مؤتمر في العاصمة الألمانية عن سلطة اللغات في ظل العولمة

تستضيف العاصمة الألمانية برلين منذ اليوم الخميس(14 يونيو/حزيران) مؤتمرا يستمر ثلاثة أيام ويشارك فيه علماء مرموقون في علوم اللغة وفنانون لمناقشة دور اللغة في ظل العولمة. وسيناقش المؤتمرون كذلك دول اللغات وتأثيرها على حياتنا اليومية. ومن بين أهم الأسئلة التي سيحاول المختصون الإجابة عليها في المؤتمر هي النواحي الجمالية في اللغات وسلطة اللغات على حياة الناس اليومية وحال اللغات في المجتمعات المختلفة وكيف يتم تنظيم الأوضاع اللغوية في بلد ينطق سكانه بلغات مختلفة وما هي اللغات المهددة بالانقراض.

اللغات كوسيلة للتبادل

وكان معهد غوته الألماني الذي يشرف على المؤتمر قد طلب في السنة الماضية من مهتمين في جميع أنحاء العالم جمع أفكار عن المسائل المذكورة التي سيناقشها المؤتمرون في الأيام الثلاث المقبلة. في هذا الخصوص، تقول كاترينا روكتشيل، المسؤولة عن تنظيم المؤتمر الذي يحمل اسم "سلطة اللغات" إنه عندما يتحدث المختصون في ألمانيا عن سلطة اللغات، فإنهم يقصدون أو يفهمون هذه المسألة انطلاقا من دور هذه اللغات في التأثيرعلى الناس ومن التأثير السلبي لقطاع الدعاية عليهم. وتضيف المسؤولة أن الحال في الدول الأخرى يختلف تماما، قائلة إن الناس في البلدان الأخرى يفهمون اللغة كوسيلة للتواصل وبناء الجسور اللازمة للتعارف والتبادل الفكري.

الهجرة ودورها في تطور اللغات

وعن هذه المسألة بالذات، تضيف روكتشيل أن المؤتمر سيضع على سلم أولويات فعالياته مسألة التفاعل بين اللغات المختلفة. وفي هذا الشأن، تشير المختصة إلى دور الهجرة وترحال الناس في تطور اللغات، قائلة إن اللغة قد تستخدم لدمج الناس وتطوير آليات وسبل تفاهمهم، ولكن اللغات قد تستخدم أيضا في اضطهاد الناس. وعن المجتمعات المتعددة اللغات، تقول مديرة معهد غوته في الهند غابرييلا لاندفير إن الإقليم الهندي الذي يعمل فيها المعهد فكر في البدء بتعليم الأطفال لغات الأقاليم الأخرى ولغات أجنبية أخرى منذ الصغر، عازية ذلك إلى أهمية إتقان اللغات في ظل العولمة.

الألمانية تعيش أوقاتا ذهبية

وعن اللغة الألمانية ودور العولمة في التأثير على تطورها، تقول المسؤولة إن البعض يعتقد أن اللغة الألمانية بدأت تتراجع بسبب انتشار مصطلحات وتعابير ورموز كثيرة يتناقلها الناس عبر رسائلهم الإلكترونية والرسائل القصيرة (SMS). في هذا الخصوص، تجزم الخبيرة بأن لغة غوته وشيللر تعيش في الوقت الحاضر، سواء خطيا أو شفهيا أوقاتا ذهبية. ونظرا إلى ضرورة التنوع اللغوي، قال المسؤولون إن فعاليات المؤتمر متنوعة كتنوع اللغات وستشمل في الأيام المقبلة حلقات نقاش ومحاضرات وحفلات وعرض أفلام سيتطرقون من خلالها إلى اللغات ودورها في التأثير على تطور المجتمعات الإنسانية.