فيضانات مدمرة تطال النمسا وسويسرا وجنوب ألمانيا
صحيح أن غزارة الأمطار بدأت بالتراجع مساء أمس الثلاثاء مما ساعد اهالي المناطق المنكوبة على تنفس الصعداء، لكن السلطات أبقت تحذيراتها باحتمال قدوم موجة جديدة من الفيضانات، هذا ووصلت موجة الفيضانات إلى نهر الدانوب الذي يمر في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا. وهذا ما اثار مخاوف الأهالي وأعاد إلى الأذهان أحداث فيضانات القرن التي حدثت عام 1999 رغم أن منسوب النهر أقل مقارنة بذلك الوقت. وتراجعت أمواج الفيضانات في مدينة نوي أولم في منطقة سوابيا حيث اضطرت الشرطة إلى إجلاء المرضى في أحد المستشفيات ومركز صحي أيضا خوفاً من غمر المياه للمبنيين. وأغلقت الشرطة أمس الثلاثاء جسر ليرش أمام حركة السيارات على الطريق السريع A8 بين شتوتغارت وميونيخ بسبب خطر سقوط الجسر لكنها أعادت فتحه اليوم بعد زوال الخطر.
أما في العاصمة السويسرية برن فغطت الفيضانات حياً بأكمله وحطمت جسورا كثيرة في محيطها. وهذا ما تسببت في انزلاق كتل أرضية ضخمة ودمرت الطرقات والسكك الحديدية واقتلعت المنازل من أساسها. وقد أكدت السلطات السويسرية أن منسوب مياه البحيرات في ارتفاع مستمر لكن بشكل بطيء. ويبقى الوضع متأزماً وسط البلاد حيث حذرت السلطات السويسرية من انزلاق كتل أرضية في مناطق عديدة بسبب رخاوة الأرض فيها.
وفي النمسا يتوقع الخبراء ارتفاع منسوب نهر الدانوب بالقرب من مدينة لينس وفيضان مياهه هناك لأن مياه الروافد والسواقي تصب بكميات كبيرة في النهر.
وكانت الفيضانات قد ألحقت أضراراً بشرية ومادية كثيرة في رومانيا خلال الأيام الماضية بسبب تزايد هطول الأمطار الغزيرة في وقت قصير. وتقول الأنباء الواردة من هناك أن الفيضانات المستمرة منذ أكثر من عشرة أيام تسببت في مقتل 25 شخصاً وغمرت المياه 2800 منزلاً وبناية في 22 بلدة. وكانت منطقة هارغيتا هي أكثر المناطق تضرراً.
الضحايا
ارتفع عدد ضحايا الفيضانات حتى صباح اليوم الأربعاء إلى تسعة أشخاص على الأقل . وكانت الفيضانات قد فاجأتهم عندما كانوا خارج بيوتهم أو في أقبية منازلهم أو في سياراتهم، وتتوقع الشرطة ارتفاع عدد القتلى بسبب صعوبة تقدير قوة المياه في أماكن عديدة، إضافة إلى ذلك لم تصل الشرطة ورجال الإنقاذ إلى كل المناطق المنعزلة عن العالم الخارجي بسبب خراب البنية التحتية.
مواجهة الفيضانات
هناك أكثر من ألف متطوع يستعدون للموجات الجديدة من الفيضانات حيث ستكون منطقة فرايزينغ هي المنطقة الأكثر تهديداً في الوقت القريب، وتم توزيع الآلاف من أكياس الرمل ووضعت المتاريس أمام الأبنية وعلى الضفاف وكذلك خلف الجسور.
وتوجه وزير الداخلية أوتو شيلي ورئيس الوزراء البافاري إدموند شتويبر إلى المناطق المنكوبة كي يأخذا صورة عن المناطق التي تحتاج إلى مساعدة فورية. ويخص بالذكر منهم أولئك الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بشكل مفاجئ، كي لا يصبح مصيرهم مثل مصير أهالي المناطق التي عزلت تماماً عن العالم الخارجي بسبب صعوبة الوصول إليها، وأعلن وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك عن إمكانية إرسال قوات إضافية إلى المنطقة كي تساعد على تخفيف العبء على المساعدين الموجودين هناك، مذكراً بشكل غير مباشر بدور الجيش الألماني في مناطق فيضانات نهر الإلبه عام 2002 الذي غمر قرى ومدن كثيرة ومن بينها مدينة دريسدن ومركزها التاريخي بشكل خاص واحتاجت إلى وقت طويل حتى تعافت منه.
الأضرار الناجمة عن الفيضانات
وفي العديد من المناطق بدأت أعمال رفع الأنقاض في المدن والبلدات التي مرت عليها الفيضانات وعاد الكثير من الأهالي إلى منازلهم الممتلئة بالطين والوحل، وباشروا بضخ المياه من أقبيتهم التي ملأتها المياه وألحقت بمحتوياتها أضراراً جسيمة. ولا يمكن الآن تقدير الأضرار الناجمة عن هذا الفيضان وهذه الأضرار تكمن بشكل عام في البنية التحتية، حيث دمرت الطرقات والسكك الحديدية وتهدمت الجسور علاوة على أضرار الفلاحين الذين ضرب موسمهم واقتلعت المياه أشجارهم.
وستتحمل مكاتب التأمين عبء هذه الأضرار الناجمة، لكن أكبر شركات التأمين كأليانس ومونشينر روك لم تستطع بعد ذكر حجم الخسائر لأن المياه لم تنحسر بشكل كامل بعد.
أما في سويسرا فأعلن اتحاد شركات التأمين السويسري أن الأضرار وصلت إلى مئات الملايين من الفرنكات السويسرية وقد تتجاوز خسائر فيضان القرن في عام 1999 والذي ألحق أضراراً بلغت 500 مليون فرنك سويسري في ذلك الحين.
سمير مطر