طرق جديدة لحفظ أمن الهويات الشخصية
١٧ يناير ٢٠١٠تعد المطبعة الاتحادية الألمانية من رواد منتجي بطاقات التعريف والهويات الإلكترونية في العالم. وهي تقوم بالإضافة إلى ذلك بتطوير أساليب جديدة لإنتاج هويات إلكترونية تتضمن أكبر قدر من المعلومات عن حامليها، ويصعب سرقتها أو تزويرها. ولتفادي مشكلة النقص في العمال ذوي الكفاءات التي تناسب ميدان عملها وتطوير الخبرة في مجال الهويات الإلكترونية، قامت المطبعة وبتعاون مع جامعة برلين الحرة بإنشاء تخصص دراسي جديد، أطلق عليه اسم أمن المعلومات الشخصية/
Secure Identity.
جوانب تقنية واجتماعية لضمان حصانة المعلومات الشخصية
يبرر مدير المطبعة الإتحادية أولريش هامان إنشاء التخصص الدراسي الجديد، بندرة التوجهات المهتمة بتقنيات أمن الشبكة العنكبوتية وأمن المعلومات الإلكترونية في الجامعات على الصعيد العالمي، وذلك لخصوصيتها من جهة، ونظرا للتطورات السريعة التي يعرفها هذا المجال من جهة أخرى. ومن جانبه يلخص البرفسور فولكر روت، مدير القسم الجديد في جامعة برلين، مضمون التخصص في نقطتين رئيسيتين: البعد الأول أمن المعلومات الشخصية هو قدرة الأشخاص على التعريف بأنفسهم من خلال بطاقات الهوية أو جوازات السفر. أما البعد الثاني، فيتضمن حماية الهوية الشخصية للأفراد مؤكداً أنه " حق إنساني تحيط به مخاطر عديدة، خاصة حينما يتعلق الأمر بجمع معلومات خاصة، قد لا يرغب كل شخص أن يعلم بها الجميع." ويبقى هذا الجانب أكثر أهمية في نظر البروفسور الألماني.
لذا يتضمن التخصص الجديد من جهة محاضرات عملية يقدمها خبراء المطبعة الاتحادية للطلاب، ويطرحون فيها مشاكل راهنة كإشكالية تطوير جوازات السفر الإلكترونية، أو مواضيع عامة مثل الشراء بواسطة بطاقات الائتمان أو التصويت عبر الإنترنت مثلا. من جهة أخرى يدرس الطلاب تقنيات أرقام التعريف الشخصية وأمن برامج الإنترنت وشبكات الاتصالات والشبكات المعلوماتية.
أما من الناحية النظرية، فيدرس الطلاب إلى جانب الرياضيات وعلوم الكمبيوتر مواد تهتم بالجوانب الاجتماعية والقانونية لموضوع تخزين المعلومات والتعامل معها، بشكل يراعي حق الأفراد الأساسي في حرمة معلوماتهم الشخصية.
على الطلاب الأجانب تعلم الألمانية
ويتم إلقاء معظم المحاضرات باللغة الإنجليزية التي تعتبر اللغة الأم لعلوم الكمبيوتر، ومع ذلك تفرض جامعة برلين على الطلاب الأجانب الراغبين في التخصص في فرع الهوية المضمونة، حدا أدنى من إتقان اللغة الألمانية، كما توضح البروفسورة إلفريدة فير نائبة عميدة كلية الرياضيات في جامعة برلين. لكن الشرط الأهم كما تقول هو حصول "الطلاب الذين لم يدرسوا في جامعة برلين، على شهادة تعادل شهادة الباكالوريوس في الرياضيات أو علوم الكمبيوتر التي يمكن الحصول عليها في جامعتنا".
ويمنح التخصص الجديد الطلاب الذين بدأوا دراستهم خلال هذا الموسم، مستقبلا عمليا واعداً. فبالإضافة إلى العمل لدى المطبعة الاتحادية الألمانية، التي تصدر وثائق هوية وجوازات سفر دول أخرى كفنزويلا أو اللوكسمبورغ، يمكن لخريجي هذا التخصص العمل في الشركات الإلكترونية الدولية أو في مجال البحث العلمي، لأن مجال أمن المعلومات الإلكترون ما يزال كما تقول البرفسورة إلفريدة فير حقلا ناشئاً قابلاً للتطوير.
الكاتب: خالد الكوطيط
مراجعة: منى صالح