مؤتمر لندن يتبنى مقاربة كرزاي للمصالحة ونقل المسئوليات
٢٨ يناير ٢٠١٠أعلن مشروع البيان الختامي لمؤتمر لندن الدولي بشأن أفغانستان الذي انطلقت أشغاله صباح اليوم الخميس 28 يناير/كانون الثاني عن بدء "مرحلة جديدة" نحو تولي كابول زمام الأمور بالكامل في البلاد. وأوضح البيان أن سلطات الأمن الأفغانية ستتسلم المهام في بعض الولايات اعتبارا من نهاية 2010 أو أوائل 2011. وقد رحبت الدول المشاركة في المؤتمر، والتي بلغ عددها 70 دولة، بالهدف المعلن للحكومة الأفغانية باستلام القوات الأفغانية قيادة غالبية العمليات في المناطق القبلية في غضون ثلاث سنوات وباستلام مسؤولية الأمن على الأرض في غضون خمس سنوات.
ولزيادة المساعدات المباشرة المقدمة إلى الحكومة الأفغانية بنسبة 50 بالمائة، اشترط المجتمع الدولي تحقيق كابول تقدماً في مكافحة الفساد وتحسين تطبيق الموازنة ووضع إستراتيجية مالية من قبل الجانب الأفغاني. وفي هذا الإطار أقر الحضور الدولي بدعوة خبراء أجانب ضمن "مهمة إشراف وتقييم للتدقيق" في تفشي الفساد في أفغانستان.
ميزانية خاصة للصندوق المصالحة
من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في ختام المؤتمر أنه تم رصد 140 مليون دولار لتمويل صندوق دولي خاص، أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عند افتتاح مؤتمر لندن وهدفه "إعادة تأهيل" مقاتلي طالبان الذين يتخلون عن العنف. وذلك استجابة لطلب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، الذي دعا إلى سياسة "مد اليد" إلى طالبان. وحدد بيان لندن "أن المعنيين بهذه المبادرة، هم المقاتلون الذين يحترمون الدستور الأفغاني والذين يقطعون علاقتهم بالقاعدة وباقي المنظمات الإرهابية". يذكر أن كرزاي أعلن أيضا في وقت سابق عزمه عقد اجتماع لشيوخ القبائل (لويا جيرغا) العام الجاري في إطار الجهود الرامية لبحث سبل المصالحة.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أن نجاح مشروع دمج مقاتلي طالبان السابقين في المجتمع الأفغاني مرهون بتوفير الدعم الدولي. وقال فيسترفيله اليوم الخميس في مقابلة مسجلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني على هامش مؤتمر لندن المخصص لدعم أفغانستان إن هذا التغير الإستراتيجي سينجح إذا وجد دعماً من أفغانستان عبر باكستان والصين و وصولا إلى الولايات المتحدة. ورد فيسترفيله على انتقادات النقابة الألمانية للعاملين بالشرطة والتي تعارض الإستراتيجية الألمانية الجديدة في أفغانستان قائلاً إن عمل خبراء الشرطة الألمان الذين سيشاركون في تدريب قوات الشرطة الأفغانية سيقتصر على دعم الألمان ليصبحوا قادرين على تحمل المسئولية عن أمن بلادهم بأنفسهم وأن الحكومة الألمانية تراهن بالدرجة الأولى على تدريب الشرطة الأفغانية. ومن المنتظر أن ترسل ألمانيا 200 من خبراء الشرطة لتدريب قوات الأمن الأفغانية، كما تعتزم ألمانيا المساهمة في البرنامج الخاص بدمج مقاتلي طالبان السابقين في المجتمع الأفغاني بنحو 50 مليون يورو سنويا وهو البرنامج الذي اعتمده مؤتمر لندن، كما اتفق المشاركون في المؤتمر على زيادة قوات الجيش والشرطة الأفغانية.
دعوة للسعودية
في المقابل، صرح الرئيس كرزاي أن بناء قوات أفغانية قادرة على ضمان الأمن والاستقرار يحتاج إلى دعم العالم لبلاده لأكثر من عشر سنوات. وفي هذا الإطار دعا الرئيس الأفغاني المملكة العربية السعودية إلى لعب دور أساسي في إعادة السلام في بلاده، معرباً عن أمله في "أن يقوم العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز بدور بارز في توجيه عملية السلام". وحسب وكالة رويترز للأنباء، ردت السعودية على الطلب الأفغاني بالقول "إنها لن تقوم بدور في جهود إحلال السلام في أفغانستان إلا إذا أحجمت طالبان عن توفير ملاذ آمن لزعيم القاعدة أسامة بن لادن وقطعت علاقاتها مع شبكات المتشددين".
وفي أول تعليق على مؤتمر لندن، اعتبرت حركة طالبان أن هذا المؤتمر "مناورة دعائية لخداع الشعوب"، كما جاء في بيان للحركة نقله موقع سايت الأمريكي الحكومي المتخصص في رصد المواقع الإسلامية.
(و.ب/رويترز/د.ب.أ)
مراجعة: سمر كرم