غارات إسرائيلية بالضاحية وطرابلس وحزب الله يستهدف قاعدة جوية
٥ أكتوبر ٢٠٢٤قال مصدر أمني لبناني إن إسرائيل نفذت للمرة الأولى ضربة جوية على مدينة طرابلس بشمال لبنان في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت (5 أكتوبر/تشرين الأول 2024)، وذلك بعد قصف في الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً ومحاولات أخرى من القوات الإسرائيلية للتوغل برياً في جنوب لبنان.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر سكان لضاحية الجنوبية وتحديدا المتواجدين في مبان حددها على الخارطة في برج البراجنة وحارة حريك حددها على الخارطة بأنهم "بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله وسيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب".
من جانبه، أعلن حزب الله السبت قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا بصلية صاروخية، تزامناً مع استهدافه دبابة ميركافا خلال تقدمها عند أطراف بلدة حدودية في جنوب لبنان. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف ذلك حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا "بصلية من صواريخ فادي 1" قاعدة رامات ديفيد الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتر من الحدود مع لبنان. وأفاد في بيان آخر أن مقاتليه استهدفوا "دبابة ميركافا أثناء تقدمها" في خراج بلدة حدودية "بصاروخ موجه وأصابوها إصابة مباشرة".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
مقتل قيادي في حماس
وأضاف المصدر لرويترز أن مسؤولاً في حركة (حماس) وزوجته وطفليه قتلوا في الغارة على مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في طرابلس. وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس إن الغارة قتلت قيادياً في الجناح العسكري للحركة.
من جانبها، نعت حماس السبت القيادي بالقسام سعيد عطاالله علي الذي قتل فجراً، في أول استهداف للمنطقة منذ بدء التصعيد مع حزب الله. وكانت الوكالة الوطنية للإعلام أفادت بأن الغارة استهدفت شقة في المخيم الواقع شمال مدينة طرابلس.
وشاهد مصور لفرانس برس نيرانا مندلعة داخل شقة سكنية في مبنى داخل المخيم، بينما هرعت سيارات إسعاف الى المكان وعملت آليات على رفع الركام. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي حتى الآن على الضربة الجوية على طرابلس، وهي مدينة ساحلية يقطنها غالبية من المسلمين السنة.
ووسَّعت إسرائيل بشكل حاد من نطاق ضرباتها على لبنان في الأسابيع الماضية بعد قرابة عام من بدء تبادل إطلاق النار مع حزب الله المدعوم من إيران. وكان القتال مقتصراً في الغالب على منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بالتوازي مع الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ عام في غزة ضد حماس.
يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
قصف ليلي في الضاحية
وتنفذ إسرائيل قصفاً ليلياً على الضاحية الجنوبية لبيروت التي كانت ذات يوم مكتظة بالسكان، وهي معقل لحزب الله. وأصدر متحدث عسكري الليلة الماضية ثلاثة تحذيرات للسكان هناك للإخلاء، ثم سمع شهود من رويترز دوي انفجار واحد على الأقل.
وقالت إسرائيل يوم الجمعة إنها استهدفت مقر مخابرات حزب الله في الضاحية الجنوبية وإنها تعمل على تقييم الأضرار بعد سلسلة من الضربات التي استهدفت قياديين في الجماعة. وقال الجيش الإسرائيلي السبت إن قوّاته شنت خلال الليل ضربة جوية على مقاتلين من حزب الله داخل مسجد في جنوب لبنان، في أول قصف من نوعه منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والحزب قبل عام.
وقال الجيش في بيان "خلال الليل، وبتوجيه من استخبارات الجيش الإسرائيلي، قصفت القوات الجوية إرهابيين من حزب الله كانوا ينشطون داخل مركز قيادة يقع داخل مسجد مجاور لمستشفى صلاح غندور في جنوب لبنان". وأضاف "كان إرهابيو حزب الله يستخدمون مركز القيادة للتخطيط لهجمات إرهابية وتنفيذها ضد الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل".
أكثر من 1.2 مليون نازح لبناني
وليل الجمعة، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن حرم مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل في جنوب لبنان "تعرض لقصف مدفعي إسرائيلي".
وقال الطبيب محمد سليمان، مدير المستشفى الذي تديره الهيئة الصحية الإسلامية، لفرانس برس إن سبعة من الطاقم الطبي أصيبوا عندما تعرض المستشفى لقصف إسرائيلي "مباشر"، مضيفا أنه تم إخلاء المنشأة.
وتقول الحكومة اللبنانية إن أكثر من 1.2 مليون لبناني أجبروا على النزوح، وتقول الأمم المتحدة إن معظم مراكز الإيواء في البلاد أصبحت مكتظة بالنازحين.
وتوجه كثيرون شمالاً إلى طرابلس أو إلى سوريا المجاورة، لكن ضربة إسرائيلية أمس الجمعة أدت إلى إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا، "كان يستخدم من قبل حزب الله لنقل الكثير من الوسائل القتالية ولتخزينها تحت الأرض"، حسب الجيش الإسرائيلي.
عمليات برية
وتقول إسرائيل، التي بدأت عمليات برية "محدودة" تستهدف جنوب لبنان الأسبوع الماضي، إنها تركز على القرى القريبة من الحدود وإن بيروت "لم تكن مطروحة"، لكنها لم تحدد المدة التي سيستغرقها التوغل البري.
وأعلنت أن العمليات تهدف إلى السماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم بعد أن أجبرهم قصف جماعة حزب الله عبر الحدود، الذي بدأ في الثامن من أكتوبر تشرين الأول 2023، على النزوح من شمال إسرائيل.
وتتهم الحكومة اللبنانية إسرائيل باستهداف المدنيين، مشيرة إلى مقتل العشرات من النساء والأطفال. ولم تفرق أرقامها لإجمالي القتلى بين عدد القتلى من المدنيين ومن مقاتلي حزب الله.
وتقول الحكومة اللبنانية إن أكثر من 2000 شخص قتلوا في البلاد خلال العام الماضي، معظمهم خلال الأسبوعين الماضيين. كما زادت الضربات على الفرق والمرافق الطبية، بما في ذلك الصليب الأحمر اللبناني والمستشفيات العامة اللبنانية وعمال الإنقاذ من حزب الله.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن عدد القتلى من المدنيين اللبنانيين "غير مقبول بالمرة".
وتقول إسرائيل إنها تستهدف القدرات العسكرية لحزب الله وتتخذ خطوات للتخفيف من احتمالات إلحاق الأذى بالمدنيين. وتتهم حزب الله بالاختباء بين المدنيين، وهو ما ينفيه الحزب.
ع.ح/ع.ج.م/ه.د (رويترز ، أ ف ب)