كيري يهرع لطمأنة الملك سلمان حول أي اتفاق مع إيران
٣ مارس ٢٠١٥يتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى العاصمة السعودية الرياض هذا الأسبوع ليطمئن العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز حول مفاوضات واشنطن مع طهران بشأن برنامجها النووي. ومن المحتمل أن يؤكد كيري لسلمان أن أي اتفاق نووي مع إيران لن يكون على حساب السعودية، بل سيصب في مصلحتها على الرغم من مخاوف المملكة من أنه قد يعزز دعم طهران لمصالح الشيعة في المنطقة.
ويحظى إقناع السعودية بقبول أي اتفاق نووي مع إيران بأهمية لدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأنه يحتاج الرياض للعمل بشكل وثيق مع واشنطن على مجموعة من السياسات الإقليمية فضلا عن الحفاظ على دور المملكة المعتدل في أسواق النفط.
وسيطلع كيري العاهل السعودي الجديد على المحادثات ويجتمع مع كبار المسؤولين في الخليج في وقت لاحق هذا الأسبوع في محاولة لإقناعهم بأن الحل الدبلوماسي للأزمة المستمرة منذ أمد بعيد بشأن البرنامج النووي الإيراني سيكون في مصلحة دول الخليج، حليفة واشنطن الأساسية.
ويقول محللون إن القلق السعودي بشأن الاتفاق النووي أطلق جهودا دبلوماسية في الأيام الأخيرة لتعزيز الوحدة بين الدول السنية في الشرق الأوسط في مواجهة التهديدات المشتركة بما في ذلك التهديد الإيراني.
وقال مسؤول كبير بإدارة أوباما، طلب عدم نشر اسمه، إن واشنطن تشارك العرب بواعث قلقهم إزاء الدور الإيراني لاسيما في سوريا واليمن ومن خلال علاقاتها بجماعة حزب الله الشيعية في لبنان لكنه أضاف أن هناك التزاما عسكريا أمريكيا "كبيرا للغاية" نحو الحلفاء في الخليج. وتابع المسؤول الكبير قائلا "ما نحتاج القيام به هو وضع استراتيجيات ملائمة لمواجهة أي سلوك استفزازي أو مزعزع للاستقرار... سيعتمد ذلك على ما يمكننا فعله بفاعلية في مناطق مثل سوريا واليمن."
"تحالف سني" في مواجهة التدخل الإيراني
بيد أن قلق السعودية ليس في البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل إن الرياض ترى أن تدخل إيران في الدول العربية لاسيما دعمها للرئيس السوري بشار الأسد والميليشيات الشيعية العراقية وعلاقاتها مع جماعة الحوثي التي بسطت سيطرتها على شمال اليمن مشكلة أكثر إلحاحا. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لرويترز "الوزير كيري سيوضح أننا نتفهم بواعث قلقهم بشأن الأمن في المنطقة وهي بواعث قلق نشاركهم فيها أيضا."
من هنا يقول مراقبون في الشأن السعودي أن الملك سلمان يعمل على تشكيل جبهة موحدة بين الدول السنية ضد ما تراه الرياض تهديدا مزدوجا من إيران وتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروفة إعلاميا باسم "داعش".
وبالفعل التقى الملك سلمان في الأسبوع المنصرم مع زعماء جيران السعودية الخليجيين والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب اردوغان وهما رئيسا أكبر دولتين من حيث عدد السكان وأكبر قوتين عسكريتين سنيتين في المنطقة.
وقال مصطفى العاني وهو محلل أمني عراقي تربطه علاقات بوزارة الداخلية في المملكة "المفهوم هو أننا سنواجه إيران أكثر قوة إذا وقعوا اتفاقا. سترفع كل القيود المفروضة عليها وستكون أقوى بكثير. هذه مسألة تحتاج نوعا من الوحدة."
أ.ح/ ي.ب (رويترز)