كتاب ألمان يعيدون لأدب بلادهم سمعته ...جولي زيه مثالاً
٢١ نوفمبر ٢٠٠٧"ألمانيا أصبحت مثيرة" بهذا العنوان وصفت مجلة Börsenblat "البورصة" الخاصة بقطاع تجارة الكتاب في ألمانيا واقع الكتاب الألماني في الخارج، في إشارة إلى استعادة الكتاب الألمان مكانتهم وسمعتهم في المنطقة الأنجلو ـ أمريكية.
فلزمن طويل، كان ينظر إلى الأعمال الأدبية الألمانية في تلك الدول على أنها تتسم بالغموض وصعوبة الفهم كما أنها كانت توصف بأنها خالية المرح وروح الدعابة. لكن هذا الوضع بدأ يتغير وهناك مثال حي على هذا يتمثل في أعمال الكاتبة الألمانية جولي زيه.
فقد ترجمت روايتيها إلى 28 لغة. كما أن حقوق ترجمة وطبع روايتها الثالثة Schilf " البوص" التي صدرت في الخريف الماضي بيعت في الولايات المتحدة وإنجلترا وثلاثة بلدان أخرى، وفقا لما كشفت عنه دار النشر الألمانية التي صدرت عنها الرواية.
يذكر أن هذه هي الرواية البوليسية الأولى للكاتبة الشابة (33 سنة) وتعالج، مثلما هو الحال في كتابيها السابقين، قضايا العدالة والأخلاق.
جولي زيه ـ فلسفة القتل والأخلاق والعدالة
والكاتبة جولي زيه التي أصبحت نجما إعلاميا معروفا في بلدها ألمانيا تتحدث في روايتها الأخيرة التي تدخل كما أسلفنا ضمن الروايات البوليسية، عن القتل كموضوع يثير اهتمامها كما تقول.
وما لاشك فيه أن الخلفية العلمية والثقافية للكابتة، التي درست القانون وفنون الكتابة الإبداعية قد انعكست في أعمالها الأدبية، ولاسيما على طريقة تناولها الفلسفي لموضوعات القتل والأخلاق والعدالة.
ولعل القارئ لأعمال هذه الأديبة والكاتبة يلاحظ التزاوج بين هذه القضايا في أعمالها، سواء في روايتها الأولى " النسر والملاك" (2001) التي كانت بداية ولوجها إلى عالم الشهرة، أو من خلال روايتها الثانية " غريزة اللعب" التي تمحورت حول الأخلاق.
وحتى موضوع أطروحتها للدكتوراه حول القانون الدولي كان يصب في نفس الاتجاه، لاسيما وإنها تزامنت مع حرب البلقان.
في هذا السياق، تقول زيه عن نفسها إنها كونها درست القانون فهذا لا يعني أنها فقط حقوقية، " بل أني أجد ذاتي في البحث في المواضيع التي تهمني شخصيا". وتضيف قائلة إن الأمر يتعلق بطريقة رؤيتنا للأشياء، وما نعتبره خطاء أو صوابا، باعتبار ذلك في نظرها يشكل محور القضية بالنسبة للبشر.