فيروس كورونا يواصل حصد الأرواح: حصيلة محزنة في أمريكا
١٢ أبريل ٢٠٢٠يواصل فيروس كورونا تمدده حول العالم حاصداً أرواح الآلاف من الأشخاص، فبحسب حصيلة لجامعة جونز هوبكنز، أودى وباء كوفيد-19 بحياة ما يزيد عن 20 ألف شخص في الولايات المتحدة، حيث سُجّل أيضاً العدد الأكبر من المصابين (529,951).
وأعلنت جامعة جونز هوبكنز إلى غاية صباح الأحد (الثامنة والنصف حسب التوقيت الأوروبي في الـ12 من أبريل/ نيسان) حصيلةً يوميّة جديدة بلغت 1920 حالة وفاة خلال أربع وعشرين ساعة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ في الولايات المتحدة، وهو ما يُمثّل تباطؤا طفيفاً في هذا البلد مقارنةً باليوم السابق.
كما أنّ حصيلة الضحايا في إيطاليا تقترب الأحد أيضاً من عتبة العشرين ألف وفاة (19468 حالة وفاة).
أما في ألمانيا فقد أشار معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا إلى 120479 حالة بعد الإعلان عن إصابة 2821 شخصاً اليوم الأحد. وكان هذا أدنى من عدد الحالات التي أُعلن عنها يوم السبت وبلغت 4133 حالة ويمثل ثاني تراجع بعد زيادات في حالات الإصابة على مدى أربعة أيام. وارتفع عدد حالات الوفاة 129 إلى 2673 حالة.
وفي الإجمال، أودى وباء كوفيد-19 منذ ظهوره في الصين أواخر كانون الأوّل/ ديسمبر الماضي بحياة أكثر من 108 ألفاً و867 شخصاً.
نيويورك المنكوبة
وفي نيويورك، المدينة التي شهدت أكبر انتشار للمرض في الولايات المتحدة، أظهرت صور صادمة التقطتها وسيلة إعلام محلّية باستعمال طائرة مسيّرة، عشرات التوابيت بصدد الدفن في قبر جماعي في هارت آيلند، وهي جزيرة تقع شمال شرق حيّ برونكس ويُطلق عليها منذ وقت طويل "جزيرة الموتى" نظراً لأنّها تُستخدم منذ القرن التاسع مدفناً للفقراء. وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو إن المدارس العمومية في المدينة ستبقى مغلقة حتى نهاية العام الدراسي، وهو ما اعتبر أنّه "سيُساعد في إنقاذ الأرواح".
وعلى غرار الدول الأخرى، يُفترض أن تلتزم الولايات المتحدة الحذر حيال رفع إجراءات الحجْر، إذ إنّ اتّخاذ قرار في هذا الصدد قبلَ الوقت المناسب قد يؤدّي إلى انتشار الوباء مجدّداً، بينما التأخر فيه يُمكن أن يزيد الكلفة الاقتصادية المؤلمة جداً حتّى الآن.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ذكر يوم الجمعة الماضي إنّ قرار إرخاء تدابير التباعد الاجتماعي والحجر لإعادة تشغيل الاقتصاد في الولايات المتحدة سيكون "أكبر قرار في حياتي على الإطلاق".
أما الصين مهد الجائحة العالمية، فقد أعلنت السلطات فيها اليوم الأحد عن تسجيل 99 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد، من بينهم 97 قادمين من الخارج. ويمثل هذا الرقم أعلى زيادة يومية في الحالات القادمة من الخارج التي تم تسجيلها حتى الآن، متجاوزاً أعلى رقم سابق والبالغ 67 حالة تم تسجيلها في 25 أذار/ مارس الماضي.
ودفع هذا الرقم بكين إلى حظر دخول جميع الوافدين الأجانب إلى البلاد، بما في ذلك أولئك الذين يحملون تأشيرات سارية وتصاريح إقامة، اعتباراً من 28 أذار/ مارس. ولا تزال هذه التدابير قائمة في الوقت الراهن. كما تم تسجيل 44 حالة جديدة مشتبه في إصابتها، جميعها قادمة من الخارج. وتم تسجيل حالتين تعرضتا للإصابة محلياً، في شمال شرق مقاطعة هيلونغيانغ على طول الحدود الروسية حيث أدى تفشي المرض في سويفنهي إلى إغلاق أجزاء من تلك المدينة الحدودية.
عيد بدون احتفالات
في أجواء غير مسبوقة يحتفل المسيحيون حول العالم بعيد الفصح، وخصوصاً في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان خلت من المصلين، وستتم متابعة القداديس في أهم عيد مسيحي، عبر الشاشات، ويرأسها البابا فرنسيس الذي يخضع للعزل أيضاً. كذلك الأمر في القدس، حيث وللمرّة الأولى منذ أكثر من قرن، أغلقت كنيسة القيامة أمام الجمهور في نهاية أسبوع الفصح. وأقيم قداس بسيط يوم الجمعة العظيمة.
وسيُتابع المسيحيون قداس الأحد من بيوتهم. وركّز البابا فرنسيس في عظة ألقاها مساء السبت عشيّة عيد الفصح على أنّ "الظلمة والموت لن ينتصرا"، مؤكّداً أنّ هذا العيد يُشكّل "إعلان انتصار". وقال "كلّ شيء سيكون على ما يرام، نقولها بإصرارٍ في هذه الأسابيع، متمسّكين بجمال إنسانيّتنا".
وأضاف "لكن مع مرور الأيّام وتزايد المخاوف، فإنّ أكبر الآمال قد يتبخَّر"، مشدّداً في المقابل على أنّه "يمكننا ويتوجّب علينا أن يكون لدينا أمل" على الرغم من "الأيّام الحزينة". ويُعطي البابا بركته "للمدينة والعالم" الأحد من داخل كنيسة القديس بطرس التي ستكون شبه فارغة. وفي العادة، يُحيي البابا قدّاس الفصح في ساحة القديس بطرس الضخمة التي تعجّ بالمؤمنين.
"خطة أوروبية للخروج"
ووسط لأجواء عيد الفصح الاستثنائية، حثت رئيسة المفوّضية الأوروبّية أورسولا فون دير لاين على ضرورة أن يظل اختلاط المسنّين مع محيطهم محدوداً حتّى نهاية العام على الأقلّ. وذلك للوقاية من إصابتهم بفيروس كورونا المستجدّ. وفي تصريح لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية، نُشر الأحد، اعتبرت أورسولا فون دير لاين أنه "في ظلّ عدم وجود لقاح، يجب الحدّ قدر الإمكان من تواصل كبار السنّ" مع غيرهم.
وأضافت المسؤولة الأوروبية: "سيتمتّع الأطفال والشباب بحرّية حركة أكثر من المسنّين ومَن يُعانون سوابق مرضيّة"، لكنّها عبّرت عن أملها في أن يُطوّر مختبر طبّي أوروبي لقاحاً "بحلول نهاية العام".
وأضافت "سيتعين علينا أن نتعلم كيف نعيش مع الفيروس لعدة أشهر، ربما حتى العام المقبل". وتعتقد رئيسة المفوضية الأوروبية أن المدارس وروض الأطفال يمكن إعادة فتحها في وقت مبكر: "سيكون لدى الأطفال والمراهقين حرية أكبر في الحركة في وقت مبكر عن كبار السن والأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي سابق".
ومن المتوقع أن يقدم الاتحاد الأوروبي خطة لاستراتيجية الخروج بشأن الإلغاء التدريجي للقيود المفروضة بسبب فيروس كورونا هذا الأسبوع.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)