قمة هامبورغ.. توقعات دول مجموعة العشرين
٥ يوليو ٢٠١٧
الولايات المتحدة الأمريكية
إدارة ترامب تتوقع القليل من قمة مجموعة العشرين. ويمكن افتراض أن الحنين إلى هامبورغ لدى الرئيس ترامب محدود جدا. فهو مسرور أكثر أثناء ظهوره في وارسو وباريس حين تركز عليه وحده الأضواء. فمحطة مجموعة العشرين ما هي إلا تمرين إلزامي، ويكون من الأفضل إليه أن لا تُتخذ قرارات واسعة وملزمة. وقيمة سياسة المناخ يكشفها إعلان اتفاقية المناخ في باريس. وفي المقابل لمس الشركاء خلال أعمال مجموعة السبع في إيطاليا مؤخرا أنه من الصعب التوصل مع إدارة ترامب إلى حلول ملموسة حتى ولو أن ترامب وعد مبدئيا المستشارة أنغيلا ميركل بتقديم الدعم للقمة. والمثير سيكون لقاء ترامب مع بوتين في هامبورغ: فمن جهة شهد خبراء بوجود جوانب مشتركة بين رجلي الدولة، ومن جهة أخرى يقع ترامب من ناحية السياسة الداخلية تحت ضغوط بسبب قضية التدخل الروسي في الحملة الانتخابية الأمريكية. وسيكون من المهم متابعة اللقاء مع بوتين.
روسيا
روسيا تركز خلال القمة على اللقاء مع ترامب. فالتوقعات قبل أول قمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا كانت نادرا ما عالية. فموسكو كانت تتمنى لو حصلت المصافحة مع بوتين في وقت أبكر. فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال:"يتعلق الأمر خاصة بتطبيع الحوار". روسيا تأمل في بداية جديدة في العلاقات المتوترة التي تدهورت منذ ضم شبه جزيرة القرم. لكن الخبراء الروس لا يتوقعون حدوث اختراق في هامبورغ. ومن المتوقع أن تتمثل الموضوعات الإضافية في الحرب المشتركة ضد تنظيم "داعش" ومراقبة الأسلحة النووية، إذ لدى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مصالح مشتركة بالنظر تحديدا إلى كوريا الشمالية.
ألمانيا
موعد كبير وسط الحملة الانتخابية مع استضافة ميركل للعالم. أحسن من هذا الوضع لما كان سيحصل للمستشارة بأسابيع قليلة قبل الانتخابات البرلمانية في الـ 24 من سبتمبر. فهي كمضيفة للقمة يمكن أن تمارس سياسة دولية وتعمل على طي بعض صفحات الموضوعات غير المريحة في السياسة الداخلية. وكشفت في بيانها الحكومي الجمعة الماضية أنها تتوقع في هامبورغ مفاوضات صعبة وأنها ستمثل موقفا أوروبيا واضحا ـ لاسيما تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وفي موضوع سياسة المناخ. إلا أنها تقلص من حجم التوقعات فيما يخص اللقاء مع ترامب. وفي آن واحد تتحمل المستشارة توقعات كبيرة ـ كأهم ممثلة لبلدان الاتحاد الأوروبي و"كآخر مدافعة عن العالم الحر" كما وصفتها نيويورك تايمز.
الصين
قمة مجموعة العشرين تشكل لبنة أساسية بالنسبة إلى تطلعات الصين الجيوسياسية. الصين تريد ممارسة تأثير دولي أكبر ـ ويمكن خلال قمة هامبورغ لقاء الفاعلين الكبار الآخرين ندا بند مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. والصين تعتبر القمة كمنتدى مهم للدعاية لتجارة عالمية مفتوحة أكثر، وهذا شيء مهم بالنسبة إلى ثاني اقتصاد عالمي يعيش لاسيما من التصدير. والصين تفتخر لانتمائها للنادي الحصري لمجموعة العشرين واستضافة هذه القمة السنة الماضية.
الهند
رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي يرحب بالظهور على المنصة العالمية الكبرى. وبما أن تحول المناخ ومحاربة الإرهاب والإصلاحات الاقتصادية ستطغى على أجندة القمة، فإن مودي يأمل في تحقيق نقاط. فهو سيروج للإصلاحات الاقتصادية التي باشرتها حكومته، ويأمل في تحقيق مكاسب على مستوى السياسة الداخلية. وأحد أهم المواعيد يتمثل في اللقاء الثنائي المرتقب مع الرئيس الصيني. ويأمل مودي في التوصل إلى حلول بشأن الخلافات الحدودية بين الهند والصين، ويراهن على إشارات إيجابية لعلاقات التجارة بين البلدين الأكبر سكانيا في العالم.
تركيا
بالنسبة إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تحتل محاربة الإرهاب مقدمة أجندة الأعمال. وهو يأمل في الحصول في هامبورغ على تنازلات من قبل الشركاء في مجموعة العشرين. اردوغان يأمل في وقف تزويد المتمردين الأكراد بالأسلحة في شمال سوريا، وهو يطالب الأمريكيين بتسليم الداعية فتح الله غولن الذي يتهمه بتدبير انقلاب يوليو 2016. كما يأمل اردوغان في التحدث أمام أنصار في هامبورغ، فيما الحكومة الألمانية تعتزم منع هذا النوع من الفعاليات في المستقبل.
العربية السعودية
الفندق الفاخر الذي كان قد حجز فيه الملك سلمان خضع لترتيبات إعادة بناء شاملة قبل ان يلغي الملك فيما بعد مشاركته في القمة. والسبب هو النزاع القائم مع قطر. وحتى ابنه محمد بن سلمان لن يشارك في القمة، ما أثار الكثير من التكهنات حول الأسباب الحقيقية لإلغاء الملك مشاركته في قمة العشرين، خصوصاً وانه على وشك القيام بإجازته السنوية في المغرب، كما سربت بعض الصحف المغربية وهو ما لم تؤكده بعد أي مصادر سعودية إلى الآن.
ورغم ذلك فإن وفدا من العربية السعودية سيشارك في قمة مجموعة العشرين برئاسة وزير دولة "فقط". ويبدو من زاوية نظر سعودية أن قمة العشرين ليست بهذه الأهمية التي تستدعي إيفاد سياسي بارز.
البرازيل
الرئيس البرازيلي ميشيل تامر ألغى في البداية سفره إلى هامبورغ بدون ذكر أسباب. إلا أنه يعتزم المشاركة. وهذا التردد يعكس الفوضى السياسية الحالية السائدة في البرازيل. وفي هامبورغ يريد تامر إظهار حياة طبيعية وتفادي الشعور بأن الحكومة مشلولة وغير قادرة على العمل. ورُفعت شكوى ضد تامر في الأسبوع الماضي بتهمة الفساد كأول رئيس برازيلي خلال ولاية حكمه. وشعبيته متدنية، ونحو 14 مليون شخص في البرازيل هم بدون عمل. وتريد الحكومة جلب مستثمرين جدد وربط علاقات تجارية جديدة ـ وقمة مجموعة العشرين تكون مواتية لذلك.
جنوب إفريقيا
العضو الإفريقي الوحيد في مجموعة العشرين يعاني من أزمة، فالرئيس زوما يواجه أكبر نسبة بطالة داخل مجموعة العشرين، والعملة النقدية تعاني هي الأخرى من ضغوط. ويناسبه أن تكون إفريقيا موضوعا كبيرا أثناء القمة التي من شأنها مناقشة جلب مستثمرين من القطاعين العام و الخاص إلى إفريقيا. ومن المتوقع أيضا طرح أجندة 2030 للأمم المتحدة للتنمية المستدامة وإشكالية اللجوء العالمية خلال أعمال القمة في هامبورغ.
فريدل تاوبه/ م.أ.م