قرر السفر لقطر مشياً.. مخاوف حول مصير إسباني اختفى في إيران
٢٦ أكتوبر ٢٠٢٢قالت أسرة رجل إسباني كان يسافر من مدريد إلى الدوحة للمشاركة في مونديال 2022 إن الاتصال معه انقطع منذ اليوم الذي وصل فيه إيران.
وقبل ثلاثة أسابيع من اختفائه، شوهد كوجيدور سانتياغو سانشيز - وهو شخص عرف عنه أنه ذو خبرة في السفر والقفز بالمظلات ومشجع متحمس لكرة القدم - لآخر مرة في العراق بعد المشي لمسافات طويلة عبر خلالها 15 دولة وكان يقوم بمشاركة لحظات رحلته عبر حسابه الشخصي على انستغرام خلال الأشهر التسعة الماضية.
شارك الوالدن مع الصحفيين آخر رسالة صوتية أرسلها لهم ابنهما في ذلك الصباح ، والتي يُزعم أنها من الأراضي الإيرانية ، توضح بالتفصيل خططه المستقبلية، جاء فيها" "أنا مع صديق جاء ليأخذني". يضيف سانشيز بوصت هادئ: "سأذهب إلى بندر عباس، على بعد 1700 كيلومتر (1056 ميل) جنوب إيران ، بالقرب من جزيرة هرمز".
كان الرجل البالغ من العمر 41 عاماً قد قال سابقًا إن هدفه من رحلته إلى قطر مشياً على الأقدام هي معرفة كيف يعيش سكان الدول الأخرى التي سيمر بها، وذلك قبل الوصول إلى أول دولة دولة عربية تستضيف كأس العالم، وكان موعد وصوله هو موعد أول مباراة لإسبانيا في 23 نوفمبر.
وفي تصريحات سابقة لوكالة أسوشييتد برس من السليمانية، وهي مدينة كردية في شمال شرق العراق قال سانشيز: "إن فكرة الرحلة هي تحفيز وإلهام الآخرين لإظهار أنهم يستطيعون فعل الكثير بأقل الإمكانيات".
وصل سانشيز إلى كردستان العراق في أواخر سبتمبر / أيلول بعد 11 شهراً من إنطلاقه، عقب قطعه آلاف الكيلومترات حاملاً حقيبة صغيرة في عربة، ومعبأة بخيمة وأقراص لتنقية المياه وموقد غاز.
وكانت آخر مرة تسمع فيها العائلة عن سانشيز هي رسالة صوتية في 2 أكتوبر، بعد يوم من عبوره الحدود العراقية الإيرانية، حيث كان يعتزم الذهاب إلى العاصمة الإيرانية طهران بعد ان أبدت محطة تلفزيونية رغبتها في إجراء مقابلة معه. وكان من المقرر أن تكون وجهته التالية هي بندر عباس ، وهو ميناء في جنوب إيران ، حيث سيسافر بالقارب إلى قطر.
وبحسب موقع صوت أميركا، وقبل يوم من اختفائه ، تناول سانشيز الإفطار مع مرشد في السليمانية. وقال المرشد ، الذي تحدث لصوت أميركا شريطة عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام، إنه حاول تحذير سانشيز بشأن الوضع السياسي الخطير في إيران. لكن المرشد قال إن سانشيز لم يكن يهتم وكان واثقًا من نفسه: "لم يكن يبدو متوتراً على الإطلاق. قال لي ، "لقد قمت بإعداد كل شيء ، لا تقلق".
وأضاف المرشد أن سانشيز خطط للقاء عائلة إيرانية في بلدة مريفان الكردية، التي شهدت احتجاجات مناهضة للحكومة في الآونة الأخيرة. وقد عرضت العائلة، التي كانت مسرورة بمشاركات سانشيز على إنستغرام، استضافته.
وقال المرشد إنه بعد أن عبر سانشيز الحدود العراقية الإيرانية في الأول من أكتوبر / تشرين الأول ، أصبحت رسائله قليلة ومبهمة. أخبره سانشيز أن الأمور "مختلفة جدًا" في إيران عن السليمانية ، وهي مدينة عراقية مليئة بالحدائق والمقاهي.
وفي آخر تحديث له على إنستغرام ، في الليلة التي سبقت عبوره الحدود الإيرانية، نشر صوراً لوداعه العاطفي للعراق وتحدث عن كرم عائلة كردية. كان يخطط للتخييم على جبل، لكن صاحب مزرعة قريبة استقبله، وأعطاه سريرًا وعشاءًا شهيًا.
وقالت والدته : "نحن قلقون للغاية ، لا يمكننا التوقف عن البكاء ، أنا وزوجي". وأبلغ والدا سانشيز عن فقده يوم 17 أكتوبر ، وقالا إن الشرطة والدبلوماسيين الإسبان يساعدون الأسرة، بحسب ما نشر موقع ESPN.
وتضيف الأم: "في البداية لم نقلق كثيراً لتوقفه عن نشر أخباره على الانترنت، لكن بعد ثمانية أو تسعة أيام، بدأ القلق يزداد .. بدأنا بالفعل في التفكير في أنه يتعين علينا الإبلاغ عن اختفائه".
وزارة الخارجية الإسبانية بدورها قالت إنه ليس لديها معلومات عن مكان سانشيز، مضيفة أن السفير الإسباني في طهران يتولى الأمر. ولم يتم الرد على الفور على المكالمات الموجهة إلى وزارة الخارجية الإيرانية لطلب التعليق بحسب ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
يذكر أن سانشيز أمضى وقتًا سابقًا في إيران في عام 2019 ، عندما سلك طريقًا مشابهًا للوصول إلى المملكة العربية السعودية قادماً من مدريد.
تقول العائلة إن سانشيز "لم يقم بالدعاية خلال الأحداث التي تشهدها إيران.. لا مع ولا ضد أي موقف".. "الشيء الوحيد الذي يحركه هو دعم ريال مدريد - والمشي للوصول في الوقت المناسب إلى كأس العالم في قطر".
يأتي اختفاء سانشيزفي الوقت الذي يتصاعد فيه المتظاهرون في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية في أكبر حركة مناهضة للحكومة منذ أكثر من عقد. اندلعت المظاهرات في 16 سبتمبر / أيلول بسبب وفاة مهسا أميني ، وهي امرأة تبلغ من العمر 22 عامًا احتجزتها شرطة الآداب الإيرانية بزعم عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي الصارمة في البلاد.
عماد حسن