القائمة الأوروبية للإرهاب - هل ستضم الحرس الثوري الإيراني؟
١٤ يناير ٢٠٢٣بعد إعدام ما لا يقل عن أربعة متظاهرين مناهضين للحكومة الإيرانية، تدرس ألمانيا وفرنسا إدراج الحرس الثوري، الذي يعد وحدة النخبة في الجيش الإيراني، على قائمة الإرهاب، فيما يُتوقع أن تنضم دول أوروبية أخرى إلى القرار الفرنسي-الألماني كجزء من سياسة أمنية مشتركة خاصة بالتكتل الأوروبي.
وفي ذلك، توقعت تانيا ميهرا، الباحثة في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، صدور القرار في 23 من يناير / كانون الثاني الجاري مع انعقاد مجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وإزاء ذلك، ثمة تساؤلات حيال تداعيات تلك الخطوة وكيف سيكون تأثير ذلك على الحرس الثوري الإيراني؟
ما هي قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية؟
تبنى الاتحاد الأوروبي لائحته للمنظمات الإرهابية لأول مرة في ديسمبر / كانون الأول عام 2001 في أعقاب اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة، حيث تضم القائمة الأشخاص والجماعات والكيانات المرتبطة بالإرهاب.
جرى إنشاء القائمة في البداية في خطوة لدعم قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر بعد أسابيع قليلة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول بهدف تحديد المنظمات الإرهابية والكشف عن تمويلها وتقييد مصادر التمويل وأنشطتها.
ومنذ ذلك الحين، تجرى مراجعة القائمة السوداء الأوروبية وتحديثها بانتظام كل ستة أشهر، فيما تضم القائمة في الوقت الحالي 13 شخصا و 21 منظمة تعمل داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه لتورطهم في أنشطة إرهابية من تنفيذ تفجيرات وحتى تدبير محاولات اغتيال.
وعقب إدراج أي كيان على القائمة، سيتم تجميد الأصول المالية الخاصة بأعضاء المنظمة المدرجة وأيضا المنظمة ذاتها داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي حالة إدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة الأوروبية السوداء، فسوف ينجم عن ذلك منع أعضاء وحدة النخبة في الجيش الإيراني من الوصول إلى أي أصول لهم في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ولا يتوقف الأمر على تجميد الأصول بل يمتد إلى تقييد تحركاتهم وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى تعرضهم لتدابير معززة تتعلق "بالتعاون الشرطي والقضائي" في القضايا الجنائية، وفقا للقواعد الأوروبية الخاصة بالكيانات المدرجة على القائمة السوداء.
ويحظر على الأشخاص والمنظمات داخل الاتحاد الأوروبي تمويل أو تقديم أي شكل من أشكال الدعم للأفراد أو الكيانات المدرجة على القائمة الأوروبية للإرهاب وإلا فسوف يتعرضون لعقوبات.
كيف تسير عملية الإدراج على القائمة السوداء؟
يجرى إدراج الأفراد أو المنظمات في قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب في حالة التحقيق معهم أو محاكمتهم بسبب تورطهم في عمل مرتبط بالإرهاب أو محاولاتهم تنفيذ أعمال إرهابية. وحتى في حالة عدم التمكن من إجراء مثل هذه التحقيقات حيال ضلوع كيان ما في قضايا إرهابية بسبب أمور لوجستية، فيمكن المضي قدما في تصنيف هذا الكيان على القائمة.
وتقوم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو دول من خارجه أو حتى أطراف ثالثة بتقديم اقتراحات حيال الأشخاص أو المنظمات التي تعتقد ضرورة إدراجها على قائمة التكتل للمنظمات الإرهابية مع توضيح الأسباب وراء ذلك.
وعقب ذلك، تقوم لجنة خاصة تُعرف باسم "مجموعة العمل المعنية بالتدابير التقييدية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب" والتي تُعرف اختصارا بــ COMET أو "كوميت"، بتقييم المقترح والتحقق من ضلوع المنظمات أو الأفراد المقترحة في قضايا إرهاب.
يشار إلى أنه من غير الواضح الجهة المنوط بها تشكيل مجموعة "كوميت"، لكن إذا وافقت المجموعة على إدراج منظمة على قائمة الإرهاب، يتم إرسال التوصية إلى المجلس الأوروبي، الذي يضم رؤساء أو حكومات بلدان الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى رئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي.
ويمكن إدراج منظمة أو فرد على قائمة الإرهاب الأوروبية تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن قوائم إدراج الكيانات الإرهابية.
الأفراد والكيانات المدرجة حاليا على قائمة الإرهاب الأوروبية؟
يأتي تنظيم القاعدة والمنظمات الموالية له وتنظيم "داعش" والجماعات المنضوية تحت لوائه في مقدمة المنظمات المدرجة على قائمة الإرهاب الأوروبية.
ومنذ عام 2016، نصت مادة خاصة بتنظيم داعش على منع بيع أسلحة وذخيرة وغيرها من المعدات العسكرية لأعضاء التنظيم أو لأي شخص مرتبط بالتنظيم مع منع دخول أو سفر عناصر داعش إلى بلدان الاتحاد الأوروبي إلا إذا كانوا مواطنين أوروبيين ويجرى نقلهم إلى بلدانهم الأصلية.
وتضم القائمة الأوروبية للإرهاب منظمة حماس والعديد من الجماعات المسلحة الانفصالية والمتمردة الأخرى مثل الجناح العسكري لحزب الله اللبناني وحزب العمال الكردستاني المعروف اختصارا بـ "بي كي كي" و "جبهة نمور تحرير تاميل ايلام" الانفصالية في سريلانكا وجماعة "جيش التحرير الوطني" في كولومبيا والحزب الشيوعي الفلبيني.
بيد أن خطوة تصنيف الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الأوروبية ستكون غير مسبوقة لأنها ستعد الأولى من نوعها إذ لم يُقدم الاتحاد الأوروبي في السابق على تصنيف جيش دولة ذات سيادة كمنظمة إرهابية.
ورغم ذلك، فإن القائمة الأوروبية السوداء تضم عناصر من الحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى إدارج جهاز الاستخبارات الإيراني ومديرية الأمن الداخلي التابعة لوزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية.
بدورها، قالت تانيا ميهرا، الباحثة في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، إن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية سوف يعني تكرار العقوبات المفروضة على طهران في حزمات عقابية أخرى، مضيفة أن الأشخاص الذين يجرى تجنيدهم إجباريا للخدمة العسكرية قد يتأثرون بهذا الإدراج بشكل غير عادل.
لكنها شددت على أن الخطوة سوف تبعث "برسالة قوية إلى النظام الإيراني" حتى لو كانت ستعرقل المحادثات النووية بين طهران والقوى الكبرى.
هل يمكن رفع منظمات أو أشخاص من قائمة الإرهاب الأوروبية؟
يشار إلى أنه يمكن شطب أو رفع منظمات أو أفراد من قائمة الإرهاب الخاصة بالاتحاد الأوروبي من خلال تقديم بلد من داخل التكتل أو خارجه اقتراح برفع اسم كيان من القائمة.
واستنادا على ذلك، فقد جرى رفع حركة التمرد الكولومبية السابقة "فارك" من قائمة المنظمات الإرهابية عام 2016 عقب إبرامها اتفاق سلام مع الحكومة.
ويمكن رفع أسماء أو منظمات من قائمة الإرهاب الأوروبية عن طريق قيام الشخصيات والكيانات المدرجة برفع دعاوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبي للطعن في الإدراج على قائمة المنظمات الإرهابية، بيد أن خبراء يشيرون إلى أن هذه العملية تتسم بالتعقيد.
وكانت حركة حماس قد رفعت دعوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبي في عام 2014 ضد إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية بحجة أنها حركة مقاومة مشروعة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2014 أصدرت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي حكما برفع اسم الحركة من قائمة الإرهاب، إذ قالت إن التصنيف جاء استنادا على تقارير إعلامية وليس على أساس تحقيقات صحيحة.
لكن في عام 2017 قضت محكمة العدل الأوروبية، التي تعد أعلى هيئة أوروبية قضائية للاتحاد الأوروبي، بإبقاء حماس على قائمة الإرهاب.
شولا لاوال – بروكسل / م. ع