قمة الأمم المتحدة تتوصل إلى اتفاق تسوية بشأن التغير المناخي
١١ ديسمبر ٢٠١٠"حُسم الأمر": هذا ما قالته مارغريت موكاهانانا سانغاروي من زيمبابوي وهي تعلن التوصل لتوافق في كانكون بالمكسيك. وغطى تصفيق الوفود لموكاهانانا سانغاروي، رئيسة جلسة من المحادثات في كانكون، على أي اعتراضات ممكنة من بوليفيا التي كانت الوحيدة المعارضة للاتفاق في كانكون. وستتم المصادقة على القرار رسميا في جلسة رسمية موسعة في وقت لاحق اليوم (11/12/2010).
ويتيح الاتفاق الجديد تحفيز عملية التفاوض التي تأثرت كثيرا بخيبة الأمل الكبيرة الناجمة عن قمة كوبنهاغن قبل سنة. وقالت وزيرة الخارجية المكسيكية باتريسيا اسبينوزا إن اتفاق كانكون "يفتح عصرا جديدا للتعاون الدولي حول التغير المناخي". ويشمل الاتفاق إنشاء ما يعرف باسم "صندوق المناخ الأخضر"، ويؤكد على هدف جمع مساعدات بقيمة مئة مليار دولار بحلول عام 2020، كما يتضمن إجراءات لحماية الغابات الاستوائية وسبلا جديدة لتبادل تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
"التوافق لا يعني الإجماع"
وأعلنت اسبينوزا إقرار الاتفاق على الرغم من اعتراض بوليفيا التي قالت إنه اقتصر على مطالب قليلة للدول المتقدمة بتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وفي خطبة ألقاها استمرت 20 دقيقة، تحدث مندوب بوليفيا بابلو سولون عن الرأسمالية وسياسات المناخ في الدول الغنية، ثم أضاف: "بوليفيا... ترفض هذه الوثيقة"، معتبراً ما يحدث "سابقة مشينة". وقال المفاوض البوليفي إن "قاعدة الإقرار هي التوافق".
غير أن الخارجية المكسيكية ردت بأن "قاعدة التوافق لا تعني الإجماع، ولا تعني أن في استطاعة وفد فرض حق النقض على إرادة تبلورت بعد جهود كبيرة". وتم الكشف عن الخطة بعدما أجلت الوفود إلى العام المقبل خلافا بين الدول الغنية والفقيرة حول مستقبل بروتوكول كيوتو التابع للأمم المتحدة والذي يلزم الدول النامية بتقليل انبعاثاتها حتى 2012. ولا يشمل الاتفاق التزاما بتمديد كيوتو إلى ما بعد 2012 عندما ينتهي العمل به، لكنه سيحول دون انهيار مفاوضات تغير المناخ وسيسمح ببعض التقدم الضئيل في سبيل حماية البيئة.
ألمانيا ترحب، ومنظمات تنتظر المزيد من الخطوات
ورحب وزير البيئة الألماني، نوربرت روتغن، بالاتفاق الجديد. وقال روتغن في ختام القمة: "هذا نجاح كبير حقا، لأنه يعني قبول حزمة الإجراءات بأكملها التي تحدثنا عنها من قبل". وصرح روتغن أن هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها المجتمع الدولي رسميا بهدف الحد من زيادة ارتفاع درجة حرارة الأرض لأكثر من درجتين مئويتين، مضيفا: "هذه خطوة مهمة لإنعاش عملية حماية المناخ الدولية". وفي الوقت نفسه رحب روتغن بقرار رئيسة القمة، وزيرة الخارجية المكسيكية باتريشا اسبينوسا، بتجاهل معارضة بوليفيا وتمهيد الطريق إلى حزمة إجراءات مناخية خلال قمة كانكون، وقال: "أرى أنه تم اليوم توضيح أنه لا يمكن قبول معارضة دولة واحدة في مواجهة جميع الدول الأخرى".
من ناحية أخرى رحب نشطاء معنيون بالمناخ بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، لكنهم قالوا إنه لا يزال هناك طريق طويل يتعين المضي قدما فيه. وامتدحت المنظمات قيام الحكومات بإنقاذ هذه العملية الدولية وإنشاء آليات للبلدان الفقيرة لمواجهة تغير المناخ، ما يمثل وضع حدٍ للفشل الكبير لقمة كوبنهاغن التي عقدت في كانون أول /ديسمبر العام الماضي.
(س ج / د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي