قادة الائتلاف الحكومي الألماني يحددون أولويات الحكومة قبل سنتين من نهاية ولايتها
٢١ أغسطس ٢٠٠٧اتفق قادة الائتلاف الحكومي الألماني على أولويات عمل الحكومة خلال الفترة المتبقية من ولايتها، وذلك خلال اجتماع عقدوه الليلة الماضية واستغرق مدة أربع ساعات. وأجرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وكبار المسئولين في حزبها المسيحي الديمقراطي محادثات مع كورت بيك زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي.
وناقشت الأطراف أولويات الحكومة حتى الانتخابات النيابية في عام 2009. وقال بيك إن الأحزاب "تمكنت من تحقيق إنجاز بشأن القضية المتعلقة بالحد الأدني لأجور عمال البريد." وقال إدموند شتويبر، رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي إن الأطراف المشاركة في الائتلاف "اقتربت من الاتفاق بشأن تعزيز جهود تحسين أوضاع سوق العمل."
أما كورت بيك فقد صرح عقب اختتام اللقاء بأن الأطراف المشاركة في الاجتماع "قد تباحثت في مجموعة من القضايا والتدابير،" مشيرا إلى أن المناقشات أظهرت أيضا أن الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي الكبير لديها عدد من الأهداف المشتركة التي ترغب في تحقيقها خلال السنتين القادمتين المتبقية من ولايتها.
تقارب في وجهات النظر
واتفقت الأطراف أيضا على عدد من المبادرات الخاصة المتعلقة بمكافحة ظاهرة تغير المناخ وخصخصة خطوط السكك الحديدية الألمانية. أما عن دور ألمانيا في أفغانستان ومكافحة الإرهاب فقد اتفقت الأحزاب على تأجيل اتخاذ القرار بشأن تجديد التفويض للقوات الألمانية لغاية تشرين/ثان/ نوفمبر القادم، حيث أبدى الاشتراكيون رغبتهم في إجراء مزيد من المشاورات داخل الحزب.
وقال شتويبر للصحفيين: "الخلاف في الرأي جزء من الديمقراطية .. العامل الحاسم هو ما إذا كان المرء يقترب من (حل) المسائل المهمة." واستطاع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في اجتماع الأمس أن يجني بعض المكاسب البسيطة خاصة فيما يتعلق بالحد الأدنى للأجور، حيث قبل الحزب المسيحي الديمقراطي قبول تنظيم الحد الأدنى للأجور على الأقل لدى عمال البريد. أما فيما يتعلق بالسياسة الاجتماعية وسياسة أسواق العمل فقد اعتبر شتويبر أن الدراسات تشير إلى زيادة في أعداد المواطنين الألمان الذين يعتقدون بأنهم يلمسون تراجعا في معايير العدالة الاجتماعية في ألمانيا وقيمها.
غير أن المسؤول السياسي أشار في حديثه للصحفيين إلى أن كل من الحكومة الألمانية والأحزاب السياسية الكبيرة منشغلة باستمرار في التفكير في كيفية خلق مزيد من العدالة الاجتماعية.
تزايد الثقة الشعبية والسياسية لميركل
ويتزامن هذا الاجتماع مع الإعلان عن نتائج دراسات تبين زيادة شعبية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إذ أظهر استطلاع للرأي مؤخرا أن 76 بالمائة من الألمان ترغب في استمرار المستشارة أنغيلا ميركل في مهام منصبها بينما أعرب 21 بالمائة عن أملهم في تولي شخص آخر منصب المستشارية.
وكانت المفاجأة في الاستطلاع حصول ميركل على تأييد نسبة كبيرة من المعارضة حيث ذكر الاستطلاع أن 88 بالمائة من أنصار الحزب الديمقراطي الحر المعارض يؤيدون بقاء المستشارة ميركل كزعيمة للحكومة الحالية، بينما بلغت النسبة بين أنصار حزب الخضر المعارض 76 بالمائة فيما بلغت نسبة التأييد بين أنصار الائتلاف الحاكم 94 بالمائة.
ودفعت هذه النتائج بكلاوس شوبنر رئيس معهد "إيمند" للدراسات إلى التصريح لإحدى الصحف الألمانية بأن هذه النتائج غير مسبوقة بعد مرور نصف مدة حكم الحكومة الحالية. وعزا شوبنر ذلك إلى نجاح ميركل في قيادة الاتحاد الأوروبي وقمة مجموعة الثمانية خلال الأشهر الأخيرة.