على خلفية فضيحة الصور - كرزاي يستنكر وطالبان تتوعد بالانتقام
١٩ أبريل ٢٠١٢وصف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي صورا لجنود أمريكيين مع جثث انتحاريين أفغان نشرتها صحيفة لوس انجليس تايمز الأمريكية بأنها "غير آدمية". وقال في بيان إن نقل المسؤولية الأمنية سريعاً من حلف شمال الأطلسي إلى قوات الأمن الأفغانية "ضروري لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث". وقد قالت لوس انجليس تايمز إن بحوزتها 18 صورة يظهر فيها جنود أميركيون إلى جانب جثث تلقتها من "جندي أميركي" يريد "لفت الانتباه إلى مشاكل في "الانضباط" و"القيادة". وأفادت الصحيفة أن جنوداً من فرقة المظليين الأميركيين الـ82 التقطوا صوراً عام 2010 مع جثث انتحاريين أفغان مقطعة في ولاية زابل، وهي من معاقل طالبان بجنوب أفغانستان.
ووجهت هذه الواقعة ضربة جديدة للعلاقات الأمريكية الأفغانية في وقت تحاول فيه واشنطن توقيع اتفاقية استراتيجية مع كرزاي بشأن وجود لها في البلاد بعد الانسحاب المقرر في نهاية 2014 لمعظم القوات القتالية الأجنبية. وجاء في البيان الصادر عن مكتب كرزاي أن "السبيل الوحيد لمنع هذه الأحداث المريرة في المستقبل هو النقل الكامل والسريع للمسؤولية الأمنية من القوات الأجنبية". وأكد كرزاي أن "أفغانستان قادرة على تولي مصيرها بيديها قريباً جداً ولن تكون في هذا البلد أي تصرفات سيئة من قوات أجنبية." ووصف كرزاي الصور، التي التقطها قبل عامين جنود مظليون أمريكيون في 2010، بأنها "عمل غير آدمي" وقال إنه من "المقزز" الوقوف بهذا الشكل لالتقاط صور مع جثث موتى.
طالبان الأفغانية تتوعد وتهدد بالانتقام
من جهتها أعلنت حركة طالبان الأفغانية الخميس في بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه أنها "تدين بحزم الإعمال الشنيعة وغير الإنسانية التي يرتكبها المحتل الأمريكي وعبيده الجاهل". وأضافت طالبان "هذا ما يعلمه الغزاة لعبيدهم في أفغانستان" في إشارة إلى الشرطة والجيش الأفغانيين اللذين يمولهما ويدربهما الأميركيون الذين يقودون قوة حلف شمال الأطلسي (ايساف).
كما توعدت الحركة بالانتقام من القوات الأمريكية، بحيث قال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد لرويترز عبر الهاتف "سينالون العقاب على أفعالهم وسوف نثأر. متى ذلك وكيف هو أمر يرجع إلى مسؤولينا العسكريين لكنه سيضاف إلى خططنا." وسارع المسؤولون الأمريكيون أمس الأربعاء إلى استنكار ما ظهر في الصور من تصرفات جنودها والتي تضمنت التقاط صورة مع يد متمرد قتيل وقد رفع إصبعه الأوسط. وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأربعاء انه يأسف لقرار صحيفة لوس أنجليس تايمز بنشر الصور، التي قال إنها من الممكن أن تثير عنفاً انتقامياً ضد القوات الأجنبية في أفغانستان.
وفي بروكسل دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أيضا تلك الصور وتلك "الأعمال" التي قال إنها "لا تمثل شيئاً من القيم التي تقوم عليها مهمتنا في أفغانستان"، مؤكداً أن الأحداث تعود إلى "عدة سنوات". و"اعتبرها حدثاً معزولاً"، معرباً عن الأمل في "عدم حصول تجاوزات" إثر هذه الفضيحة.
(ش.ع / أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم