مائة عام علىBMW .. من محركات الطائرات إلى صناعة السيارات
قبل مائة عام بدأت شركة بي أم دبليو كشركة صغيرة لإنتاج محركات الطائرات، وسرعان ما تمكنت الشركة من أن تصبح إحدى أهم الشركات المصنعة للسيارات في العالم.
رافقت علامة شركة "بي أم دبليو" الشركة منذ تأسيسها في السابع من آذار/مارس 1916. وكانت الشركة تحمل اسم "الشركة البافارية لصناعة الطائرات" وسميت لاحقا بـ"الشركة البافارية لصناعة المحركات" (Bayerische Motorenwerke) ومختصرها BMW.
بدأت الشركة بإنتاج الدراجات النارية في عام 1923 وكانت الدراجة الأولى من الشركة تحمل اسم(BMW R 3). نجحت الدراجة في شوارع ألمانيا بعد أن لقيت إقبالا كبيرا. وصنعت الشركة أول محرك دراجة نارية باسطوانتين - 2 "سلندر".
اشترت الشركة في سنة 1929 مصنع "أيسناخ" لصناعة السيارات. وتمكنت بي أم دبليو من الحصول على رخصة تصنيع سيارة بريطانية صغيرة كانت شركة "أيسناخ" تملكها. وفي سنة 1932 بدأت بي أم دبليو بإنتاج أول تصميم خاص لسياراتها وكان اسم الفئة 303 الذي تميز بطراز خاص لشبكة مقدمة السيارة، الذي مازالت سيارات بي ام دبليو حتى اليوم محتفظة به.
لكن بدايات شركة بي أم دبليو الحقيقية كانت كشركة تسليح. إذ صنعت الشركة أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية محركات للآلات العسكرية. وفي الحرب العالمية الثانية استخدمت الشركة نحو 25 ألف "عامل قسري" وسجناء من معسكرات التعذيب النازية في مصانعها، نقلا عن المؤرخ الخبير بتاريخ الشركة مانفريد غرونيرت. واعترفت الشركة لاحقا بمسؤوليتها التاريخية وقدمت تعويضات للمتضررين.
خسرت الشركة بعد الحرب العالمية الثانية مصنعها في "أيسناخ"، الذي وقع تحت سيطرة القوات السوفيتية. فبدأت الشركة بعد الحرب بإعادة الإنتاج عن طريق مصنعها في مدينة ميونيخ لأول مرة، إذ لم تنتج في ميونيخ سابقا. وصنعت الشركة الدراجات النارية ومن ثم قدمت في سنة 1952 أول سياراتها بعد الحرب، وكانت من السيارات الفاخرة وتحمل محركا بـ 6 اسطوانات، وكانت السيارة من فئة 501.
لكن إنتاج السيارات في خمسينات القرن الماضي كلف الشركة خسارات كبيرة. كانت صناعة كل سيارة تصل إلى 4000 مارك ألماني. وفي سنة 1955 أصدرت الشركة سيارتها الصغيرة "إسيتا"، وهي نسخة معدلة من سيارة "إسو ريفولتا" الإيطالية. ولاقت هذه السيارة رواجا كبيرا أنقذ الشركة من الخسائر.
في عام 1959 كانت الشركة على وشك الإفلاس. حتى أن شركة دايملر المنافسة رغبت في شرائها. وجاءت فرصة الصناعي الألماني هيربرت كفاند لشراء الشركة وإعادة إحيائها. مع كفانت بدأت الشركة نجاحاتها التجارية وتفوقها العالمي. وبعد وفاته استلمت زوجته وابنته وأبنه قيادة الشركة. وتملك عائلة كفانت 47 بالمائة من أسهم الشركة، أي ما قيمته أكثر من 30 مليار يورو.
في عام 1961 قدمت الشركة فئة 1500 المتوسطة، وبعد بعض التعديلات أصدرت بي أم دبليو موديلات 1600 و1800 و2000 التي لاقت نجاحا كبيرا. وفي عام 1966 قدمت الشركة موديلات 1602 و 1802 و2002 و 2002ti.
أما الفئة الثالثة من بي أم دبليو فقد بدأت الشركة بتصنيعها في عام 1975. وفي عام 1981 وصلت مبيعات هذه الفئة إلى مليون سيارة. وفي عام 2012 طرحت الشركة الجيل السادس من هذه الفئة، ومن المقرر أن ينزل الجيل السابع منها في عام 2018.
يقع مقر الشركة في مدينة ميونيخ، وأنشأت الشركة المبنى الجديد لها في عام 1973 وهو على شكل أربع اسطوانات، وأصبح أحد معالم مدينة ميونيخ. في سبعينات وثمانينات القرن الماضي أصبحت الشركة إحدى أكبر الشركات المصنعة في العالم، وتملك الشركة حاليا 25 مصنعا في 14 بلدا وتشغل أكثر من 100 ألف شخص.
استمرت الشركة في التوسع وفي عام 1994 اشترت الشركة مصنع سيارات روفر الانكليزي وهو ما عرض الشركة لخسارات كبيرة دعاها إلى إيقاف إنتاج روفر في عام 2000، فيما أبقت الشركة على موديل "ميني" فقط من روفر الذي نجح نجاحا باهرا بعد إعادة إنتاجه سنة 2001. في عام 2003 اشترت الشركة مصنع رولز رايس.
قدمت بي أم دبليو موديلات جديدة من سياراتها الصديقة للبيئة التي تعتمد على الطاقة الكهربائية، مثل موديل i3. ، خاصة أن المدن الكبيرة في العالم، مثل بكين وأوسلو ولندن بدأت بمنع سير السيارات ذات المحركات الكبيرة للسير في طرقاتها. بالإضافة إلى أن فضيحة العوادم لسيارات ديزل في شركة فولكسفاغن بدأت تؤثر على بيع سيارات بي أم دبليو، إذ أن ثلث إنتاج الشركة من السيارات تعمل بمحركات ديزل.