فتور أمريكي إزاء فتح حوار غير مشروط مع طهران ودمشق
٩ ديسمبر ٢٠٠٦دافعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس يوم الجمعة، 8 كانون الأول/ديسمبر 2006، بحماس عن سياسة الإدارة الأميركية في العراق والشرق الأوسط، رافضة فتح حوار غير مشروط مع سوريا وإيران، ومؤكدة الطابع "المركزي" في استراتيجيتها لنشر الديموقراطية. وفي أول رد فعل علني لها على تقرير لجنة بيكر الذي يوجه انتقادات حادة للسياسة المتبعة منذ سنتين، ابدت رايس استعدادا لبذل جهود جديدة لإخراج عملية السلام في الشرق الأوسط من مأزقها.
"الوضع في العراق غير مريح"
وفي ختام لقاءها بنظيرها الألماني فرانك فالتر شتاينماير في واشنطن قالت رايس: "لا احد منا يعتبر الوضع في العراق مريحا. إننا نراه بالغ الصعوبة". ولم تعز رايس هذه الصعوبات إلى سياسة الإدارة الاميركية، وإنما إلى تنظيم القاعدة ومجموعات متطرفة اخرى تتسبب في أعمال العنف الطائفية "لنسف التقدم الديموقراطي" في العراق. وأضافت رايس ان "الشرق الأوسط يعاني منذ 60 عاما من نقص في الحرية، ومن انعدام القنوات الشرعية للتعبير السياسي". واعتبرت رايس ان نشر الديموقراطية تعتبر الوسيلة الأفضل لمكافحة التطرف الإسلامي وبالتالي الارهاب. وقالت ان "أهمية الإصلاحات الديموقراطية (...) تبقى عاملاً أسياسياً، وحتى ربما العامل الأبرز للسياسة الخارجية للإدارة" الاميركية.
الموقف من طهران ودمشق
الجدير بالذكر أن هذه السياسة قد انتقدت بشدة ضمن تقرير مجموعة الدراسات حول العراق برئاسة وزير الخارجية الاميركي الأسبق جيمس بيكر، الذي أوصى باعتماد مقاربة واقعية تقوم على الحوار مع ايران وسوريا. ورفضت رايس هذا الاقتراح، مذكرة بأنها اقترحت في ايار/مايو فتح حوار مع طهران شرط ان تعلق تخصيب اليورانيوم. وقالت "أريد ان اكرر ما قلته مرات عدة: سألتقي نظيري الإيراني بهذه الشروط، في اي وقت وأي مكان". وأضافت "في ما يتعلق بإيران وسوريا، فلنتذكر انها مشكلة سلوك. وهما دولتان اختارتا الوقوف إلى جانب التطرف وليس الاعتدال، وهذه هي المشكلة الأساسية".
جهود أميركية جديدة
من جهة اخرى، أكدت رايس استعدادها لبذل جهود جديدة لإخراج عملية السلام في الشرق الأوسط من مأزقها، وتحدثت عن "امكانية لدفع العملية قدما" بعد تطبيق تهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة. وقالت رايس ان "التزامي الشخصي والتزام الرئيس بوش لمحاولة حل هذا النزاع عميق جدا وقوي جدا"، مذكرة بان بوش كان أول رئيس اميركي يعلن تأييده إقامة دولة فلسطينية.
ومن جانبه أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الذي عاد من جولة في الشرق الأوسط كانت دمشق إحدى محطاتها المهمة، انه شعر بإرادة جديدة للحوار من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال رئيس الدبلوماسية الألمانية: "عدت بانطباع صادق بان القضية لم تعد فقط تثبيت وقف لإطلاق النار، بل ان الطرفين قاما بخطوة إضافية"، مضيفاً ان "ابو مازن واولمرت يريدان على ما يبدو اتخاذ تدابير اخرى".