فنانون يجددون رسم صورهم على النصب التذكاري لسور برلين
١٨ يونيو ٢٠٠٩تأسس في برلين عام 1996 مشروع للحفاظ على الصور التي رسمها مائة وثمانية عشر فناناً من أنحاء العالم عام 1990 على جزء من سور برلين المنهار، للتعبير عن انطباعاتهم الفنية إزاء التغيرات السياسية التي حدثت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة عامي 1989 و1990. ويقام المشروع، المسمى بـ"جمعية فناني معرض الجانب الشرقي"، بالقرب من وسط برلين ويعد أشهر معرض فني مكشوف في الهواء الطلق في العالم، فهو يمتد على مسافة حوالي ألف وثلاثمائة متر، بمحاذاة ضفة نهر الشبري.
مشروع تجديد صور النصب التذكاري لسور برلين
ولأن هذه الأعمال الفنية تعرضت للتغير بسبب الرياح والتغيرات الجوية، وجهت إدارة جمعية فناني معرض الجانب الشرقي الدعوة إلى هؤلاء الفنانين مجدداً من أجل إعادة رسم صورهم.
ومن بين هؤلاء الفنانين فنانون من تشيلي والهند وإيران واليابان والولايات المتحدة الأمريكية. كما أن منهم الفنان الروسي دمتري فروبل، الذي رفض الدعوة في البداية، معرباً عن غضبه من محو الصورة التي كان رسمها على هذا الجزء من السور.
لكنه بدأ اعتباراً من يوم الثلاثاء الماضي في إعادة رسم الصورة، التي كان قد رسمها عام 1990 للقبلة الأخوية بين الزعيم السوفييتي الراحل ليونيد بريجينيف ورئيس الحزب الاشتراكي الألماني الموحد في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة ورئيسها آنذاك إيريش هونيكر.
وكانت نقوش ورسومات وكتابات أخرى قد غطت هذه الصورة، كما أثرت عليها الرياح والتغيرات الجوية، بحيث لم يبق منها إلا أثر قليل. وحول ذلك يقول فروبل: "ربما ستبدو الصورة مغايرة بعض الشيء لمنظرها الأول، وذلك من ناحية الألوان، والملامح الرئيسية. وأعتقد أنها لن تعود كما كانت مائة في المائة، ولكن ربما بنسبة تسعين في المائة".
الحفاظ على أصالة صور النصب التذكاري لسور برلين
ويتم حاليا تجديد كل صورة من صور المعرض، فيتم تغطية مكانها بالملاط من أجل تسهيل مهمة الفانيين خلال رسم لوحاتهم. ويأمل الفنانون ألا يتوجب عليهم رسم لوحاتهم من جديد كل بضع سنوات. وحول ذلك يقول رئيس جمعية فناني معرض الجانب الشرقي كاني ألافي: "هذه المرة يجري تجديد هذه القطع الخرسانية بشكل جذري، ورسم صورها بشكل مكثف، وبألوان خاصة. وهكذا يمكننا الاحتفاظ بالصور لمدة طويلة". ويضيف ألافي أن هذا التجديد فرصة للاحتفاظ بأصالة هذه الصور.
وفي هذا السياق قالت الرسامة الألمانية روزي- ماري شنيتسلير، التي رسمت صورتين من هذه الصور عام 1990، إنها سعيدة بإعادة رسم هاتين الصورتين، وبإعادة تجديد هذا الجزء التاريخي من السور الذي بات نصباً تذكارياً. ومن أشهر الصور التي رسمت على هذا الجزء من سور برلين المنهار صورة سيارة ترابات، وهي السيارة الوحيدة التي كانت تنتجها جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة، وأول السيارات التي اخترقت السور عام 1990
وتبلغ تكاليف هذا التجديد حوالي مليوني يورو مقدمة من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية وحكومات الولايات الألمانية. وهكذا سيمكن مشاهدة صورة القبلة الأخوية بين بريجينيف وهونيكر مرة أخرى خلال بضعة أيام، بينما سيستمر تجديد باقي صور معرض الجانب الشرقي في برلين إلى مطلع نوفمبر القادم، بحيث تكون مكونات المعرض جاهزة للمشاهدة في الذكرى العشرين لسقوط سور برلين التي تحل في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم .
الكاتب: أنا كيريليس/ محمد الحشاش
تحرير: عماد م. غانم