الرئيس الإيراني في روسيا لتوقيع معاهدة شراكة استراتيجية
١٧ يناير ٢٠٢٥وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان في الكرملين الجمعة (17 يناير/كانو الثاني 2025)، "معاهدة شراكة استراتيجية شاملة"، بحسب ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس كانوا موجودين خلال مراسم التوقيع في الكرملين.
وقال الرئيس فلاديمير بوتين خلال حفل التوقيع "هذه الوثيقة اختراق حقيقي"، مضيفا أن البلدين الخاضعين لعقوبات شديدة "متحدان.. في نقل علاقاتنا إلى مستوى جديد".
وتشمل الاتفاقية جميع المجالات، من التعاون التجاري والعسكري إلى العلوم والتعليم والثقافة.
ومن المرجح أن تتضمن معاهدة الشراكة الاستراتيجية تعاونا دفاعياً أوثق بين البلدين، وهو ما يثير قلقاً كبيراً في الغرب.
يشار إلى أن طهران بحاجة لدعم موسكو بشكل متزايد فيما تواجه مشاكل اقتصادية وانتكاسات عبر نطاق نفوذها في الشرق الأوسط. ويمكن أن تتعمق المشاكل بعد عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بسبب سياسته الخاصة "بممارسة أقصى ضغوط" على إيران. وتتهم كييف طهران بتزويد موسكو بالمسيرات لشنّ هجماتها ضد أوكرانيا .
أول زيارة إلى روسيا
وهذه أول زيارة يجريها بزشكيان للكرملين منذ توليه الرئاسة في يوليو/تموز الماضي بعد مقتل سلفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر. وركزت محادثات بزشكيان مع بوتين على العلاقات الثنائية والقضايا الدولية قبل التوقيع على المعاهدة.
وقبيل المحادثات، أشاد الكرملين بعلاقاته الوثيقة مع طهران. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إن "إيران شريك مهم بالنسبة لنا ونعمل على تطوير التعاون متعدد الجوانب معها".
ووطدت روسيا علاقاتها مع إيران ودول أخرى معادية للولايات المتحدة، مثل كوريا الشمالية، منذ بداية الحرب في أوكرانيا. ولديها اتفاقيات استراتيجية مع بيونغ يانغ وحليفتها الوثيقة روسيا البيضاء فضلا عن اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين.
ويُتوقع ألا يتضمن الاتفاق الروسي الإيراني الذي يمتد لعشرين عاماً بنداً للدفاع المتبادل مثل ذلك القائم مع مينسك وبيونغ يانغ. ومع هذا، من المرجح أن يثير الاتفاق قلق الغرب. وتقول موسكو وطهران إن توطيد علاقاتهما ليس موجها ضد أي دولة أخرى.
أزمة تصدير السلاح الإيراني لروسيا
وتستخدم روسيا طائرات مسيرة إيرانية بشكل مكثف خلال الحرب في أوكرانيا. واتهمت واشنطن طهران في سبتمبر/أيلول بتسليم صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى موسكو لاستخدامها في الحرب. وتنفي إيران إمداد روسيا بطائرات مسيرة أو صواريخ. وأحجم الكرملين عن تأكيد حصوله على صواريخ إيرانية، لكنه أقر بأن تعاونه مع طهران يشمل "المجالات الأكثر حساسية".
تأتي زيارة بزشكيان إلى موسكو في وقت يتراجع فيه النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط بعد الإطاحة بحليفها بشار الأسد في سوريا على يد المعارضة وتعرض حركة (حماس) لضغوط تحت وطأة حرب إسرائيل في غزة. كما وجهت إسرائيل ضربات موجعة لحزب الله اللبناني المدعوم من طهران.
وتجد روسيا نفسها أيضا في موقف دفاعي في سوريا حيث تحتفظ بقاعدتين عسكريتين كبيرتين لهما أهمية حيوية لنفوذها الجيوسياسي والعسكري في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويحيط الغموض بمصير القاعدتين مع تولي إدارة جديدة الحكم هناك.
ويرافق بزشكيان في زيارته إلى موسكو وزير النفط، ومن المرجح مناقشة العقوبات الغربية على القطاع وطرق التحايل عليها خلال الزيارة.
ع.ح/و.ب (أ ب ، رويترز)