غوغل تنشر أرقامها الفصلية: قفزة فوق التوقعات واتهامات بالانتهاك
حققت شركة غوغل لخدمات الانترنت أرباحا أخرى جديدة. فقد أفاد ناطق باسم الشركة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية ان أرباح الشركة تضاعفت سبع مرات في الربع الثالث من هذا العام. فقد بلغت هذه الارباح للفترة بين حزيران/يونيو وايلول/ديسمبر 381,2 مليون دولار (ما قيمته 316,5 يورو). بينما كان مجموع الأرباح في العام الماضي 52 مليون دولار فقط. كما تضاعف معدل المبيعات ليصل إلى 1.578 مليار دولار. وعزت غوغل هذه النتائج الجيدة إلى استمرار توسع صفقاتها الإعلانية وتحسين مستوى منتجها. أكد مدير غوغل ايرك شمديت على الرغم من ان هذا الربع من السنة كان سيئاً لقطاع الانترنيت إلا انه كان "متميزاً بالنسبة لنا".
زيادة فاقت التوقعات
بلغت قيمة الزيادة عند الإغلاق 1.32 للسهم الواحد، خلافاً لتوقعات المحللين الذي توقعوا قيمة زيادة تبلغ 1.22 للسهم الواحد. ازدادت مبيعات غوغل بنسبة 96 بالمائة بمبلغ إجمالي قدره 1.58 مليار دولار. وهنا حقق مبيعاتها قفزة اكبر من توقعات الخبراء التي بلغت 1.46 مليار دولار. يرجع الفضل في تحقيق هذه النسبة العالية من الأرباح إلى صفقات الإعلان التي حصلت عليها غوغل. بعد التدهور المستمر لقاعدة إعلانات منافستها ياهو Yahoo بعد ان تردد مؤخراً في وسائل الإعلام عن انتهاكاتها لحقوق الملكية.
يرى خبراء أن عدد موظفي الشركة يعكس مدى توسع غوغل. ففي نهاية شهر أيلول/سبتمبر بلغ عدد العاملين فيها 4989 موظف، بزيادة مقدارها 19 بالمائة عن عددهم نهاية شهر حزيران/يونيو. الجدير بالذكر ان سهم غوغل طرح في البورصة بسعر 85 دولار في آب/اغسطس 2004. ولكنه حقق قفزات ليصل اليوم إلى سعر يتجاوز 300 دولار. من جهة أخرى نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مجلة "فوربز" الأمريكية ان مؤسسي محرك غوغل لاري بايج وسيرغي برين قفزا على لائحة الأمريكيين الأكثر ثراءً من المرتبة 43 إلى المرتبة 16 من خلال مضاعفة ثروتهما المقدرة بـ 11 مليون دولار لكل منهما.
اكبر مكتبة رقمية
تعتزم غوغل نسخ ملايين الكتب وتوفيرها الكترونياً للمهتمين. إلا ان هذا المشروع يواجه معارضة شديدة من مجموعة من الناشرين الأكاديميين. يخشى المعارضين من أن يؤدي المشروع الجريء إلى خرق قانون الحماية الفكرية وإعاقة عمليات البيع مستقبلا. وقد وصفت رابطة منشورات الجامعات الأمريكية في رسالة وجهتها لغوغل مشروع غوغل بأنه يشكل تهديداً مادياً لأفرادها البالغ عددهم 125 والذين يمثلون مؤسسات غير ربحية. وقال المدير التنفيذي للرابطة بيتر غيفلر ان المشروع يشكل "انتهاكاً منظماً لقانون الحماية الفكرية."
وفي تطور لاحق رفعت يوم أمس خمس شركات نشر كبرى دعوى على شركة غوغل في محاولة لمنعها من تنفيذ خططها لنسخ الكتب بدون تصريح والسماح لمستخدمي محرك البحث الخاص بها بالبحث بداخلها.
ويطالب المدعوون ان تعلن المحكمة ان غوغل، صاحبة اكبر محرك بحث على الانترنت تتعدى على حقوق الملكية الخاصة. ويرى خبراء قانونيون أن النزاع بين غوغل وصناعة النشر يفتح جبهة جديدة في المعركة الدائرة بشأن النسخ للمواد الإعلامية والذي كان يشمل أساسا الموسيقى والأفلام السينمائية.
نزاع حول حقوق الملكية
ويرى محللون آخرون ان النزاع يتناول في الأساس حقوق ملكية الناشرين في مقابل حق الجمهور في "الاستخدام العادل" لأجزاء من الكتب من اجل كتابة تعليقات عليها أو القيام بعرض لها، فيما يشبه وضع فهرس يشمل النص بكاملة. وهو ما يتيح حرية البحث بداخله، بحيث يقتصر إطلاع الباحث على تلك الصفحات فقط التي تحتوي على كلمات البحث. ويقول محامي غوغل ديفيد دروموند عن ذلك إن إيجاد فهرس سهل الاستخدام للكتب هو "استخدام عادل حسب قوانين الملكية."
يعد هربرت متغانغن من الكتاب الذين اتُهمت «غوغل» بالإساءة إليهم، وهو الروائي والكاتب السابق في جريدة «واشنطن بوست»، وبيتي مايل، الذي نشر عدة قصص للأطفال واليافعين، إضافة إلى دانيال هوفمان، الكاتب والشاعر والناقد الأدبي، الذي اختير «شاعر الأمة ألامريكية» عام 1973.
لكن غوغل نفت هذه التهمة على لسان نائبة رئيسها التنفيذي، سوزان فويسيسكي. إذ قالت إن غوغل لم تنشر سوى أجزاءً من هذه الكتب. كما عبرت فويسيسكي عن أسفها لرفع قضية ضدها وضد برنامجها الجديد الذي يساعد على التعريف بملايين الكتب، من دون أن ينتهك حقوق الملكية الفكرية التي تبقى محفوظة للكاتب.
عماد م. غانم