غزة وتل أبيب تحت القصف المتبادل وتحركات للتهدئة
١٢ مايو ٢٠٢١أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء (12 أيار/ مايو) أن مجموعات فلسطينية مسلحة أطلقت أكثر من ألف صاروخ من قطاع غزة على إسرائيل منذ مساء الإثنين. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس في لقاء مع صحافيين عبر الإنترنت إن "أكثر من ألف صاروخ" أطلقت من غزة تم اعتراض 850 منها بمنظومة الدرع الصاروخية أو سقطت على إسرائيل، بينما سقط مئتان على الجانب الآخر الفلسطيني من القطاع منذ مساء الاثنين.
وقتل خمسة أشخاص في إسرائيل نتيجة إطلاق الصواريخ وأصيب العشرات بجروح، بحسب الشرطة وخدمات الإنقاذ. وأعلنت السلطات الإسرائيلية تعليق الملاحة الجوية في مطار بن غوريون شرق تل أبيب.
في الجانب الفلسطيني، خلّفت الضربات الإسرائيليّة التي نفّذتها مقاتلات ومروحيات ما لا يقل عن 35 قتيلاً، بينهم 12 طفلاً، إضافة إلى 230 جريحا على الأقل، بحسب وزارة الصحة في غزة. فيما ذكرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن قادة لهما قتلوا في هذه الغارات.
خسائر متبادلة
وقضى الإسرائيليون ليلتهم في الملاجئ وتعطلت الدراسة بعد ليلة شهدت تبادل عمليات قصف بين حركة حماس التي تسيطر على القطاع وإسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أنجز فجر الأربعاء "سلسلة من الغارات" الجديدة والواسعة "استهدفت منازل تعود إلى أعضاء رفيعي المستوى في حماس. وأشارت حماس إلى أن هذه "الغارات المتتالية" أسفرت عن تدمير مقر قيادة الشرطة من دون أن تحدد ما إذا كانت قد خلّفت إصابات.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، ثاني مجموعة فلسطينية مسلحة في غزة، التي قتل اثنان من قادتها على الأقل في الغارات الإسرائيلية، فجر الأربعاء أنها وجهت "ضربة قوية إلى العدو بإطلاق مئة صاروخ".
توتر بين إسرائيل و"عربها"
وتفجر العنف في بلدات يسكنها عرب ويهود في إسرائيل في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء وسط تنامي الغضب في أوساط الأقلية العربية من الغارات الجوية على قطاع غزة ومداهمة الشرطة للمسجد الأقصى.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حالة الطوارئ في اللد، قرب تل أبيب، بعد ورود أنباء أمس الثلاثاء عن إشعال العرب النار في كنيس ورشق يهود سيارة، كان يقودها مواطن عربي، بالحجارة.
وقال يائير ريفيفو رئيس بلدية اللد لتلفزيون القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية "لقد فقدنا السيطرة على المدينة والشوارع".
وأفاد مسؤولو الأمن بأنهم استدعوا 16 سرية من شرطة الحدود من الضفة الغربية المحتلة إلى اللد لمواجهة العنف.
تحذيرات من "حرب شاملة"
ودعا المجتمع الدولي الى التهدئة لوضح حد لأخطر تصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ سنوات. ويعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء جلسة جديدة طارئة هي الثانية خلال ثلاثة أيام، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية للبحث في التطورات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وحذّر مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس سيُفضي إلى "حرب شاملة". ودعا الطرفين إلى "وقف إطلاق النار فورا"، مضيفا "نحن نتّجه نحو حرب شاملة. يتعيّن على قادة جميع الأطراف تحمّل مسؤوليّة وقف التصعيد".
وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جميع الأطراف على "خفض التصعيد وتقليل التوتر واتخاذ خطوات عملية للتهدئة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس إن "الخسائر في الأرواح في الجانب الإسرائيلي والخسائر في الأرواح في الجانب الفلسطيني هي أمر نأسف له بعمق (...) مقتل أي مدني هو أمر مؤسف للغاية، سواء كان فلسطينيا أو إسرائيليا".
وفي نفس السياق، أعلن البيت الأبيض ليل الثلاثاء/الأربعاء عن تحركات أميركية مصرية لاستعادة الهدوء في قطاع غزة. وذكر البيت الأبيض في بيان أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان تباحث مع مسؤولين في الحكومة المصرية بشأن الوضع في غزة والقدس، وناقشوا اتخاذ خطوات لاستعادة الهدوء خلال الأيام المقبلة واتفقا على الإبقاء الاتصال بشكل وثيق. كما تحدث سوليفان مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
ع.أ.ج/ خ.س ( ا ف ب، رويترز، د ب ا)