1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما دور "ممرات الهواء البارد" في خفض حرارة المدن؟

١٦ يوليو ٢٠٢٤

في العديد من المدن، تصبح الحرارة لا تُطاق في الصيف بسبب المساحات الضيقة والكثافة العمرانية وقلة المساحات الخضراء. هناك العديد من الإجراءات التي تساعد في تبريد المدن، فما دور "ممرات الهواء البارد" في هذا الأمر؟

https://p.dw.com/p/4iLvP
منظر جوي لأحد المروج خلال موسم الصيف في سهل غوزيلدير في منطقة تاتفان في بيتليس، تركيا
أصبحت أهمية الهواء البارد القادم من المناطق الريفية لتبريد المدن محل اهتمام متزايد عالميًاصورة من: Mustafa Kilic/Anadolu/picture alliance

ترتفع حرارة المدن بشكل خاص في الصيف حيث يتم تخزين حرارة الشمس لفترة طويلة في الخرسانة والأسفلت، وبالتالي تظل درجات الحرارة مرتفعة حتى في الليل مسببة ما يُعرف بالليالي الاستوائية، حيث تتجاوز درجات الحرارة 20 درجة مئوية، ما ينتج عنه اضطراب كبير في النوم الصحي. فهل يمكن لـ "ممرات الهواء البارد" تنظيم حرارة المدينة والمناطق الحضرية؟

ما هي ممرات الهواء البارد؟

تكون درجات الحرارة في المناطق الريفية، خاصة في الليل، أبرد بكثير منها في المدينة، حيث يمكن أن تصل إلى 15 درجة مئوية في الليالي الصافية في الصيف. يمكن للمدن أن تستفيد من هذا الهواء البارد إذا تدفق إلى وسط المدينة الأكثر حرارة عبر ما يُعرف بممرات الهواء البارد.

تعرف ممرات الهواء البارد بأنها مساحات خضراء وأنهار وبحيرات ومسارات السكك الحديدية وشوارع عريضة مليئة بالأشجار والنباتات.

يتدفق الهواء البارد على ارتفاع بضعة سنتيمترات فقط فوق سطح الأرض، لذا فإن السدود والمباني تعيق تدفق هذا الهواء البارد. لذلك، يجب إبقاء هذه الممرات مفتوحة قدر الإمكان عند تصميم المدن لتسهيل تبريدها.

لماذا يكون الهواء بارداً ليلاً في الريف؟

في هذه المناطق لا توجد خرسانة ولا أسفلت بكميات كبيرة، بل توجد تربة ورمال ومروج، وهذه لا تخزن حرارة الشمس من النهار حتى الليل. بالإضافة إلى ذلك، يتكون الهواء البارد بسبب تبخر الماء من أوراق النباتات، وهذه النباتات توجد بكثرة في المناطق الريفية.

بعد غروب الشمس، تبرد المناطق الريفية بسرعة في الليالي الصافية، وتكون البرودة واضحة بصفة خاصة في المروج والحقول الزراعية التي تحتوي على بعض الأشجار مثل بساتين الفواكه، وكذلك في التربة الرملية والطينية، والتربة الغنية بالمواد العضوية المتحللة.

منطاد هواء ساخن يحلق فوق مدينة شتوتغارت
تكون درجات الحرارة في المناطق المفتوحة والريفية - خاصة في الليل - أبرد بكثير منها في المدينة، حيث يمكن أن تصل إلى 15 درجة مئوية في الليالي الصافية في الصيفصورة من: Bernd Weissbrod/dpa/picture-alliance

كيف يصل الكثير من الهواء البارد إلى المدينة؟

تعد التضاريس ذات أهمية كبرى في هذا السياق. الهواء البارد أثقل من الهواء الدافئ لذلك يتجمع مباشرة فوق سطح الأرض، على سبيل المثال، فوق المروج. إذا كان هذا المرج على جبل أو منحدر جبل، فإن ذلك يجعل هذا الهواء البارد يتدفق بقوة نحو الأسفل، مما يخلق رياحاً باردة.

المدن الواقعة على منحدر جبل أو في وادٍ يمكنها الاستفادة بشكل كبير من هذا الهواء البارد. باستخدام ممرات الهواء البارد، يتدفق هذا الهواء ذو الحرارة المنخفضة إلى وسط المدينة، مما يدفع الهواء الدافئ إلى الأعلى فتبرد الشوارع والمباني.

على سبيل المثال، تقع مدينة شتوتغارت الألمانية في وادٍ منخفض، وتعمل المدينة على الحفاظ على نظام التهوية المحلي الخاص بها من خلال ممرات الهواء البارد. عند التخطيط للمدينة والمشاريع الإنشائية الجديدة، يتم مراعاة الحفاظ على ممر الهواء البارد مفتوحاً وفقًا لذلك.

جنوب أوروبا يعاني من موجة حر قاسية

ما الذي يمكن أن تفعله المدن؟

أصبحت أهمية الهواء البارد القادم من المناطق الريفية لتبريد المدن محل اهتمام متزايد عالميًا. في ألمانيا، قامت العديد من المدن والمناطق بإعداد تحليلات مناخية مماثلة، وينطبق الأمر على مدن كبيرة مثل نيودلهي، ليما، لاغوس، سيول، ملبورن، وبورتلاند.

يتم تكليف خبراء الأرصاد الجوية البيئية بقياس درجات الحرارة وتيارات الرياح في أماكن مختلفة في المدينة والمناطق المحيطة بها. بعدها يتم إدخال هذه البيانات في برامج كومبيوتر لإنشاء أطلس مناخي مفصل للغاية لكل مدينة.

استنادًا إلى هذه البيانات، يمكن للمدن اتخاذ قرارات بعدم البناء في ممرات الهواء النقي، وتحسين هذه الممرات، وحماية وتعزيز التبريد الطبيعي في المناطق الريفية المحيطة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمدن اتخاذ إجراءات أخرى لخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ وتقليل عدد الليالي الاستوائية، وبالتالي تحسين جودة الحياة. تشمل هذه الإجراءات:

إزالة الكثافات الإسفلتية والخرسانية من بعض المناطق.

زراعة الأشجار على جوانب الطرق.

تقليل استخدام محركات الاحتراق الداخلي التي تنتج الكثير من الحرارة الزائدة.

تخضير الأسطح والجدران.

إنشاء المزيد من المتنزهات والمساحات المائية.

توفير تظليل جيد.

استخدام واجهات وشوارع بألوان فاتحة تعكس أشعة الشمس.

أعده للعربية: عماد حسن