتيجي في محيط مدينة معرة النعمان في شمال غرب سوريا, بحسب ما أفاد قائد للمقاتلين. وقال رائد منديل، وهو احد قائدين للمقاتلين المعارضين في المنطقة، لصحافي في وكالة فرانس برس "بدأنا اليوم الهجوم الحاسم على المعسكر، وسنسيطر عليه"، وذلك على بعد 500 متر من المعسكر الأكبر في المنطقة، والذي يضم دبابات وخزانات وقود كبيرة.
وقام المقاتلون بالتحضير لشن الهجوم من خلال قصف المعسكر بالقذائف طوال فترة قبل الظهر، وبدأوا بعد الظهر بالمرحلة الثانية من الهجوم مستخدمين أسلحة خفيفة وثقيلة، بحسب ما لاحظ صحافي فرانس برس الموجود هناك.
وأكد المقاتلون أنهم دمروا ثلاث دبابات في المعسكر, فيما أكد قائد آخر لهم أن ستة جنود نظاميين استسلموا، قائلا إنهم "كانوا جائعين ومنهكين".
كما قتل 44 شخصا بينهم عدد من الأطفال، جراء غارة شنها الطيران الحربي السوري الخميس على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية في شمال غرب سوريا، بحسب ما ابلغ مسعفون صحافيا في وكالة فرانس برس. وقال احد هؤلاء المسعفين "انتشلنا ما مجموعه 44 جثة من تحت الأنقاض، بينها جثث لعدد من الأطفال"، اثر الغارة على هذه المدينة الواقعة في محافظة إدلب. وأشار المسعف إلى أن القذائف التي ألقتها الطائرات الحربية دمرت في شكل كامل أو جزئي مبنيين ومسجدا تواجد فيه عدد كبير من النساء والأطفال.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف الخميس حصدت 141 قتيلا في مناطق سورية مختلفة هم 53 مدنيا و57 جنديا نظاميا و21 مقاتلا معارضا. ولم يتسن التحقق من صحة المعطيات الميدانية في سوريا أو من عدد القتلى من مصادر مستقلة.
سياسيا، أعلن المبعوث ألأممي إلى سوريا، الأخضر لإبراهيمي من عمان أنه "في حال تم وقف القتال وتنفيذ هدنة اعتقد أننا سنستطيع أن نبني عليه هدنة حقيقية ل وقف إطلاق النار ولعملية سياسية تساعد السوريين على حل مشاكلهم إعادة بناء سوريا الجديدة التي يتطلع إليها شعبها". وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عقب لقائه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن "الأزمة (السورية) إذا استمرت لن تبقى محصورة داخل الحدود السورية بل ستؤثر على المنطقة". ودعا الإبراهيمي الذي يزور سوريا السبت إلى وقف إطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى الذي يحل في 26 تشرين الأول/أكتوبر.
ه.إ/ع.ج.م ( أ ف ب، د ب أ، رويترز)