قمة عربية إسلامية في الرياض لبحث الحرب في غزة ولبنان
١١ نوفمبر ٢٠٢٤يعقد زعماء وقادة دول عربية وإسلامية قمة اليوم الإثنين (11 تشرين الثاني/نوفمبر 2024) في السعودية لبحث الحرب في غزة ولبنان، في اجتماع يتوقع ألا تغيب عن أجوائه العودة المرتقبة لدونالد ترامب الى البيت الأبيض.
في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت وزارة الخارجية السعودية القمّة خلال الاجتماع الأوّل لتحالف دولي أنشئ بغرض الدفع قدما بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويأتي لقاء الإثنين بعد عام من قمة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، دان فيه المجتمعون "همجية" إسرائيل في قطاع غزة.
"طيف ترامب"
وهذه المرة، يتوقع أن يكون طيف الولاية الثانية للجمهوري ترامب حاضراً على طاولة البحث، وفق ما قالت المتخصصة بشأن الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جايكوبس. وأوضحت "هذه القمة هي فرصة للزعماء الاقليميين ليظهروا للإدارة المقبلة لترامب ما يريدون أن يكون عليه شكل الانخراط الأميركي" في شؤون المنطقة. ورجحت أن تكون "الرسالة رسالة حوار، خفض للتصعيد، ولفت الأنظار الى الحملات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة".
اعتمد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خلال ولايته الأولى بين عامَي 2017 و2021، سياسة مؤيدة كذلك لإسرائيل، وقام حتى بخطوات لم يسبقه إليها أي من الرؤساء الأميركيين، مثل نقل سفارة واشنطن من تل أبيب الى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري المحتل. كما دفع ترامب في اتجاه إبرام اتفاقات تطبيع بين إسرائيل من جهة، وكل من الامارات والبحرين والمغرب من جهة أخرى، كانت الأولى من نوعها منذ تسعينات القرن الماضي.
ورغم أن السعودية لم تنضم الى تلك الاتفاقات، لكن العلاقات بينها وبين إدارة ترامب كانت وثيقة. كما عزّز الثري الجمهوري صلاته التجارية مع المملكة بعد مغادرته البيت الأبيض. وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، علّقت الرياض إبرام اتفاق أمني اقتصادي مع واشنطن يمهّد الطريق لتطبيع بين المملكة وإسرائيل، مشددة على أنها لن تعترف بالدولة العبرية من دون إقامة دولة فلسطينية.
"رهان سعودي"
ورأى عمر كريم، المتخصص في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام البريطانية، أن الرياض تريد أن توجّه خلال قمة الإثنين، رسالة الى ترامب مفادها أنها ما زالت شريكاً قوياً. وأوضح أن الرسالة هي أنه يمكن لترامب "أن يعوّل على السعوديين كممثلين للعالم الإسلامي"، وأنه "اذا أردت تعزيز المصالح الأميركية في المنطقة، السعودية هي رهانك الرابح".
وتضم جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي دولاً لا تعترف بإسرائيل مثل إيران، أو توجّه لها انتقادات حادة على خلفية حرب غزة مثل تركيا. وتخللت قمة العام الماضي تباينات بشأن اتخاذ إجراءات مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة العبرية أو خفض امداداتها من النفط.
ورجح عمر كريم أن يتضمن البيان الصادر عن قمة الإثنين "إدانة شديدة لإسرائيل... مع الدفع أيضاً الى مزيد من التأثير الأميركي والدبلوماسية" بشأن المسألة.
ومن المرتقب أن يشارك في القّمة أيضاً رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بحسب ما أعلنت الخارجية الباكستانية الأسبوع الماضي مشيرة إلى أنه ينوي الدعوة إلى "إنهاء فوري للإبادة الجماعية في غزة" و"الوقف الفوري للتهوّر الإسرائيلي في المنطقة".
وفي اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه سيتعذّر عليه المشاركة في القمّة بسبب "مسائل تنفيذية" ملحّة، وفق بيان حكومي. وأكّد أن النائب الأول للرئيس محمد رضا عارف سيحضر القمّة نيابة عنه، معرباً عن ثقته في أن الاجتماع من شأنه أن "يأتي بنتائج فعّالة وملموسة لإنهاء جرائم النظام الصهيوني والحرب وحمام الدمّ في غزة ولبنان".
وتعقد القمّة بهدف "بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الأحد.
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية غير العادية "في ظل التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي يشمل الحصار والتدمير والتهجير". وحذر الامين العام خلال كلمته في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية والإسلامية غير العادية، من العواقب الوخيمة لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مشدداً على دورها الحيوي في توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وكونها شاهدا ًعلى التزام المجتمع الدولي ومسؤوليته تجاه قضيتهم، وفقاً لوكالة الانباء السعودية "واس"، اليوم الاثنين.
وأكد أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته يشكل تهديداً للسلم والاستقرار الإقليمي"، داعياً إلى "ضرورة مضاعفة الجهود الدولية والفردية لإيقاف الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومنع الاحتلال من توسيع دائرة الحرب وزعزعة استقرار المنطقة".
خ.س/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)