"قتال" إنتخابي حتى اللحظات الأخيرة قبل إقتراع الأحد في ألمانيا
٢١ سبتمبر ٢٠١٣إقرار المستشارة أنغيلا ميركل بتقارب الفوارق بين التكتلات المتنافسة يأتي في وقت ما زال فيه قادة الأحزاب الألمانية يكافحون حتى اليوم السبت 21 سبتمبر أيلول 2013، لأجل الحصول غدا على كل صوت في الانتخابات البرلمانية. وسيبدأ الاقتراع في الساعة الثامنة بتوقيت ألمانيا، 0600 بتوقيت غرينتش يوم الاحد وينتهي في السادسة بتوقيت ألمانيا، الرابعة بتوقيت غرينتش حيث ستصدر نتائج استطلاعاتآاراء الناخبين عقب خروجهم من صناديق الاقتراع.
وقد أنهت المستشارة ميركل السبت حملتها الانتخابية التي تتوخى فيها تحقيق فوز برلماني لحزبها ظهرت فيها في ما يقرب من 60 لقاء انتخابيا في جميع أرجاء ألمانيا اختتمتها اليوم في دائرتها الانتخابية "شترالزوند"شرق ألمانيا. وقالت ميركل اليوم مستحضرة نتائج الاستطلاعات: "نعم ، في الحقيقة سيكون الفارق ضئيلا، إلا أن حملة انتخابية بهذا التقارب، تدفع المتنافسين إلى القتال حتى اللحظة الأخيرة ". وركزت حملة حزب ميركل الانتخابية في العاصمة برلين على الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
وبعد أن أنهت الأحزاب الألمانية معاركها الانتخابية استعدادا لعملية التصويت غدا الأحد ، يبقى الألمان منشغلين بشدة بالسؤال عن من سيحكم ألمانيا بالتعاون مع المستشارة أنغيلا ميركل: الليبراليون أم الاشتراكيون أم الخضر؟
وأبرزت الاستطلاعات الأخيرة أن الائتلاف الحاكم من حزب ميركل /الاتحاد المسيحي الديمقراطي / والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري وهو الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الحر سيحصل على نسب أصوات متكافئة مع المعارضة المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار.
وفي حالة إخفاق تكوين ائتلاف بين المسيحيين والليبراليين مثل القائم الآن فإن من الممكن التحول إلى تشكيل ائتلاف بين المسيحيين والاشتراكيين كما حدث عام 2005. كما تطرح إمكانية تكوين ائتلاف حاكم من المسيحيين والخضر، إلا أن هناك عوائق تحول دون ذلك على كل حال، كما أن هناك ما يمنع أيضا من تكوين ائتلاف بين الاشتراكيين واليساريين والخضر في الوقت الذي ربما لا تسمح النتائج للاشتراكيين والخضر بتكوين ائتلاف ذي أغلبية.
ويكافح بيير شتاينبروك مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي تمنحه استطلاعات الرأي 27 في المائة، من أجل منافسة ميركل على المستشارية. وحتي في حال عدم وصوله إلى هذا الهدف، فإنه قد يجد نفسه على طاولة المفاوضات مع ميركل من أجل بحث إمكانية تشكيل "إئتلاف كبير" بين الحزبين الكبيرين.
وفي حال تشكيل ائتلاف كبير لا يتوقع أن تحدث تغييرات كبيرة في السياسات المالية والاقتصادية، وخلال فترة الائتلاف الكبير بين عامي 2005 و2009 عندما كان شتاينبروك، وزيرا للمال لم يتم تبني الكثير من التدابير "الا على اصغر قاسم مشترك" بين الحزبين. وحاليا في المجال الضريبي "القاسم المشترك ليس كبيرا" بحسب دوتشي بنك. وقد تؤثر المفاوضات الحثيثة اقله موقتا على الاستهلاك والاستثمار وعلى زخم أول اقتصاد اوروبي.
واختتم شتاينبروك حملته الانتخابية من مدينة فرانكفورت العاصمة المالية لألمانيا والتي يوجد بها مقر البنك المركزي الأوروبي، وهاجم ما وصفه بـ " انحرافات اجتماعية" في ظل حكم المستشارة ميركل. وشدد على اقتراحه اعتماد حد أدنى عام للأجور لا يقل عن 8,5 يورو، بحلول فيبرياير 2014، في حال توليه المستشارية.
ميركل"ملكة" في ألمانيا ومحط انتقادات في أوروبا
ورغم ان قضايا أزمة اليورو لم تستأثر بحيز كبير في حملة الانتخابات، فإن المستشارة ميركل حملت على المشككين في الوحدة الاوروبية وحذرت من ان حدوث تغير في السياسات سيهدد اقتصاد البلاد. وقالت لانصارها من الحزب المسيحي الديمقراطي في تجمع انتخابي وسط برلين "استقرار اليورو ليس شيئا جيدا فقط لاوروبا بل فيه فائدة اساسية لالمانيا..".
ويخشى معسكر ميركل المحافظ عدم تأمين الأغلبية المطلقة، خصوصا في ظل تراجع حظوظ الحزب الليبرالي الديمقراطي، حليف ميركل، مقابل صعود حظوظ حزب البديل الألماني المناهض لليورو.
ويبدو أن انغيلا ميركل المحافظة إبنة ألمانيا الديمقراطية سابقا هي المستشارة المفضلة لدى الألمان.وتصفها بعض الصحف بـ"الملكة". لكن ميركل لا تحظى بنفس الشعبية في اسبانيا والبرتغال واليونان، بسبب سياساتها التقشفية.
فيما تؤكد المستشارة ميركل التي صنفتها مجلة فوربس "المرأة الأقوى في العالم" للمرة السابعة خلال ثماني سنوات من الحكم، أن برلين لا تسعى إلى فرض أي هيمنة على الاتحاد الأوروبي، غير أنها تؤكد في المقابل ان الوضع ما كان وصل إلى ما هو عليه اليوم لو أن جميع الدول ضبطت نفقاتها كما فعل الاقتصاد الأول في المنطقة.
م م/م س( د ب أ، أ ف ب)