عودة الاهتمام بأعمال المفكر الاشتراكي كارل ماركس
١ يناير ٢٠٠٨بعد سنوات من الإهمال عاد الاهتمام بحياة وأعمال المفكّر الاشتراكي كارل ماركس. ويأتي هذا الاهتمام من قبل الشباب وفقاً لمديرة متحفه الواقع بمدينة ترير الألمانية قرب الحدود مع لوكسمبورغ. وقد أقيم المتحف في المنزل الذي ولد فيه ماركس عام 1818. وقالت المديرة بيتركس بوفير لوكالة الأنباء الألمانية في معرض تعليقها على الاهتمام المذكور: "لقد عاد للحياة شيئاً تم اعتباره في عداد الأموات منذ زمن بعيد".
ولاحظت بوفير زيادة كبيرة في أعداد الفصول الدراسية التي زارت المتحف خلال العامين الماضيين. وقالت في هذا السياق: "إنهم يتناولونه باهتمام وشغف لكن دون أحكام مسبقة". وقد زار المتحف خلال العام الماضي أكثر من 41 ألف شخصاً، 12 عشر ألف منهم جاؤوا من الصين، وهو عدد غير مسبوق كما ذكرت المسؤولة.
منزل ماركس كان شاهدا على تقلبات الزمن
وخضع المنزل الذي شيد في القرن الـثامن عشر إلى تقلبات عديدة. فقد اشتراه الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1928، غير إن النظام النازي صادره عندما أمسك بزمام السلطة من عام 1933 وحتى عام 1945. بعد ذلك استعاد الحزب ملكيته للبيت. واليوم تتولى مؤسسة فريدريش ايبرت التابعة للحزب إدارة المتحف الذي يعرض أعمال ماركس وحياته مع العلم إن إعادة افتتاحه كانت في عام 2005.
"من الضروري النظر إلى ماركس في سياقه التاريخي"
وتعتقد بوفير انه من الضروري النظر إلى أفكار ماركس في سياقها التاريخي من أجل فهمها. فقسم كبير من هذه الأفكار في رأيها أسئ استخدامه في وقت لاحق كما تغيرت مفاهيم عديدة مع تقدم السنين. وكان ماركس وانجلز نشرا عام 1848 البيان الشيوعي في عام 1848 وحددا فيه نظريتهما عن حتمية الصراع الطبقي بين البروليتاريا/ طبقة العمال والبرجوازية. وبحسب هذه النظرية المبكرة فان الشيوعية تمثل الذروة والنتيجة النهائية للتطور البشري.
وتقول بوفير التي تشغل أيضا منصب أمينة مركز الدراسات الملحق بالمتحف، إنه وإن كانت "الحكومات الشيوعية الفاشلة" في القرن العشرين قد "أحبطت تنبؤات ماركس"، فإن قسما كبيرا من عمله لا يزال وثيق الصلة بالحاضر، حسب تعبيرها. وتضيف: " كان بالأساس مفكراً ومنظراً وقد غير العالم سواء أسيئ فهم أفكاره أم لا".
دويتشه فيله + وكالات (ع.ج.م)