لماذا تتعاقد أندية تركيا مع مخضرمين كغوميز وبودولسكي؟
١٥ ديسمبر ٢٠١٥يرتبط الفوز في عالم كرة القدم عادة بكفاءة خط هجوم الفرق المتنافسة، فحسم نتائج أي مباراة يعتمد بشكل أساسي على أداء المهاجمين. ورغم أهمية خط الهجوم، إلا أن المهاجمين الأتراك حاليا لا يتسمون بالكفاءة اللازمة، حسب ما يرى بعض خبراء الكرة، ومن بينهم الخبير التركي داود كول. ففي تعليقه المنشور على موقع "فوكوس" الألماني بشبكة الإنترنت، يرى كول أن لائحة الهدافين، المنافسين في دوري الدرجة الأولى التركي تظهر بوضح ضعف المهاجمين الأتراك.
فمن بين الهدافين العشرة الأوائل في الدوري التركي لا يوجد سوى مهاجمين من أصل تركي، هما يلماز وديمير. أما الأسماء الباقية فجميعها غير تركية، وتم شراؤها من أندية بالخارج، مثل الألماني ماريو غوميز ومواطنه لوكاس بودولسكي، القادمين من الدوري الإيطالي.
ويتصدر الكاميروني صمويل إيتو قائمة الهدافين في الدوري التركي، برصيد 12 هدفا. وانتقل إيتو إلى الدوري التركي في هذا الموسم، ويلعب ضمن صفوف أنتاليا سبور. أما المرتبة الثانية فيحتلها ماريو غوميز برصيد 10 أهداف. بينما يأتي لوكاس بودولسكي في المرتبة السادسة للهدافين في الدوري التركي برصيد 7 أهداف.
أسباب ضعف المهاجمين الأتراك
ضعف الهجوم التركي له أسبابه، فأغلب الأندية التركية تعتمد الأسلوب الدفاعي في اللعب، ما يضعف دور المهاجمين. ويكون الاعتماد الأساسي في تسديد الأهداف على الهجمات المرتدة؛ وبذلك يكون المهاجم في موقع رأس الحربة وحده المسؤول عن هذه المهمة، الأمر الذي ينهك المهاجم ويدفعه إلى الإخفاق في التسديد في معظم الأحيان. وهذا تماما هو حال المهاجم بوراك يلماز، فهو يتميز بقدرته الخارقة على تسديد الكرات الرأسية، لكن ذلك وحده لا يكفي لاستغلال الفرص وتسديد الأهداف دوما على حسب ما يرى كول.
كما تعاني المواهب التركية الشابة من ضعف التأهيل المواهب. فضلا عن غياب القدرات التكتيكية والمرونة في تغيير الأماكن في اللحظات المناسبة، واستغلال الفرص المناسبة لتسديد الأهداف. لذلك فإن المهاجمين الأتراك بحاجة إلى الكثير من الفرص لتسديد الأهداف. أما المهاجمون غير الأتراك فيتم الاعتماد عليهم كليا في تسجيل الأهداف، فلديهم مرونة كافية تجعلهم قادرين على القيام بهذه المهمة بشكل أفضل.
وأمام مشكلة ضعف المهاجمين الأتراك تبقى سوق الانتقالات هي الحل الأمثل أمام الأندية التركية. لكن شراء مهاجمين من الدرجة الأولى قد يكون مكلفا جدا، لذا تكتفي الأندية التركية بدعم الفرق بشراء مهاجمين مخضرمين وبأسعار رخيصة مثل إيتو وغوميز وبودولسكي.
ضعف المهاجمين الأتراك أمر لا يستهان به، خاصة بالنسبة لبلد يكثر فيه عشاق كرة القدم مثل تركيا. فتأثير تلك المشكلة لا يظهر على منافسات الدوري التركي فقط وإنما أيضا على المنتخب التركي، الذي سيشارك الصيف المقبل في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم يورو 2016، التي تقام في فرنسا. ويقول داوود كول إن قدرة مهاجمي المنتخب على تسجيل الأهداف ضعيفة جدا. وتلك مشكلة كبرى فالمنتخب التركي يقع ضمن المجموعة الرابعة القوية، التي تضم أيضا إسبانيا وتشيكيا وكرواتيا.