ليبيا: القذافي يتعهد بمواصلة القتال ضد الناتو
٢٣ يونيو ٢٠١١تعهد العقيد الليبي معمر القذافي مساء أمس الأربعاء (22 يونيو 2011) بمواصلة القتال ضد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تقوم بشن غارات على عدة مدن ليبية. وقال القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي: "لسنا خائفين ولا نبحث عن الحياة أو النجاة، نحن سنصمد إلى أن تنتهوا أنتم ونحن لن ننتهي (...) أنتم (الغرب) تستطيعون أن ترجعوا إلى الوراء". كما تطرق القذافي في التسجيل الصوتي إلى رفيقه القديم الخويلدي الحميدي، الذي قتل عدد من أفراد عائلته الاثنين الماضي في غارات لحلف الناتو على مقر إقامته. وكانت مصادر رسمية ليبية قالت إن 15 شخصا بينهم ثلاثة أطفال قتلوا الاثنين الماضي في غارة للناتو على مسكن الخويلدي الحميدي، أحد الرفاق القدامى للقذافي في غرب طرابلس. واتهم القذافي دول حلف شمال الأطلسي بارتكاب ما وصفه "جريمة القتل" وذلك بعد اعتراف الحلف للمرة الأولى بأن قنابله ربما تسببت في سقوط ضحايا مدنيين.
وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن مقاتلي المعارضة الليبية يحققون تقدما واضحا جدا على الأرض في ليبيا. وأضافت قائلة في مؤتمر في جاميكا أنه لا شك أن رجال الزعيم الليبي معمر القذافي أصبحوا "في مأزق".
انقسام داخل الناتو بشأن ليبيا؟
وقد أثار مقتل مدنيين في غارات للحلف الأطلسي انقسامات داخل الحلف في وقت يتجه فيه الوضع في ليبيا إلى مزيد من التعقيد بعد أربعة أشهر على اندلاع الثورة التي تحولت إلى نزاع مسلح. ولايزال القذافي متشبثا بالسلطة رافضا التنحي عن الحكم رغم العزلة والعقوبات الدولية والتدخل العسكري الدولي، في حين لم تحدث المواجهات العسكرية بين الثوار والقوات الموالية أي تغيير كبير على الأرض.
وكانت ايطاليا، وهي البلد الذي يستضيف مقر عمليات الحلف والقواعد الجوية التي تنطلق منها مقاتلات الأطلسي، أول من ندد بالغارات التي تستهدف المدنيين ودخول النزاع في مستنقع. ودعا وزير خارجيتها فرانكو فراتيني الأربعاء الماضي إلى "تعليق فوري للأعمال الحربية" في ليبيا لفسح المجال أمام "إقامة ممرات إنسانية لتقديم مساعدة فورية للسكان المدنيين" وذلك في كلمة ألقاها أمام لجنتين في مجلس النواب. إلا أن فرنسا سارعت برفض هذا الاقتراح معتبرة أن أي هدنة ولو كانت إنسانية يمكن أن تسمح للقذافي "بإعادة تنظيم صفوفه". كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن بوضوح أن العمليات "ستتواصل" لتجنب سقوط "عدد لا يحصى من المدنيين الإضافيين".
العمليات العسكرية في ليبيا كلفت بريطانيا نحو 400 مليون دولار
على صعيد آخر، نقلت وكالة رويترز عن هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن تكلفة العمليات العسكرية البريطانية في ليبيا حتى الآن بلغت 250 مليون جنيه إسترليني (405 ملايين دولار)، فيما يُتوقع أن تُعلن الحكومة البريطانية التفاصيل في بيان وزاري مكتوب في وقت لاحق من اليوم الخميس.
وتساهم بريطانيا في عملية حلف الناتو في ليبيا لفرض منطقة لحظر الطيران منذ آذار/ مارس الماضي. وقالت الحكومة البريطانية في بادئ الأمر إن التكلفة قد تبلغ عشرات الملايين لكن كبير أمناء وزارة الخزانة البريطانية داني الكسندر قال الأسبوع الماضي إنها قد تصل إلي "مئات الملايين" من الجنيهات الإسترلينية.
يذكر أن قادة عسكريين بريطانيين بارزين يشكون من ضغوط القتال على جبهتين - في أفغانستان وضد القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي- بينما يواجهون تخفيضات في الإنفاق العسكري لكبح عجز في الميزانية البريطانية.
(ط.أ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: شمس العياري