كولومبيا ترفض اتهامات فنزويلا بمحاولة اغتيال مادورو
٥ أغسطس ٢٠١٨تبنت مجموعة متمردة غير معروفة مؤلفة من مدنيين وعسكريين "هجوما" استهدف السبت رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو في كراكاس، في بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي. وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنه يعتقد أن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس والمعارضة الفنزويلية كانا على ما يبدو وراء محاولة اغتياله يوم السبت. وفى خطاب متلفز أمام عدد من الوزراء وقادة الجيش بعد ساعات من محاولة الاغتيال المزعومة أثناء مناسبة عسكرية في وسط كراكاس، قال مادورو "تم بالفعل اعتقال بعض المسؤولين عن هذا الهجوم". وأضاف "ليس لدي أدنى شك في أن اليمين المتطرف والمعارضة، وخوان مانويل سانتوس كانا وراء ذلك".
وقال إن التحقيقات "متقدمة جدا" بالفعل علاوة على ضبط بعض الأدلة بالفعل. وتابع "لقد كانت محاولة لقتلي، لقد حاولوا اغتيالي". وقال أيضاً إن أحد المسؤولين عن التخطيط للهجوم يعيش في الولايات المتحدة، لكنه لم يحدد هوية هذا الشخص، أو يقدم أدلة على أي من مزاعمة. وقال المتحدث باسم الحكومة خورخي رودريغيز في وقت سابق من يوم السبت إن المتفجرات التي تحملها طائرات بدون طيار انفجرت أثناء إلقاء مادورو كلمة أمام آلاف الجنود في ميدان بالعاصمة كراكاس. ولم يصب مادورو بأذى ولكن أصيب سبعة من أفراد القوات النظامية بجروح في الحدث، الذي شارك فيه أكثر 17 ألف جندي وأقيم بمناسبة الذكرى الحادية والثمانين لتأسيس الجيش.
وأظهرت لقطات بثت على الهواء مباشرة على التلفزيون الرسمي مادورو يتوقف عن الكلام وينظر إلى أعلى وتبدو عليه علامات الدهشة قبل أن ينقطع الصوت. وأظهرت صور أخرى أن الجنود يخرجون من صفوفهم ويهربون قبل أن يتوقف البث التلفزيوني. وقالت وسائل الاعلام الفنزويلية إن مادورو تم إخلاؤه من المنطقة من قبل حرسه الخاص. وأعيد انتخاب مادورو، الذي شهدت فنزويلا في عهده انخفاضا سريعا في ثرواتها الاقتصادية، لولاية أخرى مدتها ست سنوات في أيار/ مايو الماضي، بعد انتخابات تم التنديد بها من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة و12 دولة على الأقل في أمريكا اللاتينية باعتبارها غير ديمقراطية.
ورفضت كولومبيا على الفور اتهامات مادورو حيث قال مصدر رفيع المستوى مقرب من سانتوس، لم يرغب في ذكر اسمه للصحفيين، إن "هذا لا أساس له". وانتقد سانتوس مادورو مرارا، وقبل أيام اتهم "نظامه" بأنه في حالة "إنكار كامل" لأزمته الاقتصادية والإنسانية عندما أعلن عن إجراء جديد لمساعدة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين فروا إلى بلاده. وقال سانتوس "إن العالم بأسره يشعر بالرعب على نحو متزايد" بسبب الوضع في فنزويلا التي قال إن سكانها "يموتون من الجوع والمرض ونقص الأدوية". وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين شبه معدومة منذ أن استدعت بوغوتا سفيرها لإجراء مشاورات بعد إجراء انتخابات أيار/ مايو الماضي.
وقال الرئيس الكولومبي المنتخب ايفان دوكي، الذي من المقرر أن يتولى منصبه يوم الثلاثاء المقبل، انه سيرفع دعوى ضد مادورو في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. من ناحية أخرى، تعهدت كل من كوبا ونيكاراغوا وبوليفيا، حلفاء فنزويلا، بدعم مادورو، حيث أدانت روزاريو موريلو، نائبة الرئيس نيكاراغوا، حادث السبت ووصفته بأنه "هجوم إرهابي جبان وإجرامي". وقال الرئيس البوليفي إيفو موراليس: "بعد فشل محاولتها للإطاحة به ديمقراطيا، اقتصاديا، سياسيا وعسكريا، الآن الإمبراطورية وخدامها يهددون حياته". وعلى الرغم من امتلاكها لأكبر احتياطيات نفطية في العالم، تعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية وسياسية وإنسانية، مع توقع حدوث نقص واسع في السلع الأساسية وتضخم يصل إلى مليون في المئة العام الجاري. وفي الأشهر الأخيرة، فر مئات الآلاف من الفنزويليين إلى الدول المجاورة لتجنب المعاناة في بلادهم، حيث يتهم مادورو بقمع المعارضة ومحاولة إنشاء ديكتاتورية.
ح.ز/م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب)