"لجنة حماية الأحياء" تعتدي على لاجئ عراقي مريض
٢ يونيو ٢٠١٦قامت مجموعة تتكون من ثلاثة أشخاص على الأقل بضرب لاجئ عراقي "مضطرب نفسياً" ومن ثم ربطه إلى شجرة بسبب اتهامه بسرقة محل في مدينة أرنسدورف بولاية سكسونيا الألمانية. وذكر موقع "شبيغل" الألماني الإلكتروني نقلاً عن الشرطة المحلية أن العراقي، الذي يبلغ من العمر 21 عاماً، تعرض للضرب من قبل مجموعة تنتمي لـ"لجنة حماية الأحياء" المكونة من متطوعين من أبناء المدينة.
وقع الحادث في الحادي والعشرين من مايو/ أيار، ووثقه مقطع فيديو على موقع "يوتيوب" تناقلته المواقع اليمينية والشعبوية في ألمانيا. ويظهر في الفيديو شخص يحمل قنينة بيده ويتكلم معه بعض الباعة في المحل ومن ثم تطلب منه بائعة ترك القنينة على الأرض مغادرة المحل. لكن الرجل لم يتحرك من مكانه، ليدخل ثلاثة أشخاص يرتدون ملابس سوداء مكتوب عليها "حماية الأحياء" ويهاجمون الرجل مباشرة. أحدهم قام بضربه بقبضة يده، بينما قام آخر بأخذ القنينة وسحب الرجل خارج المحل. وعندما حاول الرجل التصدي لهم، اعتدى عليه الأشخاص الثلاثة بصورة عنيفة وسحلوه إلى باب المحل. وفي نهاية الفيديو تظهر البائعة وهي تقول: "من المخجل أن يحتاج المرء لجماعة حماية الأحياء".
وعندما وصلت الشرطة لمكان الحادث، وجدت الشخص مقيداً بأسلاك إلى جذع شجرة. وأفاد الأشخاص للشرطة بأنهم ينتمون لـ "جماعة حماية الأحياء" وأنهم "أعاقوا" هروب اللاجئ من المحل. وبعدها طلبت الشرطة منهم الذهاب دون أخذ أية مستمسكات تعريفية بهم.
ونقلت صحيفة "بيلد" عن الشرطة قولها إن اللاجئ لم يسرق ولم يعتد على أي أحد ولم يسبب أية أضرار، فيما ذكرت شرطة سكسونيا في إعلان رسمي صدر عنها أن اللاجئ العراقي "مضطرب نفسياً" وأرسل لمستشفى خاص للعلاج. وذكرت الشرطة أن الرجل قدم للمحل للمرة الثالثة خلال 24 ساعة لتوضيح مشكلة حصلت له مع شريحة هاتف نقال اشتراها من المحل. وغضب الرجل من كون قيمة الرصيد المباعة مع الشريحة قد استهلكت وقام بتهديد البائعة.
وأضافت الشرطة أنها ستقوم برفع دعوى ضد اللاجئ بسبب تهديده للعاملين في المحل. كما ستقوم برفع دعوى أخرى ضد مجهولين بسبب "مصادرة الحرية"، فيما قررت دائرة الأمن الاتحادية التدخل أيضاً في القضية.
هذا وأشار موقع "شبيغل" الألماني نقلاً عن صحيفة "زيكسيشه تسايتونغ" إلى أن أحد المشاركين في ضرب اللاجئ عضو في مجلس إدارة البلدية عن الحزب المسيحي الديمقراطي (الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل). وقال هذا الشخص في لقاء مع الصحيفة: "لقد قدمنا مساعدة أخلاقية اجتماعية، وسنقدمها أيضاً لكل شخص يحتاجها، حتى إن كانت ضد مواطن ألماني".
وعلق على الموضوع وعلى الفيديو الكثير من اليمينيين والمتطرفين بصورة كبيرة وباستعمال ألفاظ عنصرية وغير أخلاقية. أما موقع المحل التجاري على صفحة "فيسبوك"، فقد علق على الموضوع بالقول إنهم يتابعون الحادث بصورة جادة، موضحاً أن العاملين في المحل لم ينادوا أو يطلبوا مساعدة رجال "لجنة حماية الأحياء"، وأن المحل التجاري يعارض ما جرى في المحل و"لا يوافق عليه إطلاقاً".
ز.أ.ب/ ي.أ (DW)