قبيل مؤتمر برلين: حفتر ملتزم بوقف إطلاق النار وميركل ترحب
١٦ يناير ٢٠٢٠رحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل باستعداد رجل شرق ليبيا القوي خليفة حفتر الالتزام بوقف إطلاق النار، حسب ما نقل عنه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بعد أن أجرى محادثات معه في مدينة بنغازي اليوم الخميس (16 يناير/ كانون الثاني 2020).
وقالت المستشارة ميركل اليوم الخميس إن "استعداده (حفتر) للالتزام بوقف إطلاق النار رسالة طيبة". وأضافت "خلال مؤتمر ليبيا، (المقرر عقده في برلين الأحد)، ينبغي قبل شيء أن نرى معاودة الالتزام بحظر الأسلحة، والذي تم الاتفاق عليه في الأمم المتحدة لكن للأسف لم يتم الالتزام به".
السراج وحفتر "يشاركان" في قمة برلين
كلام ميركل جاء بعد زيارة وزير خارجيتها لبنغازي ولقائه بحفتر. وبشأن حضور طرفي النزاع مؤتمر برلين المقرر عقده يوم الأحد، أكد رئيس حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، فايز السراج، مشاركته في قمة برلين، بينما أبدى خصمه حفتر الاستعداد "من حيث المبدأ" للمشاركة.
وقال ماس في تغريدة "خلال زيارتي إلى ليبيا اليوم، أوضح حفتر أنه يرغب بالمساهمة في إنجاح مؤتمر برلين بشأن ليبيا وهو مستعد من حيث المبدأ للمشاركة. كما وافق على الالتزام بوقف إطلاق النار". بيد أنه لم يتسن الوصول إلى مكتب حفتر للتعقيب حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
ويأتي تصريح ماس بعد محاولات فاشلة من روسيا وتركيا لإقناع حفتر أثناء زيارة لموسكو هذا الأسبوع بالموافقة على اتفاق وقف دائم لإطلاق النار وتعليق الهجوم على العاصمة الليبية. فقد غادر حفتر موسكو دون التوقيع على الاتفاق، الذي وقع عليه خصمه السراج، كما لم يحصل لقاء مباشر بين الرجلين.
وستتمثّل عدة دول في مؤتمر برلين، بينها روسيا وتركيا والولايات المتحدة والصين وإيطاليا وفرنسا. كما قالت الخارجية الأمريكية إن الوزير مايك بومبيو سيغادر الولايات المتحدة يوم السبت ويصل برلين لحضور المؤتمر الذي تدعمه الأمم المتحدة يوم الأحد. أما تونس فقد انتقدت على لسان سفيرها في برلين استبعادها عن المؤتمر.
ويهدف المؤتمر، الذي حاولت الحكومة الألمانية خفض سقف التوقعات منه، لترسيخ الهدنة الميدانية ومنع التدخلات الأجنبية، لا سيما عبر تقديم الدعم العسكري. وبناء على ذلك، أشارت برلين إلى أنّه سيتم اقتراح حظر على توريد الأسلحة على المشاركين.
قوى خارجية ومخاوف من تحول النزاع لحرب بالوكالة
وفيما تدعم تركيا وقطر حكومة السراج، يحصل حفتر على دعم من مصر والإمارات والسعودية والأردن ومرتزقة روس. وذكر الرئيس رجب طيب أردوغان أن تركيا بدأت إرسال جنود "من أجل أن تبقى الحكومة الشرعية في ليبيا (حكومة السراج) صامدة ومن أجل تحقيق الاستقرار". كما وجه أردوغان تهديدات لحفتر قائلا إن تركيا لن تتوانى عن تلقين قواته "درسا" إذا استمرت في هجومها على طرابلس.
ووقعت تركيا وليبيا اتفاقين في نوفمبر/ تشرين الثاني أحدهما بشأن التعاون العسكري والآخر يتعلق بالحدود البحرية في شرق البحر المتوسط. وقال أردوغان اليوم الخميس إن بلاده ستبدأ قريبا في منح تراخيص للتنقيب والحفر في شرق البحر المتوسط.
وتعاني ليبيا التي تتمتع بأكبر احتياطات النفط في القارة الإفريقية، من العنف وصراعات السلطة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 في أعقاب انتفاضة شعبية وتدخل عسكري قادته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. وأطلقت قوات حفتر في أبريل/ نيسان 2019 هجوما باتجاه طرابلس للسيطرة عليها.
أ.ح/ص.ش (د ب أ، أ ف ب، رويترز)