كيف أنقذ المدرب لاباديا هامبورغ من الهبوط؟
٢ يونيو ٢٠١٥في منتصف أبريل/ نيسان 2015 تولى المدرب الألماني برونو لاباديا (49 عاما) مهمة يمكن وصفها بـ"الانتحارية"، إذ كان عليه إنقاذ فريق هامبورغ العريق من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية. آنذاك كان هامبورغ في المركز الـ 18 (الأخير) في ترتيب جدول الدوري الألماني لكرة القدم (البوندسليغا)، ولم يكن أمام لاباديا سوى ست مراحل من المسابقة فقط لإتمام مهمته. ورغم التحديات التي واجهها لاباديا، إلا أنه نجح في إسعاد جماهير هامبورغ ببقاء الفريق في البوندسليغا، وذلك بعدما تغلب على فريق كارلسروهى في مجموع مباراتي ملحق الصعود للدوري الألماني.
لاشك أن الموسم الكروي (2014/2015) كان من أسوء المواسم الكروية التي مرت على نادي هامبورغ، ونتائجه أوضح دليل على ذلك. فخلال هذا الموسم خسر 17 مباراة وتعادل في 8 ولم يتمكن من الفوز سوى في 9 مباريات. نتائج يراه المراقبون لا تليق بناد عريق مثله، سبق أن حصل على ألقاب كبيرة عديدة. فهامبورغ فاز بالدوري الألماني ثلاث مرات في أعوام 1979 و1982 و1983، كما فاز بكأس ألمانيا ثلاث مرات أيضا. ونال عام 1983 لقب "بطل الأندية الأوروبية الأبطال" (النسخة السابقة لدوري أبطال أوروبا)، وحصل على "كأس أبطال الكؤوس الأوروبية" عام 1977.
"حامل الحظ"
تدهور نتائج هامبورغ منذ بداية الموسم دفع إدارة النادي للبحث عن حلول لإخراج الفريق من تعثره. وأحد هذه الحلول كان تغيير المدربين. فخلال هذا الموسم قامت إدارة هامبورغ بتغيير أربعة مدربين. الأول ميركو سلومكا الذي استمر في تدريب هامبورغ حتى منتصف سبتمبر/ أيلول 2014. بعد ذلك حل مكانه المدرب جوزيف زينباور، لكن نتائج الفريق لم تتغير وبقي ملازما المراكز الأخيرة في جدول البوندسليغا.
وفي الـ 22 مارس/ آذار قررت إدارة هامبورغ استبدال زينباور بالمدرب بيتر كنيبل، لكن جميع هؤلاء المدربين فشلوا في إنقاذ هامبورغ من تعثره. إلى أن استلم المدرب برونو لاباديا في 15 أبريل/ نيسان هذه المهمة، وتمكن من إنقاذ الفريق، ما دفع المهاجم بير ميشيل لاسوغا لوصفه بـ"حامل الحظ".
عندما يتعلق الأمر بسمعة النادي
مهمة لاباديا في إبقاء هامبورغ في البوندسليغا اعتبرها نقاد في كرة القدم مهمة "شبه مستحيلة". مسألة لم تكن تخفى على المدرب القدير، فهو يدرك أن أصعب ما في منافسات البوندسليغا هو الهروب من المركز الأخير في المراحل الأخيرة من المسابقة. ولتحقيق ذلك، اعتمد لاباديا خطة تقوم على حثّ الفريق للدفاع عن سمعة النادي حسبما أكد لموقع "كيكر" الألماني مضيفا: "حاولت تعزيز ارتباط لاعبي الفريق بناديهم ليس بإغرائهم بالمال والعقود، وإنما بحثهم على تقديم أداء متميز يليق بسمعة النادي".
وإلى جانب ذلك، قام لاباديا بدعم اللاعبين الذين لم يعد لديهم مستقبل في هامبورغ بعد انتهاء عقودهم مع النادي، وذلك بوضعهم كأعمدة أساسية في الفريق ومن بين هؤلاء إيفو إليزفيتش، ومارسيل يانسن، و جويكو كاكار، وسلوبودان رايكوفيتش، ورافاييل فان دير فارت، وهايكو فيسترمان، إضافة إلى بعض اللاعبين الذين حذفت أسماؤهم من قائمة هامبورغ ومن بينهم كليبر، ومارسيلو دياز ولويس هولتبي ونيكولاي مولر.
وتظهر نتائج فريق هامبورغ أن خطة لاباديا لإنقاذ هامبورغ قد "آتت أكلها"، فبعد هزيمته المؤلمة أمام بريمن بـ (صفر/ 1)، فاز على أوغسبورغ بـ (3/2) وعلى ماينز أيضا بـ (2/1) وتعادل مع فرايبورغ (1/1)، وهي نتائج لم يتمكن من تحقيقها طيلة الموسم، وهو ما أكده المهاجم لازوسكا في حواره مع موقع "كيكر" الألماني "لاباديا بعث فينا روح الإبداع". وبعد خسارته أمام شتوتغارت بـ (1/2)، وفوزه على شالكه بـ (2/صفر) في المرحلة الأخيرة من الدوري الألماني أفلت لاباديا وفريقه من الهبوط المباشر لدوري الدرجة الثانية، الذي لو حدث لكان الهبوط الأول في تاريخ الفريق من البوندسليغا. علما بأنه الفريق الوحيد الذي لم يغب عن البوندسليغا منذ انطلاقها في عام 1963.
عليه مصالحة أسرته
وكان بقاء هامبورغ في الدوري الألماني مرهونا بنتائج ملحق الصعود للبوندسليغا (مرحلة الترضية). ونجح لاباديا في إنجاز هذه المهمة أيضا، فبعد أن تعادل في ذهاب ملحق الصعود بـ (1/1) أمام كارلسروهى لم يبق أمامه سوى الفوز في الإياب لحفظ ماء الوجه، وهو تماما ما حصل. فبعدما تقدم كارلسروهى بهدف أحرزه يابو في الدقيقة 78، تعادل مارسيلو دياز لهامبورغ في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع. وفي الوقت الإضافي حسم هامبورغ النتيجة لصالحه عندما سجل مولر هدفا في الدقيقة 115، ليفوز هامبورغ بهدفين لهدف، ويتمكن من حجز مقعده في البوندسليغا للموسم القادم.
من المؤكد أن مهمة برونو لاباديا لم تكن سهلة، لكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة. ولم تنته مهمة المدرب لاباديا بعد بل وعليه متابعة المشوار مع هامبورغ في الموسم المقبل، وهو ما أكده ديتمار بايرسدورف رئيس مجلس إدارة نادي هامبورغ. ولكن لاباديا عليه مصالحة زوجته وأولاده أولا، وذلك بعد أن أغضبهم بسبب غيابه الطويل عنهم الذي تجاوز الـ 6 أسابيع. وربما فوز هامبورغ سيسهل على لاباديا مهمة إرضاء عائلته.