كورونا يفتك بالهند والنظام الصحي على شفا الانهيار
٣ مايو ٢٠٢١اقترب عدد الإصابات بفيروس كورونا في الهند منذ بداية ظهور الوباء من 20 مليوناً ما زاد الضغط على حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، فيما لا تزال المستشفيات مكتظة وتعاني من نقص الاكسجين وتجهد لإنقاذ المرضى.
وبحسب البيانات الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة الهندية اليوم الاثنين (3 مايو/آيار 2021) أحصت البلاد في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 370 ألف إصابة جديدة و3400 وفاة. وسجلت الهند 19,9 مليون إصابة بكوفيد-19 و219 ألف وفاة وفقا لبيانات وزارة الصحة الهندية. وعدد من يعالجون حاليا من المرض يبلغ على الأقل ثلاثة ملايين و400 ألف مريض.
وأحصت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1,3 مليار نسمة وتواجهموجة وبائية ثانية شديدة، ثمانية ملايين إصابة جديدة منذ نهاية آذار/مارس، وفقاً لبيانات رسمية يعتقد العديد من الخبراء أنها أقل من الواقع بكثير.
ووصلت السلالة الهندية الآن إلى 17 دولة على الأقل من بينها بريطانيا وسويسرا وإيران، مما دفع العديد من الحكومات إلى إغلاق حدودها أمام المسافرين القادمين من الهند.
النظام الصحي يتهاوى
ويواجه النظام الصحي الذي يفتقر إلى الموارد وغير المهيأ لمواجهة هذا الوضع نقصا كبيرا في الأسرة والأدوية والأكسجين. وأفادت تقارير صحفية بأن 24 شخصاً توفوا مساء الأحد بسبب نقص الأكسجين في مستشفى في ولاية كارناتاكا قرب بنغالور جنوبي البلاد. ونفت إدارة المنطقة أن يكون ذلك سبب هذه الوفيات.
والسبت، قضى 12 شخصا في مستشفى استنفد مخزونه من الأكسجين في العاصمة نيودلهي، وفقا لما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
وأرجأت الحكومة اليوم امتحانات الأطباء المتدربين والممرضين لتفسح المجال للاستعانة بهم في مكافحة الجائحة في ظل معاناة النظام الصحي تحت وطأة أفواج الحالات الجديدة ونفاد الأسرة واسطوانات الأكسجين من المستشفيات.
وأطلق العديد من المستشفيات خصوصا عبر شبكات التواصل الاجتماعية، نداءات للحصول بشكل عاجل على إمدادات الأكسجين. ونبهت عيادة للأطفال في نيودلهي إلى نقص الأكسجين فيها، حيث يواجه ما بين 25 إلى 30 من الرضع والأطفال المرضى خطر الوفاة، وفقا للصحافة المحلية.
وبدأت مجموعات من المتطوعين تقديم المساعدة والإنقاذ. وخارج معبد للسيخ في العاصمة نيودلهي، يقدم متطوعون الأكسجين لمرضى يرقدون على مقاعد داخل خيام مؤقتة من اسطوانة ضخمة ويستقبلون مريضا جديدا كل 20 دقيقة تقريبا.
المساعدات الدولية
والاثنين، تشاور رئيس الوزراء الهندي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين في "الوضع الحالي لوباء كوفيد-19 في الهند وفي الاتحاد الأوروبي".
وتوالى وصول المساعدات خلال نهاية الأسبوع الماضي من أكثر من أربعين دولة، بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. وأعلنت بريطانيا، من جهتها، أنها ستُرسل ألف جهاز تنفس صناعي إلى الهند، بالإضافة إلى مكثفات الأكسجين وأجهزة التنفس التي تم تسليمها بالفعل.
كما غادرت الدوحة اليوم ثلاث طائرات من طراز بوينغ 777 تابعة للقطرية للشحن الجوي إلى الهند، محملة بـ300 طن من المعدات والإمدادات الطبية الأساسية التي تم جمعها من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح بيان صادر عن الخطوط الجوية القطرية أن الطائرات الثلاث قد انطلقت تباعاً إلى مدن بنغالور ومومباي ونيودلهي ضمن مبادرة "WeQare" التابعة للقطرية للشحن الجوي.
وتضم الشحنة التي غادرت اليوم معدات للحماية الشخصية وإمدادات الأكسجين ومواد طبية أساسية أخرى، وتشمل تبرعات من أفراد وشركات في مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن طلبات الشحن الحالية.
رفض للإغلاق على المستوى الوطني
وازداد الضغط الأحد على مودي بعد هزيمته في انتخابات رئيسية في ولاية البنغال، وقد أمرت المحكمة العليا حكومته بتزويد نيودلهي بمخزون أكسجين قبل منتصف الليل. وفي المساء، دعا اتحاد الصناعة الهندي الحكومة إلى التحرك و"الحد من النشاط الاقتصادي". وقال رئيس الاتحاد عدي كوتاك في بيان "يجب اتخاذ أعلى إجراءات الاستجابة من أجل كبح انتشار العدوى وأيضا استغلال هذه الفترة لتعزيز القدرات بسرعة".
وحتى الآن، رفضت الحكومة فرض إغلاق على المستوى الوطني. ورغم ذلك، فإن نيودلهي وولاية ماهاراشترا حيث تقع بومباي، العاصمة الاقتصادية للهند، تخضعان لتدابير إغلاق كما أن العديد من الولايات الأخرى فرضت قيودا على النشاطات.
وفرضت 11 ولاية على الأقل شكلاً من أشكال القيود لمحاولة كبح انتشار العدوى، لكن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي مترددة في فرض عزل عام على مستوى البلاد خشية التداعيات الاقتصادية.
وفي اليوم نفسه، أتاحت الهند التطعيم لجميع السكان البالغين الذين يبلغ عددهم حوالى 600 مليون شخص. لكن هناك ولايات تعاني نقصا في اللقاحات. وحتى الآن، تم إعطاء حوالى 150 مليون لقاح، ما يساوي 11,5 في المئة من السكان، وتلقى 25 مليون شخص الجرعتين اللازمتين.
ع.ح./ع.خ. (أ ف ب، د ب أ)