للمرة الأولى في التاريخ.. أسعار الخام الأمريكي دون الصفر
٢٠ أبريل ٢٠٢٠تدهورت أسعار الخام الأمريكي المدرج في بورصة نيويورك لأول مرة في التاريخ إلى ما دون الصفرعند انتهاء جلسة التداولات الاثنين (20 أبريل/ نيسان 2020)، أي عند ناقص 37.63 دولار للبرميل مع إقبال المتعاملين على البيع بكثافة بسبب امتلاء سريع لمنشآت التخزين في المركز الرئيسي للتسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما.
ونظراً إلى أن مهلة عقود أيار/ مايو تنقضي الثلاثاء، تعيّن على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن. لكن مع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين ما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 37,63 دولارا تحت الصفر مع انتهاء التعاملات. وقال مات سميث من مركز كليبر داتا إنه "عقد لمادة (النفط) لا يريد أحد شراءها".
ويأتي هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد الذي دمّر الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجرّاء حرب أسعار بين روسيا والسعودية. كما أدّت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية وهو ما أثّر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وكانت أوبك أعلنت الأسبوع الماضي التوصّل لاتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة مليارات برميل يومياً اعتباراً من أيار/مايو، لكن ذلك لم يكن كافياً.
وقال جون كيلداف من مركز "أغين كابيتال" إنّ "الطلب على البنزين ووقود الديزل معدوم"، مضيفاً "لقد تبخّر الطلب". بيد أن مات سميث من مركز كليبر داتا اعتبر أنّ تراجع الأسعار إلى ما دون الصفر هو ردّ فعل على قلّة إمكانات التخزين قبل انقضاء مهلة عقود أيار/مايو الثلاثاء، مؤكّداً أنّه بمجرد انقضاء تلك المهلة ستعود الأسعار إلى فوق مستوى الصفر.
وفي أول رد فعل له على هذه التطورات أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة المخزون الاستراتيجي من النفط بمقدار 75 مليون برميل.
ويشار إلى أن أسعار النفط تتعرض لضغوط منذ أسابيع مع تضرر الطلب بشدة من تفشي فيروس كورونا بينما خاضت السعودية وروسيا حرب أسعار عمدتا خلالها إلى ضخ المزيد من الخام. واتفق الجانبان قبل أكثر من أسبوع على خفض الإمدادات بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا، لكن ذلك لن يقلص التخمة العالمية سريعا.
ص.ش/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ)