في اليوم العالمي للجوء والهجرة ـ ميركل تتمسك بالحل الأوروبي
٢٠ يونيو ٢٠١٨على عادتها المعروفة تتمسك المستشارة ميركل بما تعتقد أنه صحيحا في تناول الملفات الصعبة، مثل ملف اللاجئين، رغم الخلافات الحادة بينها وبين أقرب الحلفاء في معسكرها المحافظ وفي ائتلافها الحاكم. فقد أعلنت مجددا تمسكها بمطلبها الخاص باتخاذ إجراء أوروبي مشترك في قضية اللاجئين. ميركل رفضت مجددا إجراءات أحادية، كرفض دخول اللاجئين إلى البلاد، كما يطالب بذلك وزير داخليتها هورست زيهوفر.
في هذا السياق حذرت ميركل اليوم الأربعاء (20 حزيران/يونيو 2018) في برلين من مغبة الأمر، إذا اتخذ كل طرف قرارا "على حساب الآخر". وأكدت ميركل خلال فعالية بمناسبة اليوم العالمي للهجرة واللاجئين والنزوح قائلة بحضور وزير داخليتها زيهوفر: "معظم الفارين هم ضحايا"، مضيفة بقولها: "الهجرة هي تحد أوروبي حاليا".
يشار إلى أن ميركل تقع تحت ضغط كبير في موضوع اللجوء بسبب موقف وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر في حكومتها الذي يرأس أيضا الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، الحليف الأساسي لحزب ميركل، حيث يشكل الحزبان التحالف المحافظ، ويسعى لرفض اللاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أوروبية أخرى. فيما تصر المستشارة ميركل على حل أوروبي مشترك.
ويبدو أن الخلافات دفعت بوزير الداخلية زيهوفر إلى استخدام قوة الأرقام لتعزيز موقفه، فقد أعلن الأخير أن الرقم المحدد في اتفاق الائتلاف الحكومي بين المحافظين والاشتراكيين بقيادة ميركل قد وضع سقفا لعدد اللاجئين الذين يمكن لألمانيا استقبالهم خلال العام الواحد يكون بحدود 180 ألف و220 ألف شخص، وأن هذا الرقم سيتم تجاوزه خلال العام الجاري، وفق معطيات زيهوفر.
لكن الأرقام الحقيقية تتحدث عن وضع مغاير تماما لما صوره وزير الداخلية الألماني المحافظ. حيث يبدو واضحا أن هناك تراجعا في عدد الوافدين الجدد وأن الرقم المتفق عليه في اتفاق الائتلاف الحكومي بين المحافظين والاشتراكيين لا يتم تجاوزه إطلاقا.
وفي هذا السياق، وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين والنازحين، انتقد غونتر بوركهارت المدير التنفيذي لمنظمة "برو أزول" الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين حكومتي النمسا وولاية بافاريا الألمانية، وذلك بالنظر إلى الاجتماع الذي انعقد اليوم بين الطرفين اليوم وتوافقهما بشأن رفض لاجئين على الحدود.
وأضاف بوركهارت قائلا: "من المفارقة أنه في اليوم العالمي للاجئين يستعد (رئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس) زودر و(المستشار النمساوي سيباستيان) كورتز لعمليات رفض على الحدود. يجب أن يكون تذكر حقبة النازية إنذارا حتى اليوم لإبقاء الحدود مفتوحة أمام الباحثين عن حماية".
يشار إلى أن ميركل تغادر مساء اليوم الأربعاء إلى الأردن ولبنان لزيارة مخيمات اللاجئين وتقديم الدعم لدولتين صغيرتين وفقيرتين استقبلتا أعدادا هائلة من اللاجئين تفوق ما استقبلته اوروبا الغنية مجتمعة. وذلك قبيل مشاركتها للقمة الأوربية الأحد بخصوص ملف اللاجئين.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ)