ما حقيقة "أزمة منتصف العمر" في حياة الإنسان؟
١٩ يونيو ٢٠٢٤بقليل من المجهود عبر محركات البحث، يمكنك التوصل للكثير من المقالات المكتوبة والمواد المصورة حول "أزمة منتصف العمر" والمقصود بها وأعراضها ومدتها ونصائح واقتراحات للتعامل معها والتغلب عليها.
إلا أن عددا متزايدا من المتخصصين يشكك في كون "أزمة منتصف العمر" اضطرابا مسَلما به يمر به الجميع في فترة معينة خلال حياتهم. إذ يشكك باحثون في فكرة أن تحقيق السعادة يتطلب وقوع أزمة ما بعد الخمسينات أو الستينات من العمر حتى يتمكن الإنسان من اتخاذ قرارات ما للوصول إلى وضع أفضل يضمن له الرضا والراحة.
وأجرى باحثون بجامعة أولم الألمانية مؤخرا دراسة باستخدام مايعرف باسم "مقياس التأثير الإيجابي والسلبي PANAS" لتحديد التحولات الطارئة في حياتهم. وقام الباحثون باستطلاع آراء أكثر من 3300 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 99 عاما، وفقا لملخص الدراسة المنشور على موقع المكتبة القومية للطب NIH.
ويتكون اختبار PANAS من 10 صفات إيجابية و10 صفات سلبية مصنفة على مقياس من 1 إلى 5 يستخدمها الشخص لتقييم وضعه. وتضم الصفات الإيجابية كلا من: النشاط، الاهتمام، الحماس، القوة، الإلهام، الفخر، العزم، الانتباه، الحذر، التفائل. بينما تضم الصفات السلبية كلا من: الضغط، الإنزعاج، الذنب، الخجل، العدوانية، سرعة الانفعال، التوتر، الغضب، الخوف.
ولم ينطلق الباحثون في دراستهم من افتراض أن السعادة تنهار بطبيعة الحال في منتصف العمر، وفقا لموقع Psychology today، بل على العكس تماما، حيث افترضوا أن "البشر يصبحون أكثر إشباعا عاطفيا بشكل مطرد مع وصولهم إلى سنواتهم الأخيرة".
ووجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة حققوا درجات أعلى في تقييمهم الخاص بالصفات الإيجابية، مقارنة بالصفات السلبية، وأرجعوا السبب إلى أن "غالبا ما يكون منتصف العمر هو الوقت الذي يصبح فيه الأفراد أكثر نضجا واندماجا، حيث يمكنهم النمو من خلال العمل والنجاحات العائلية، مما يؤدي إلى الشعور بالإنجاز وتحسين الصحة العقلية".
وعلى الرغم مما يطرحه التقدم في العمر من تحديات، يؤكد متخصصون، في مقال منشور على موقع SAGE العلمي، أن تحقيق السعادة غير مرتبط بـ"أزمة منتصف العمر" وإنما يقترن بقيام الإنسان بإعطاء الأولوية لأهداف قابلة للتحقيق واكتساب القدرة على تنظيم المشاعر السلبية.
د.ب.