قلعة ماركس : تحفة معمارية على الطراز الرومانسي
١١ فبراير ٢٠٠٧قلعة "ماركس برج" أو كما يطلق عليه البعض "قلعة الرومانسية" تعتبر أحد أشهر المعالم التاريخية التي تشهد على غنى وقدم الحضارة الألمانية، حيث تعد هذه القلعة واحدة من القلاع القليلة التي صمدت في وجه الحروب الضارية التي مرت بها ألمانيا. وتقديرا لأهمية القلعة قامت منظمة اليونسكو بوضع هذا المبني على قائمة الميراث الثقافي للإنسانية. كما تم اختياره مع ثلاث قلاع أوربية أخرى ضمن مشروع أوربي بهدف تسليط الضوء على خصوصيات المعمار الرومانسي ابان العصور الوسطى.
تحفة فنية من القرن الثاني عشر
شهدت قلعة "ماركس برج" منذ تشييدها سنة 1219 صراعاً طويلاً على امتلاكها بين العديد من أمراء العصور الوسطى. حيث تم تأسيسها في بادئ الأمر لتكون إدارة ومركز للجمارك. واعترافاً بقيمتها التاريخية وصمودها في وجه التاريخ والحروب التي شهدتها ألمانيا على مر العصور، صنفتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة الميراث الثقافي للإنسانية، باعتبارها مثالا على الطراز المعماري الرومانسي الذي ظهر في أقطار غرب أوربا ابان العصور الوسطى، خاصة عندما بدأت الإمبراطورية الرومانية في الاضمحلال. وتعود تسمية القلعة إلى ماركس كابيل عرفانا للجميل الذي قدمه حيث أنقذ البرج وقاطنيه في القرن السادس عشر من ويلات حرب الثلاثين عاما التي دارت رحاها فوق الأراضي الألمانية وشاركت فيها معظم البلدان الأوربية.
اهتمام عالمي بقلعة الرومانسية
تقع قلعة "ماركس برج" في مدينة براوباخ الواقعة على ضفاف نهر الراين بين مدينتي بينجن وكوبلينز. موقع القلعة البعيد عن وسط المدينة جعل منها قصرا للرومانسية كما يحلوا للكثيرين تسميتها، حيث تشرف القلعة من علو على ضفتي نهر الراين الرومانسي الذي يتميز بغاباته الفريدة، كما تضفي حديقة القلعة والمناطق الطبيعية المجاورة له رونقا خاص عليها. الأمر الذي جعل من القلعة قبلة لملايين من محبي الطبيعة وفن عمارة القرون الوسطى.
ومنذ تصنيفها ضمن قائمة الميراث الثقافي للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو، أصبحت قلعة الرومانسية قبلة لملايين الزوار سواء من داخل أو خارج ألمانيا، وأضحت أبواب القلعة مفتوحة للزيارة طوال أيام السنة. كما حظيت القلعة باهتمام خاص من طرف ولاية راينلاند- بفالس، وتم إنشاء جمعية أطلق عليها "جمعية محبي ماركس برج" تضم ما يفوق 3000 عضو، ساهموا في ترميم القلعة التي تعرضت بفعل الزمن لبعض التدهورات. وتم اختيارها سنة 2006 مع ثلاث قلاع أوربية أخرى بهدف دراسة وتحليل الفن المعماري الرومانسي ابان العصور الوسطى. فالتجول في رحاب قلعة "ماركس برج" يمنح الزائر صورة حيّة عن "مدينة العصور الوسطى" وعن العصر الذهبي لمنطقة الراين في تلك القرون.