ar-0211 Arab. Welt Dt. Presse
٢ نوفمبر ٢٠٠٨الغارة الأمريكية على قرية سورية قرب الحدود مع العراق، ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط، من أبرز الموضوعات العربية في الصحف الألمانية الصادرة الأسبوع الماضي.
حول الغارة الجوية التي نفذتها قوات أمريكية في منطقة البوكمال بالقرب من الحدود العراقية والتي أسفرت بحسب المصادر السورية عن مقتل ثمانية مدنيين، كتبت صحيفة سيكسيشه تسايتونغ Sächsische Zeitung:
"لم يتورع الرئيس الأمريكي جورج بوش في حربه على الإرهاب، التي لا تعرف حدودا، عن السماح لقواته في القيام بصمت في يوليو/ تموز الماضي بمهاجمة أهداف داخل باكستان، الدولة الحليفة لبلاده. والآن قامت القوات الأمريكية بتنفيذ غارة جوية داخل الأراضي السورية. فما الذي سيأتي بعد هذه الخطوة؟ وهل حان الدور على إيران؟ وسيان إن كان الأمريكيون قد قاموا فعلا في هذه العملية بمطاردة إرهابيين وقتلهم أم لا، فهم قد أخطأوا وعن عمد الهدف الذي أعلنوه من قبل، وهو نشر الاستقرار في الشرق الأوسط."
وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ Süddeutsche Zeitung:
"إن الهدف من أول هجوم عسكري أمريكي على الأراضي السورية هو إرسال تحذيرات إلى دمشق، مضمونها أن على الرئيس بشار الأسد العمل على إيقاف تهريب المقاتلين الأجانب عبر الحدود السورية باتجاه العراق، وإلا فإن عليه توقع العواقب. والسؤال هنا هو حول ردة فعل سوريا على الهجوم، فالجيش السوري بتجهيزاته التي ترجع إلى ثمانينيات القرن الماضي غير قادر على الرد عسكريا على القوات الأمريكية. وأمام الرئيس الأسد خياران، فإما أن يتجرع مرارة ما حدث، ويعمل على إغلاق حدود بلاده بشكل فعال في وجه المقاتلين الأجانب. أو أن يقدم على العكس تماما، وهو صب المزيد من الزيت على النار، وتأجيج الحرب المشتعلة في العراق من جديد. وفي الحالة الثانية يكون الأمريكيون قد حققوا نقيض الهدف الذي كانوا يرجونه من هذه العملية."
وإلى الموضوع التالي في هذه الجولة، فحول مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط كتبت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ Frankfurter Allgemeine Zeitung:
"يسود الجمود في إسرائيل على خلفية الانتخابات التي ستجرى في فبراير من العام القادم، وذلك بعد أن فشلت زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. كما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يتمتع بعد التاسع من يناير/ كانون الثاني القادم بضمانة لولاية ثانية، وهو التاريخ الذي تنتهي فيه فترة ولايته بحسب القانون. وبالرغم من أنه يحمد للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي مواصلتهما السير في عملية السلام لمدة عام كامل، لكن هل تلوح تسوية في الأفق؟ وكما يرى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز فإن المنطقة اليوم أقرب إلى تحقيق السلام من أي وقت مضى. وعلى كل حال فإن موقفه المتفائل هذا يرتكز على مسودة خطة تسوية الصراع في المنطقة."