لماذا لم يصدر موقف أوروبي موحد تجاه الهجوم على طرابلس؟
١١ أبريل ٢٠١٩دعت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر الخميس (11 نيسان/ أبريل 2019) إلى وقف هجومها على العاصمة طرابلس. وقالت في بيان إن الهجوم العسكري على طرابلس يعرض المدنيين للخطر بمن فيهم المهاجرون واللاجئون.
كما حذرت موغيريني من أن هذا الهجوم "يعرقل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة". وأضافت: "يدعو الاتحاد الأوروبي وأعضاؤه جميع الأطراف إلى وقف جميع العمليات العسكرية فوراً". ولم تكتف موغيريني بذلك بل طلبت "كل القوات التي دخلت طرابلس أو محيطها الانسحاب والانصياع لدعوات الأمم المتحدة".
الخلاف الفرنسي الإيطالي يلقي بظلاله
يأتي هذا الطلب المباشر بعد أسبوع من توجيه حفتر الأوامر لقواته للزحف على العاصمة طرابلس. ويرى مراقبون أن الاتحاد الأوروبي لم يتوصل لموقف موحد حول ليبيا بسبب الخلاف الفرنسي الإيطالي المتجدد حول كيفية التعامل مع الصراع المتصاعد. وهذا الخلاف تسبب بتعطل صدور بيان موغيريني، الذي كان من المفترض أن يصدر يوم أمس.
ففي روما، طلبت الحكومة الإيطالية من فرنسا، التي تربطها علاقات وثيقة بحفتر، الامتناع عن مساندة أي فصيل. ويقول دبلوماسيون إن فرنسا، التي تملك استثمارات نفطية في شرق ليبيا، سبق أن قدمت مساعدات عسكرية لحفتر خلال السنوات الماضية في معقله بشرق البلاد، فيما تساند إيطاليا حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة.
وأوضحت مصادر دبلوماسية فرنسية الخميس أن فرنسا لم تعترض على مطالبة حفتر بوقف هجومه على طرابلس. لكنها طلبت فقط إدخال تعديلات تتضمن ذكر محنة اللاجئين ووجود متشددين تصنفهم الأمم المتحدة كإرهابيين ضمن القوات المناهضة لحفتر.
وذكرت أحدث حصيلة للخسائر البشرية أصدرتها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن 56 شخصاً قُتلوا، أغلبهم مقاتلون. كما أُصيب 266 آخرون في طرابلس. وأضافت أن بعض القتلى مدنيون وبينهم طبيبان وسائق سيارة إسعاف.
أ.ح/ ي.أ (رويترز)