قتيل في "جمعة الشهداء" وتراجع أعداد المتظاهرين المؤيدين لمرسي
٢٣ أغسطس ٢٠١٣قالت مصادر أمنية وطبية وشهود عيان إن شخصاً قتل وأصيب عشرات آخرون اليوم الجمعة (23 آب/ أغسطس 2013) في اشتباكات بين مؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي ومناهضيه في مدينة طنطا. ويأتي ذلك في إطار "جمعة الشهداء" التي دعا لها "التحالف الوطني لأنصار الشرعية" والذي يضم عدداً من القوى الإسلامية، أبرزها جماعة الإخوان المسلمين. ووفق تقارير صحفية عديدة وبعض الشهادات الميدانية، فشل التحالف في حشد أعداد كبيرة في تظاهرات اليوم الجمعة والتي خرجت من 28 مسجداً بالعاصمة القاهرة.
ورفع المتظاهرون شعارات معادية للجيش والسلطة المؤقتة، بينها "سي سي يا سفاح السلمية في أيدي سلاح"، وذلك في إشارة إلى الفريق أول قائد القوات المسلحة عبد الفتاح السيسي، و"إسلامية إسلامية" و"هي رصاصة بس، خدها ومش هتحس". ورُفعت أيضاً أعلام مصر وصور لمرسي وأوراق صفراء صغيرة عليها صورة يد تشير إلى الرقم أربعة، في إشارة إلى اعتصام رابعة العدوية المؤيد لمرسي في القاهرة والذي فضته قوات الأمن بالقوة يوم الرابع عشر من آب/ أغسطس في عملية دامية قُتل فيها الكثير من الأشخاص، حسب الإحصائيات الرسمية.
وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" قد أعلن أمس الخميس (22 آب/ أغسطس 2013) عن تنظيمه 28 مسيرة "حاشدة" بعد صلاة الجمعة في مختلف المساجد الرئيسية في القاهرة الكبرى تحت اسم "جمعة الشهداء". واستبق الجيش المصري هذه التظاهرات عبر تكثيف تواجده في محيط المنشآت الحيوية في القاهرة تحسباً لاندلاع أعمال عنف. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الجيش عزز من انتشاره في محيط قصر الاتحادية الرئاسي ووزارة الدفاع وميدان رابعة العدوية، وإنه أغلق محيط ميدان التحرير أمام حركة المرور.
وتتزامن مظاهرات اليوم مع مغادرة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك السجن يوم أمس الخميس، إثر قرار إخلاء سبيله في آخر قضية كان يحاكم على ذمتها، ليخضع للإقامة الجبرية في مستشفى عسكري في القاهرة قبل أن تستأنف بعد غد الأحد محاكمته.
ولا يزال مبارك يحاكم في ثلاث قضايا من بينها التواطؤ في مقتل متظاهرين في ثورة 25 يناير والتي أدت أطاحت به. وسبق وأن تقرر إخلاء سبيله في هذه القضية بسبب انقضاء المدة القانونية لحبسه احتياطياً (24شهراً)، على أن تستكمل جلساتها يوم الأحد.
"مصير مبارك شأن داخلي ويجب إطلاق سراح مرسي"
وفي تطور ذي صلة، اعتبرت الولايات المتحدة أن مصير الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي خرج من السجن ووضع في الإقامة الجبرية، هو شأن مصري داخلي وأن خلفه محمد مرسي، الذي أطيح به في تموز/ يوليو، يجب أن يُطلق سراحه. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي "فيما يتعلق بمحاكمة مبارك، قلنا منذ زمن طويل إن الأمر يتعلق بمسألة قضائية داخلية مصرية"، محولة الصحافيين إلى الحكومة المصرية للاستفسار عن هذا الموضوع.
وفيما يتعلق بأول رئيس إسلامي تم عزله بعد سنة من ولايته، قالت بساكي "موقفنا ما يزال نفسه: نعتقد أنه يجب أن تجري عملية ما من أجل إطلاق سراحه (مرسي. وأضافت المتحدثة بالقول "كي تكون هناك عملية سياسية جامعة في مصر، نعتقد أن كل الأطراف يجب أن تشارك فيها".
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)