1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لجنة التوجيه الألمانية الفلسطينية: دعم لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية

١٩ مايو ٢٠١٠

اعتبر كثير من المراقبين زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إلى برلين نقلة نوعية وتطوراً كبيراً لعلاقة ألمانيا مع الفلسطينيين، خاصة بعد تأسيس لجنة المتابعة الفلسطينية الألمانية حسب رأي محللين سياسيين في حديثهم مع دويتشه فيله.

https://p.dw.com/p/NSE1
دعم الماني كبير لخطة فياض لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبليةصورة من: AP

تكللت زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إلى ألمانيا بنجاح فاق التوقعات فحتى الرأي العام الفلسطيني فوجئ بهذه الزيارة وهذا المستوى العالي من التنسيق بين الجانبين الفلسطيني والألماني على حد رأي المحلل السياسي الفلسطيني سليمان أبو دية، مدير فرع القدس لمؤسسة فريدريش ناومان الألمانية، في حديث له مع دويتشه فيله. فخلال زيارة فياض تم تأسيس لجنة التوجيه الفلسطينية الألمانية لتنسيق العلاقات بين الطرفين والتي تضم العديد من الوزارات والهيئات المختصة، وتكمن أهمية هذا التطور وهذه اللجنة حسب رأي الدكتور غونتر مولاك، الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ومدير معهد الشرق الألماني في برلين، الذي قال لدويتشه فيله "إنها ستطور التعاون بين الجانبين في مجالات عدة ولاسيما بناء البنية التحتية والأمن والتعليم والتنمية".

التزام ألماني بدعم قيام دولة فلسطينية

Deutschland Palästinenser Mahmud Abbas und Angela Merkel in Berlin
تنسيق وتشاور الماني فلسطيني على أرفع المستوياتصورة من: AP

أما الدكتور عزيز حيدر، الأستاذ في الجامعة الفلسطينية في القدس، فيرى أن تطور العلاقة الفلسطينية الألمانية لم يبدأ مع زيارة فياض هذه، وإنما "هناك مرحلة جديدة للعلاقات الفلسطينية الألمانية بدأت مع زيارة وزير الخارجية غيدو فستر فيله في نوفمبر الماضي إلى رام الله ولقائه مع سلام فياض وتأكيده على دعم حل الدولتين أي إقامة الدولة الفلسطينية" ويضيف د. عزيز حيدر بأن هذا الموقف الألماني يدعم توجه رئيس الوزراء الفلسطيني لبناء مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية.

وتشير لجنة المتابعة إلى التزام ألماني أكبر تجاه السلطة الفلسطينية وسعيها إلى بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة، ويؤكد هذا الرأي المحلل السياسي الفلسطيني سليمان أبو دية الذي يرى بأن هناك الآن المزيد من الالتزام الألماني تجاه الفلسطينيين الذين يهتمون جداً "بالالتزام السياسي الألماني تجاه قضيتهم، وتمكين الفلسطينيين من تأسيس دولة فلسطينية في حدود 1967". كذلك يرى الدكتور عزيز حيدر بأنه أصبح الآن هناك التزام أكبر من ألمانيا تجاه الفلسطينيين، وهذا التطور "تأكيد على التوجه الألماني في حل القضية الفلسطينية ويلتقي مع المواقف الألمانية السابقة التي أعلنت فيها عن ضرورة وقف الاستيطان".

وما يميز هذا المستوى الرفيع من علاقات ألمانيا الخارجية بالفلسطينيين عبر إحداث لجنة التوجيه المشتركة، أنه نادر إذا ما استثنينا إسرائيل وفرنسا وبولندا، حيث يتم اللقاء بين وزراء من الحكومتين بشكل دوري، وهذا يعتبر نقلة نوعية في العلاقة الألمانية مع الفلسطينيين التي يرى المحلل السياسي الفلسطيني أبو دية بأنها نوع من خلق التوازن في العلاقة ما بين ألمانيا وإسرائيل، ويضيف القول بأن "ألمانيا صديقة وحليفة تاريخية لدولة إسرائيل وملتزمة بأمنها بشكل دائم، ولخلق نوع من التوازن انتقلت بالعلاقة مع الفلسطينيين إلى هذا المستوى الرفيع من التنسيق والتشاور المستمر".

لجنة المتابعة مثال يحتذى في العلاقات

Symbolbild Merkel Frieden Nahost
توازن العلاقة بين ألمانيا والطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قد يؤثر ايجابيا على عملية السلامصورة من: picture-alliance / dpa / DWMontage

هذا وستعقد اجتماعات لجنة المتابعة الفلسطينية الألمانية بشكل دوري كل عام وبالتناوب ما بين برلين ورام الله. وهذه اللقاءات الدورية التي ستحصل مستقبلاً ستكون على مستوى الوزراء المختصين كل في مجاله وسترتقي بالعلاقة إلى مستويات مميزة ونوعية وخصوصا في المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية والعلمية والتعليمية، ومن خلال لجنة المتابعة ستتم مأسسة العلاقة الفلسطينية الألمانية ما يعني "أن الألمان جادين في المساعدة على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة" حسب رأي أبو دية.

وذكر الدكتور غونتر مولاك في حديثه مع دويتشه فيله بأنه تم في عام 2008 إطلاق مبادرة المستقبل لفلسطين من اجل الإسراع في انجاز المشاريع التي يمكن تحقيقها في الأراضي الفلسطينية، وبالتالي "تشجيع الفلسطينيين على التعاون والعمل مع السلطة الفلسطينية، وذلك مهم جداً لبناء الدولة وتأسيسها في إطار خطة رئيس الوزراء الفلسطيني التي أعلنها في آب أغسطس 2009 لبناء الدولة الفلسطينية خلال عامين".

أما رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض فقد أعرب عن أمله بأن يتم تعميم الاتفاق الفلسطيني الألماني وتجربة لجنة التوجيه على الصعيدين الأوربي والدولي مؤكداً على أن هذا المستوى من العلاقة يعكس تنامي الاهتمام بحقوق الفلسطينيين؛ و"يظهر الاهتمام والدعم الألماني والأوروبي والدولي لخطة السلطة الوطنية الفلسطينية الهادفة للمضي قدما في بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية" حسب ما جاء في حديث فياض الأسبوعي مع الإذاعات الفلسطينية.

انعكاسات تطور العلاقة مع ألمانيا على عملية السلام

Deutsch-Palästinensischer Lenkungsausschuss
إنشاء لجنة التوجيه المشتركة بين ألمانيا والفلسطينيين يرقى بالعلاقات بين الطرفين إلى مستوى رفيع.صورة من: picture-alliance/dpa

وبالنسبة لتأثير هذا التطور النوعي للعلاقة الفلسطينية الألمانية على عملية السلام والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، يرى المحلل السياسي الفلسطيني سليمان أبو دية، بأنه لن يكون مباشراً وقريباً، وإنما سينعكس تأثير هذه العلاقات على عملية السلام "من خلال الضغط المتزايد على إسرائيل من قبل الاتحاد الأوربي وألمانيا كعضو مهم في الاتحاد الأوربي" ويضيف بأنه يجب على الأوربيين أن يطوروا علاقاتهم مع الفلسطينيين "بشكل يظهر للإسرائيليين جدية الاتحاد الأوربي في دعم هدف إقامة دولة فلسطينية وليس مجرد الحديث عنه بشكل نظري بل بشكل فعلي من خلال دعم البرامج التنموية المختلفة، وإعطاء مؤشر واضح جداً للإسرائيليين بأن الألمان والأوربيين جادون في موضوع السلام وهذا يتطلب من إسرائيل في محادثات السلام مع الفلسطينيين اتخاذ مواقف تسمح بإقامة دولة فلسطينية بعد عامين على أبعد تقدير".

الكاتب: عارف جابو

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات